تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أحسن ما سطر مروري بهذا الكتاب في خاطري سطور من مقدمة الشاطبي وهي:

" ... فتارة نسبت إلى القول بأن الدعاء لا ينفع ولا فائدة فيه

كما يعزى إلى بعض الناس

بسبب أني لم ألتزم الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلاة حالة الإمامة ....

وتارة نسبت إلى الرفض وبغض الصحابة رضي الله عنهم

بسبب اني لم ألتزم ذكر الخلفاء الراشدين منهم في الخطبة على الخصوص إذ لم يكن ذلك شأن من السلف في خطبهم ولا ذكره أحد من العلماء المعتبرين في أجزاء الخطب .....

وتارة أضيف إلى القول بجواز القيام على الأئمة

وما أضافوه إلا من عدم ذكرى لهم في الخطبة وذكرهم فيها محدث لم يكن عليه من تقدم

وتارة أحمل على التزام الحرج والتنطع في الدين .......

وتارة نسبت إلى معاداة أولياء الله

وسبب ذلك أني عاديت بعض الفقراء المبتدعين المخالفين للسنة المنتصبين بزعمهم .....

وتارة نسبت إلى مخالفة السنة والجماعة

بناء منهم على أن الجماعة التي أمر باتباعها وهي الناجية ما عليه العموم ولم يعلموا أن الجماعة ما كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه والتابعون لهم بإحسان .....

وكذبوا على في جميع ذلك أو وهموا والحمد لله على كل حال

فكنت على حالة تشبه حالة الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ مع أهل زمانه إذ حكى عن نفسه فقال ..... عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين والعارفين والمنكرين

فإني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها موافقا أو مخالفا دعاني إلى متابعته على ما يقوله وتصديق قوله والشهادة له

فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك كما يفعله أهل هذا الزمان سماني موافقا

وإن وقفت في حرف من قوله أو في شيء من فعله سماني مخالفا

وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد سماني خارجيا

وإن قرأت عليه حديثا في التوحيد سماني مشبها

وإن كان في الرؤية سماني سالميا

وإن كان في الإيمان سماني مرجئيا

وإن كان في الأعمال سماني قدريا

وإن كان في المعرفة سماني كراميا

وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر سماني ناصبيا

وإن كان في فضائل أهل البيت سماني رافضيا

وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فم أجب فيهما إلا بهما سماني ظاهريا

وإن أجبت بغيرهما سماني باطنيا

وإن أجبت بتأويل سماني أشعريا

وإن حجدتهما سماني معتزليا

وإن كان في السنن مثل القراءة سماني شفعويا

وإن كان في القنوت سماني حنفيا

وإن كان في القرآن سماني حنبليا ........ "

وهذا يذكرني ما كتب الإمام صديق حسن خان في كتابه

"روضة الندية شرح الدرر البهية" حين يبحث عن العدد التي تنعقد بها الجمعة فقال:

" .... فقائل يقول: الخطبة كركعتين وأن من فاتته لم تصح جمعته ....

وقائل يقول: لا تنعقد الجمعة إلا بثلاثة مع الإمام.

وقائل يقول: بأربعة. قائل يقول: بسبعة. وقائل يقول: بتسعة.

وقائل يقول: باثنى عشر. وقائل يقول بعشرين.

وقائل يقول بثلاثين. وقائل يقول: لا تنعقد إلا بأربعين.

وقائل يقول: بخمسين. وقائل يقول: لا تنعقد إلا بسبعين.

وقائل يقول: فيما بين ذلك. وقائل يقول: بجمع كثير من غير تقييد.

وقائل يقول: إن الجمعة لا تصح إلا في مصر جامع وحده بعضهم

بأن يكون الساكنون فيه كذا وكذا من آلاف.

وآخر قال: أن يكون فيه جامع وحمام.

وآخر قال: أن يكون فيه كذا وكذا.

وآخر قال: إنها لا تجب إلا مع الإمام الأعظم

فإن لم يوجد أو كان مختل العدالة بوجه من الوجده لم تجب الجمعة ولم تشرع،

ونحو هذه الأقوال التي ليس عليها أثارة من علم،

ولا يوجد في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسول الله صلى الله وسلم

عليه حرف واحد يدل على ما ادعوه

من كون هذه الأمور المذكورة شروطاً لصحة الجمعة،

أو فرضاً من فرائضها، أو ركناً من أركانها

فيالله العجب ما يفعل الرأي بأهله،

ومن يخرج من رؤوسهم من الخزعبلات الشبيهة بما يتحدث الناس به في مجامعهم

وما يخبرونه في اسمارهم من القصص والأحاديث الملفقة

وهي عن الشريعة المطهرة بمعزل يعرف هذا كل عارف بالكتاب والسنة،

وكل متصف بصفة الإنصاف وكل من ثبت قدمه ولم يتزلزل عن طريق الحق بالقيل والقال، ومن جاء بالغلط فغلطه رد عليه مضروب به في وجهه، .......

ولم يجعل الله تعالى لأحد من العباد وإن بلغ في العلم أعلى مبلغ

وجمع منه ما لا يجمع غيره،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير