فجعلت أناجي ربي الذي سمع تحاورنا وأشتكي إليه
وكان باب المسجد مغلقا
فسمعت صوت صديقي الحالف
وهو يتكلم مع ذلك الأستاذ الذي انتقد علماء السعودية
فسمعته يقول "شهدت عند المدير عليه وانتهى أمره"
فأجاب بقول أحزنني فانفجرت دموعي
فلما حان وقت الظهر ذهبت إلى مسجد المعهد
ولم أذهب إلى فصلي حياء وحزنا
فأذن لصلاة الظهر فصليت أربع ركعات أطلت فيها سجودي وركوعي
فأقيمت الصلاة فصليت وأنا مبتل بالدموع
نعم إنها آخر صلاة صليتها في معهدي الحبيب
إنه آخر سجود سجدت في معهدي الحبيب
قضيت الصلاة واستغفرت وهللت وسبحت وحمدلت وكبرت
فقمت وصليت ركعتين طويلتين حتى يخرج كل طالب من المسجد
ولكن كنت أسمع صوت المراقب من ورائي وهو يتكلم مع أحد
ولعله كان من أفرح الناس لعزلي
كنت لا أدري لماذا يجلس في المسجد ولم يخرج فأطلت الصلاة
ولكنه لم يخرج فسلمت من الصلاة وقمت
وحينها رأيت من خلال نافذة المسجد أستاذ مادة التاريخ
وذاك الأستاذ المنتقد يمشيان سويا إلى المكتب وهما يتبسمان
ولعله نسي حديث "أحسن إلى من أساءك"
وتذكر حديث "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة"
فمشيت نحو الباب فقام المراقب وقال
"إن المدير قد أمرني أن آمرك بكتابة رسالة تقول فيها أنك كذبت على الأستاذ
وأمرني أن أخرجك من المعهد خلال ساعتين"
ولا حظت في وجهه سرورا حين قاله
بكيت في قلبي وتذكرت أهلي فصرت ميتا وفيَّ روحي
فسرت معه إلى سكني وفتحت دولابي ورأيت كتبي
وأخذت قلمي وكتبت رسالة كتبت فيها كما أمرني
وسطرت فيها "أسأل الله أن يغفرلي خطيئتئ يوم الدين" بلغتي
وتسلمها مني ز قلت له أحمل ثيابي ولحافي وبعض كتبي ولكني
لا أستطيع حمل كل كتبي التي في دولابي
فأهديت له كتاب "الاقتصادية الإلكترونية" مع ما أنا فيه من الحزن
وأعطيته مفتاح دولابي وقلت سأرجع مع أبي لآخذ كتبي
فحزمت حقيبتي ورقيت إلى الطابق الرابع
فرأيت فيه مديري وخليل الرحمن أستاذي
فمددت يدي اليمنى إلى المدير فقلت "السلام عليكم "
ومددت يدي إلى الأستاذ خليل الرحمن فقلت "السلام عليكم"
فردا علي السلام فلم يزيدا على الرد
وترقرقت عيناي بل بكيت وأنا أنزل من ذاك الرابع
سقطت بعض القطرات على درجات الطوابق
فخرجت من المعهد وذهبت إلى موقف الحافلات وركبتها
نظرت إلى معهدي من الحافلة وهي تمر
كيف أخير هذا لأهلي وماذا يظنون بي
وكيف أطلب العلم وأنا لا أدري عن أي مدرسة تقبلني
وليس لي مال أنفقه في سبيل طلبه
وكيف أكون داعيا مبصرا من دون أي علاقة لي بالعلماء
سؤال بعد سؤال وجدت الجواب عنها في الأيام التالية
وضعت خدي على حقيبتي أغمضت عيني بغير نوم
والدموع تسيل على حقيبتي ولعلي نمت
وصلت إلى بيتي
دخلت بيتي وقد أعجبهم مجيئي دون إخبار
فقلت فورا "عزلت عن المعهد"
فشرحت الأمر كما شرحته في هذه الكتابة
فقال أبي "قدر الله وما شاء فعل لعل الله أراد بك خيرا
عسى أن تكرهوا شيئا فهو خير لكم"
انتهى الأمر بكل سهل ولم أتوقع منهم هذه السهولة
والله إن أبي كان صابرا محتسبا في كل أموره
ولولا مشيئة الله ثم أبي وعزمي على طلب العلم واستعدادي للقاء أي بلاء في سبيله
لصرت طباخا في فندق أو خادما فيه
ولكن قدر الله وما شاء فعل
نعم أخطأت ولكن كيف يهملون طالب علم
وهم يعرفون نشاطه وجده وحرصه في العلم
ويعرفون أن أباه ذو عيال وما له صامت ولا ناطق
والله لقد صرت كالرجل الذي شدت عينه بخرقة
وترك في في داجية لا يعرف شرقه من غربه ولا أمامه من خلفه
كم عثرات دفعتني إلى الخلف
وكم كبوات جرحت وجهي في هذه الطريق
وكأني كبلبل سجن في قفص فاستمات لكسر الأسلاك ليخرج طليقا
ويسمع تغريده وترنمه للعالم
حتى هداني الله إلى نور أراه من بعيد لا أزال أقترب منه ويقترب مني
ولكن لا أزال أدافع عن رماح ترمى إلي من شواجن لقطع سيري
والحمد لله الذي علمني ما جهلت وهداني بعد ما ضللت
وهدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
انتهى الجزء الأول من قصتي (ابتسامة)
(سأعود إليكم إن شاء الله)
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 11:16 م]ـ
حسبك الله
و أرى أن فصلك بسبب كهذا ظلم
ماذا كانوا سيخسرون لو بذلوا لك النصيحة و الإنذار
و لكن
قدر الله و ما شاء فعل
أسأل الله أن يهديهم إلى الجادة و يغفر لهم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 11:33 م]ـ
¥