تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[10 - 10 - 09, 01:03 م]ـ

جزاك الله خيرا واصل موفقا

ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[10 - 10 - 09, 11:36 م]ـ

واصل ... متابع باذن الله، و مشتاق لما بعده.

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[11 - 10 - 09, 10:56 م]ـ

أخي المقرئ وأخي السكندري جزاكما الله خيرا

امتلأت عيني بالدموع

وبدت لي كل كلام تدور حولي ثرثرة لا معنى لها

مرت الحافلة بحقول "كِنّيا" الخضرة

وبهؤلا الفلاحين المساكين الذين لا معنى لحياتهم إلا بزراعتهم

وحين مرت الحافلة بقرية صديقي "مسعود" "مُلِّ بُتَّانَيْ"

تجددت بعض ذكرياتي المتعطرة التي كانت لي بهذه القرية

وبحثت بعيني هل هناك بعض من يعرفني فلم أجد أحدا

ولعلي تنهدت كثيرا في تلك العودة

"كُرُنْجَكّانِيْ" "آلَنْكانِيْ" "إِدِمَنْ" "كُتِّ كَراشِّيْ" "بُخارِ أدِيْ"

"بَرِياتُّ مُنَيْ" "كاكَّ مُنَيْ" أسماء أن أنساها في حياتي

فَيْصَلْ ,نِياسْ ,نَيْ نَيْ وجوههم تلمع في قلبي بابتساماتهم البريئة

التي لا وجود لها اليوم إلا في الكتب

أردت أن أناديهم بأسمائهم وأشكرهم لما آووني ونصروني

ولكني سكت وبكيت

وازداد ألمي حين فكرت في مسيري بعد فراقهم

كيف أطلب العلم!!

من يعلمني!!

من ينفق علي وعلى أهلي!!

فلم أجد جوابا على تلك التساؤلات

ولكني توكلت على الله الذي عليه يتوكل المؤمنون

وقررت أنا أتابع طلبي في بيتي من كتبي التي بيدي

وأذهب إلى كل من له مكتبة صغيرة أو كبيرة

وأستعير منهم بعض الكتب إن لم يبخلوا بها

وقررت أن أكتب رسالة إلى كل عالم ومؤسسة

لهم علاقة بالجامعات والمعاهد الإسلامية في السعودية

أرسم فيها حالي وأسألهم أن يوصلني إلى تلك الجامعات أو يدلني على الطريق إليها

وصلت الحافلة إلى "كُرُناكَلْ" وتلك القرية قريبة من معهدي دار التوحيد السلفية

وقد حدثتكم عنها من قبل هذا مفصلا

فلما نزلت فيها تأثرت بذكريات معهدي الماضية

وذكرتني أياما حملت فيها حقيبتي وفيها كتبي ودفاتري

ووقفت في تلك المحطة منتظرا حافلة قرية معهدي

وأحببت أن أرد إلى تلك الأيام وأصلح ما أخطأت فيها

وأكون في الصف السابع اليوم

ولكن ... هذا ما قدر الله وما شاء فعل

ركبت حافلة "نِكَمْبُوْ" ونزلت في "كُوْشِيْ كَدَيْ"

ووصلت إلى قريتي "بَلَهَتُّرَيْ"

تغيرت المناظر وتضايقت الطرق

مشيت إلى بيتي سريعا مسلما على كل من يصادفني ويجاوزني

وحين رأوني أهلي ومن في بيتي فرحوا كأنهم حصلوا على شيء ثمين كانوا يتفقدونه أياما

حدثتهم عن أحداثي فحمدوا الله على السلامة

وأخبرتهم بقراري فقبلوا مني لأنه ليس لهم خيار

ولكن الله رحمني فجعل لي صديقا وزميلا في مدرستي في بيتي

نعم .. أخبرت أن صديقي مسعود قد أتم دراسته في دار التوحيد

وحصل على الشهادة المولوية

ففرحت فرحا شديدا فأرسلت إليه أن يلحق بي في بيتي

لأ الأخ مسعود قصته محزنة جدا

وإن أباه قد طلق أمه وهي تحملها ولا يدري أين أبوه إلى الآن

وتزوج أمه بعد ولادته من رجل غير متدين

فنشأ مسعود في حضانة جدته من قبل الأم

والتحق بالمعهد في قسم اليتيم في وهو في السن السابع

وبعد أن صار إلى المعهد ضعفت العلاقة بينه وبين أقربائه

فأردت أن يكون الأخ مسعود في بيتي

وكان يحبني في معهدي وكان بيننا تواد وتراحم

فلما بلغه خبري فرح به ولحق بي

ومن ذلك اليوم إلى يومي هذا وهو معي

والحمد لله

طهرنا الغرفة الأمامية تطهيرا

وفرشنا الحصير في أرضها ووضعنا كتبنا حول الحصير

ورتبناها فاجتهدنا اجتهادا شديدا في طلب العلم

وكنت أبكي كل صباح وأنا أقرأ من سورة الكهف "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"

وأدعو الله أن يجعلنا منهم

ومن سورة يوسف"هل علمتم ما فعلتم بيوسف! "

وأدعو الله أن أُسأل يوما ما كما سئل يوسف عليه السلام

ومن سورة القصص "قال فعلتها إذا وأنا من الضالين " فتعلمت كيف أجيب على الرماة

وكنا نروح إلى شاطئ البحر بعد العشاء لنسلي أنفسنا

بتلك المناظر البحرية

تعرفون شاطئ أي بحر

وهو البحر الذي كنت أبكي أمامه

وهو البحر الذي كنت أكلم أمواجه

وهو البحر الذي كنت أحمل بيدي زبده

وكأنه رحب بي حين رآني

وكأني أرى كل موج يسجد في شاطئه يقول لي

مجاهد عدت إلينا وكنت انا الذي أغسل قدمك وهل تعرفني

أريت مسعودا تلك الكبائن التي كانت فيها نومي

وفي بعض الأحيان كل الأمواج تسمعني

كأني أقول لها "أين علماء سريلنكا الذين عناويهم في محاضراتهم "مستقبل الشباب"

أين الجمعيات التي اشتهرت بأنها للشباب خاصة

فهل يقبلوننا إذا قلنا لهم أننا شباب نريد العلم

أم يطلبون منا شهادات وأوراقا لتثقيل ملفهم

فحين تسمع تلك الأمواج تلك الدندنة تذوب في البحر وتختفي

فكنا قضينا ساعات كثيرة في ذاك الشاطئ

ولم يزل صوت اللجبات من تلك الأمواج في آذاني

و تلألؤات أنجم ولمسات رياح من ذلك السماء

وأعلى الله همتي في قلبي

فكنت لا أدع كتابا عندي إلا قرأته وفائدة إلا سجلتها

فكانت تلك الأيام من أحسن الساعات التي مرت بعد فراقي من معهدي

فكانت كنسيمة هبت قبل هبوط الأمطار

ومن تلك النسائم التي لا أزال أجد برودتها وأشعر بأريحيتها إلى يومي هذا

نسيمة هبت من كتاب "نصب الراية"

وسأعود إليكم إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير