قصة محزنة ولكن لعل ختامها مسكـ ..
الفاضل: مجاهد.
ننتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر ..
محبك:
أبو المهند ..
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[28 - 08 - 09, 12:26 ص]ـ
هذا الجزء الأول من قصتي الحقيقية في ملف word رفعته لكم رجاء الدعاء منكم لكاتبه الأعجمي
الذي يحبو فيكبو من وراءكم ليكون في صفكم ورجاء لنشر الخير والنفع
ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:44 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:27 م]ـ
أخي الجزائري وأخي القصيمي وأخي المقرئ جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
كيف أطلب العلم؟
السؤال الوحيد الذي كان يدور في خلدي
اجتهدت على حصول طريق رسمي له
فشحذت مدير مدرسة الغفورية- وكان بيننا قرابة صهرية -
أن يلحقني بمدرستهم
فأجابني بـ"أقبل طلبك ولكن بشرط أن تبدأ من الصف الأول"
حرت من فطنتها لإبعادي
ويوما دعانا ذاك الشيخ إلى بيته وسررنا بهذه الدعوة
فذهبنا إلى داره أنا وأبي
فكانت الدار قريبة منا
فتكلم معنا في أمور ثم أفصح عن مقصوده
فقال "اكتب كل ما تقع من مخالفة شرعية في معهدك
واكتب عن مديرك ثم أعطنيها سأرسلها إلى بيت الزكاة
فسيكون هذا عقابا لهم على ما فعلوا بك "
فلما تكلم بهذا الأسلوب علمت ما يكن الرجل
من إحن في خاطره وحقد على مديري
وأحب المعهد ومديره إلى يومي هذا
فأنقذني الله بحبي له من صنارته التي رمت إلي للحصول على عوافه
ولكني سكت عنده وقلت "سأنظر في الأمر" وسلمت عليه
وأخبرت أبي بعد خروجي من عنده بعدم إرادتي لما طلب مني بل بكراهيتي له
وطلبت من مدير مدرسة ابن مسعود أن يلحقني بمدرستهم فسكت إخبارا بالإباء
فقعدت بضعة أيام في بيتي وأنا لا أدري ماذا أفعل
وقد كرهت أن يذوق أهلي مرارتي
وكنت أقرأ الكتب التي في بيتي
وأبكي من دون أن أشعر به أهلي ومن حولي
وأدعو في في سجودي والدموع في خدودي
فقررت يوما على الذهاب إلى قرية معهدي
لأن هناك بيوتا تعرفني وتحبني فأخبرتهم بالهاتف فرحبوا بي
فجمعت ما عندي من الكتب ووضعتها في حقيبة كبيرة
وسافرت من بيتي إلى قرية معهدي
فلما رأوني فرحوا بي وأشاروا لي إلى غرفة في بيتهم
فكنت أنام فيها وأقرأ فيها وأطعم فيها وأبكي فيها
ولكن واجهتني مشكلة
حين تذكرت قول المراقب لي بأنه لا يسمح لي الدخول إلى المعهد
"أين أصلي؟ " لأن البيت قريب من مسجد الجمعية
فلم أذهب إلى المسجد وكنت أصلي في غرفتي
ولكن انتشر خبر مجيئي وسكني في المعهد
فلما كان يوم الجمعة ذهبت إلى مسجد الجمعية
فلما انتهت صلاة الجمعة وخرجت من المسجد
رأيت المراقب وأستاذا يمنعون التلاميذ ويحذرونهم من الكلام معي
فوصلت إلى البيت وأنا حزين من تلك المعاملات السيئة
وكان صديقي مسعود صاحب "الاحتضار" (ابتسامة) وهو صهري اليوم
كان يخرج من المعهد ليلا بدون علمهم مع بعض أصدقائه ويلتقون بي ويكلمونني
ويخبرونني بما يجري في المعهد من كلام عني
وأخبروني أن الأستاذ خليل الرحمن وأستاذ مادة التاريخ
قد شرح أسباب فصلي عن المعهد في مجلس الطلبة
وحذروا الطلبة من الاتصال بي
فقلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل
وقد احتفظ قلبي كثيرا من لحظات الأفراح التي صاحبتني في تلك البلدة
ولكن هي ذكريات ولحظات مع مخلوقات ماعُلِّمت منطقها
وهي ذكريات لم تكدر صفوها كلام رجال ولا دلام قلوب
مضت بعض الأيام هكذا
ويوما دعي صاحب بيتي الذي أنا فيه إلى مكتب الجمعية
ولا أدري ما جرى بينهما
ولكنهم قد تغيروا بعد هذا اليوم
وصارت الابتسامات أحمالا تولد في وجوههم
وصارت تلك الابتسامات مبشرات بالإناث
فكنت أرى مخاضها في وجوههم
وخرجت من أفواههم نصائح مست بعزتي وجرحتها
ولعل مشرفو المعهد صبغوني في أعينهم
ولكني لما لم أر فجا للسلوك فيه لطلب العلم
جمدت بينهم بعد أن أضلعت
ولكن حين رأيتهم لا يذوقون الطعام ولا الشراب لوجودي
قررت الذهاب إلى بيت صديق في مدينة "كِنِّيا"
اسمه فيصل وقد تعلم في المعهد أربع سنوات ثم خرج منه
وهو الآن طالب في جامعة بعاصمة سريلنكا
ومدينة "كِنِّيا" بعيدة عنا وهي في الشمال الشرقي
والوضع والجو مختلف فيها تماما
كل أهل المدينة مسلمون وهم مائة ألف أو يزيدون
وتتجاورها قرى مثل "آلَنْكانِيْ" وأهلها كفار مؤيدون لحركة نمور التامل المعتدية
وقد كنت ذهبت إلى "كِنِّيا" وأنا في المعهد
ومكثت فيها وحاضرت في مسجد في حي "إدِمَنْ"
وهو قريب من قرية "آلَنْكانِيْ"
وهو الحي الذي قضيت فيه أكثر من ثلاثة أشهر من حياتي
فأخذت كل كتبي ووضعتها في حقيبتي
وسلمت على أهل ذلك البيت وشكرت لهم
وسافرت إلى قريتي فأخبرت أهلي بالخبر فحزنوا على حالي
فكيف لا يحزنون
وهم يرون ابنه يحمل كتبا يسعى إلى قرية يرجو ودهم
وبعد أيام يرونه يرجع إليهم وقد تكسرت أمانيه
و يتكلف التبسم حين الكلام معهم
ولكنهم لا يستطيعون نصري ولا أنفسهم ينصرون
إلا بدعائهم وتحريضهم
وقلت لأبي" قبل ذهابي إلى "كِنِّيا" علينا أن نأخذ الكتب التي في المعهد"
فتكلم أبي مع الأستاذ خليل الرحمن بالهاتف
وأخبرني أبي" أنه كان في كلام الأستاذ بعض الرقة واللطف
كأنه يريد إرجاعك إلى المعهد ولكني تكلمت معه بشيء من الشدة
فوعد لي يوما لاسرداد كتبك"
فقلت "خيرا فعلت"لأني كنت واثقا بنصر الله
ولم أطمع يوما ما في الرجوع إلى المعهد
فإن العلم نور من الله يعطيه من يشاء
ولا تحصره مقررات ولا سور معاهد ومؤهلات جامعات
حتى ابن الجوزي لم يستطع أن يروي ابنه من مياه العلم بلفتة كبده
وحتى ابن حجر لم ينجح أن يسير ابنه لبلوغ مرامه
أقول كل يوم رب زدني علما رب زدني علما
فإن الأيام تتغير والوسائل تتبدل ونصر الله يأتي من حيث لا يدرى ولا يحتسب
فها أنا أمام ملتقى لأهل الحديث أكتب فيه
ولم يخطر هذا في بالي ولا في بالهم يوم انفصالي عن المعهد
وقد استجديت من الكثير ورقات تزكية وكانت هي الحاكمة
ولكن هنا العلم هو الحاكم ولم أحتج إلى أي وسيط ولا أي تزكية
فالحمد لله الذي هداني لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
فجاء اليوم الذي أمرنا الأستاذ خليل الرحمن بالمجيء إلى المعهد
(وسأعود غدا إن شاء الله)
¥