وفي الطريق إلى قريتنا مقبر ة للنصارى مخيفة المنظر
وقد أخبرني أبي حين ذهبت إلى قريتي في عطلتي
أن أخي خرج يوما من الدكان متأخرا جدا
كانت الساعة حينئذ قد بلغت العاشرة في الليل
قد حكم السواد الطرق وكان أخي يجيء في دراجته البالية
فلما قرب من مكان مقبرة النصارى أسرع دراجته خوفا
فلم تمض لحظات إلا وقد سقط مكبا على وجهه في الطريق
وسال الدم في خدوده فلم يدر ما الذي حدث له بعد ذلك
نعم! جاء أخ بوذي في نفس الطريق وكان يعمل معه في نفس الدكان
فحمله في دراجته وجاء به وأوصله إلى دارنا
أسأل الله أن يهديه إلى الإسلام
وحمل أخي إلى المستشفى وشفي في أسبوع والحمد لله
والله لا أستطيع أن أتخيل تلك اللحظات التي مرت بأخي في تلك الطريق
وتلك الدماء التي جرت فيها
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
وأخبرني أبي أو كنت حاضرا يومها
أن أخي اعتزل الدكان لما رأى أن المال الذي يحصل عليه شهريا لا يكفي لقوت أهله
وعمل مساعدا للبنائين مع ما فيه من مشقة وتعب ولكنه لم يأبه بها
ويوما في أثناء عمله سقط على رأسه حجر كبير وشق رأسه فحمل إلى المستشفى
فضغطت أمي عليه أن يترك ذاك العمل فتركه وهو يكره تركه
والتحق بدكانه الذي كان يعمل فيه سابقا
وكان هذا الدكان لرجل مسلم غني وكان يثق بأمانة أخي وصدقه شديدا
وتلك الأحداث قد جعلتني أتفكر في بعض الأحيان في ترك العلم وطلب العمل
وكنت أبكي وأبل وسادتي بالدموع في الليالي في معهدي
إشفاقا على حال أخي الذي هدم مستقبله لمستقبلنا
وحين أتفكر في أنه لا يستطيع اللعب إذا أحبه
ولا يستطيع طلب العلم إذا طمع فيه
ولا يستطيع النوم إذا أراده
مع أنه شاب في ريعانه وغيسانه
لا أستطيع قراءة حرف ولا كتابته
ولكني قد اجتهدت في جبر ما انكسر من أيام شبابه فيما بعد
دخلت في الصف السادس وهو الصف الذي عزلت فيه عن معهدي الحبيب
وقبل أن أحدثكم عن قصة عزلي عن المعهد
أود أن أسجل بعض ذكريات هذه السنة
وقد أهدت لي هذه السنة خزانة ذكريات مملوءة بالأحزان والأتراح
وإني حين أتذكر يوما فرحت فيه من هذه السنة
تختلط بتلك الفرحة بعض سخائن أجفاني
(سأعود إليكم غدا إن شاء الله)
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 11:48 م]ـ
اي ليلة سوف تعود؟
لقد طالت الليالي.
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 11:50 م]ـ
سبحان الله انظر الي وقت كتابتي ووقت كتابتك للموضوع فقط دقيقة.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:00 ص]ـ
سبحان الله العظيم وجزاك الله خيرا أخي الكريم أبا سلطان البدري
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:03 ص]ـ
نعم! جاء أخ بوذي في نفس الطريق
لعلك لا تقصدها، أخي الحبيب
فلا أخوة بين المسلمين والكافرين!
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[25 - 08 - 09, 09:38 م]ـ
أخي الحبيب جهاد ما أردت من الأخوة إلا الأخوة التي في الآيات التالية:-
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا [الأعراف: 65]
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا [الأعراف: 73]
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا [الأعراف: 85]
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيكم
ومن خزائنها ..
مسألة الجمع بين الصلاتين عند المطر
كنت أراهم من يوم دخولي إلى المعهد إلى يوم انفصالي عنه
يجمعون بين المغرب والعشاء عند نزول المطر
ولكن لما كان المراقب غير متدين وغير مبال بأمور الإسلام
دخل في الجمع تساهل كبير
وكان المراقب إذا قضيت صلاة المغرب
يذهب إلى باب المسجد وينظر إلى السماء ويمد يده إلى الخارج
فإذا رأى علامات للمطر أو ابتلت يده بشيء من القطر
يأمر التلاميذ بالجمع فيجمعون فلا ينكر عليه أحد
وإني كنت أتعجب من أسرة المعهد
فكيف لا أتعجب وقد ولوا أمورنا إلى رجل
لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ولا يحافظ على الصلوات
ويتظاهر بسماع الموسيقى ويؤيد الآراء الماركسية
ويقصر اللحية حتى نستطيع أن نقول له "حلقها"
ويسبل إزاره وكان أكثر أصحابه لا يصلون
ولما سئل أحد أصحابه "لماذا لا تصلي؟ "
فقال"لا يحتاج سمك البحر إلى الغسل"
"] وهو أستاذ في جامعة "بِيْرادَنِيَ" البوذية
وقد أنكرت على المراقب "إقبال" أمورا [/ COLOR]
ويوما كنا نتكلم في بعض الأمور في المسكن
بعد أن كنا في عمل متعب
فجاء هذا المراقب المترقب لإيذاء التلاميذ شتما وضربا
وهو يرفع طرف إزاره بيساره ويحمل عصاه بيمينه
فقال "لماذا ترفعون أصواتكم .. روحوا إلى الفصل"
وقد آذتني جيئته المتوحشة فقلت صراحة في وجهه
"يجب عليك قبل أن تنصحنا بعدم رفع الصوت
إغلاق الراديو الذي يغني أغاني سينمائية "
فلم أنته من القول إلا وقد وقع ضرب شديد بعصاه على صدري
فرفعت صوتي وقلت "أنت لا تستحق المراقبة وسأرفع أمرك إلى المدير"
فقال "ارفع فلا أبالي"
فقلت "أنت لا تخاف الله فكيف تخاف المدير وأرى صورتك صورة مدمن خمر"
فوثب علي وثبة قرد وضربني ضربة تكسرت بها عصاه ثم خرج
فتجمع حولي زملائي وقد آلمهم ما حدث لي
فقلت لهم"لا أترك الأمر سدى وسأكتب رسالة إلى الأستاذ خليل الرحمن"
فكتبت رسالة فأعطيتها إلى الأستاذ خليل الرحمن ثم رجعت
فدعانا إلى مكتب الأساتذة فذهبنا إليه
وكان جالسا في كرسيه وحده
فاستفسرنا عما جرى فأخبرته
فقال "أليس هو أستاذا"
فقلت "لا كيف يكون أستاذا لنا وهو يتظاهر بسماع الموسيقى
وقد ضربني ضربا ضارا إن شئت أريك أثره في صدري"
فسكت هنيهة وقال "سأنهاه عن مثل هذه الأفعال"
ثم نصحنا بالتأدب مع الكبار وبأمور أخرى
والله كرهت موقفه من هذه الحادثة مع حبي له
ولو كنت مشرفا لطردته من المعهد
وقد بكيت على تلك الآلام التي وقعت يومها داخل صدري وخارجه
وقد أصدر هذا المراقب كتبا في الشعر
ومن كتبه كتاب"نقطة في نقطات"
وقد طبعت على آلة كاتبة من المعهد
ويقول فيه وهو يخاطب "كالْمارْكْسْ":
"الفقر يزلزلنا قم يا "كالْمارْكْسْ" من مرقدك"
ولقد قال به كلمة كفر بل كفر من حيث لا يدري
يا ليت شعري كيف يطبع هذا الكتاب على آلة كاتبة من المعهد
وكيف يكون مراقبا على تلاميذ معهد سلفي
فقلت له يوما "هذا الكتاب فيه أخطاء عقدية "
فأجابني جواب مستهزئ فقال "حتى المدير لم يقل لي شيء فمن أنت؟ "
فسكت
و إن هذا المراقب يعمل في المعهد إلى يومي هذا
والله المستعان
(سأعود اليوم إن شاء الله)
¥