تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأبى أن تكون الدنيا جنة للمؤمنين

فتوالت في حياتي الدعوية ظلمات وفتن حتى أضرت بحياتي الشخصية

انقطاع الود والمحبة والصداقة التي كانت بيني وبين الشيخ زين العابدين بالوشاية

واتهماي بالإكثار من الديون

و .... و ..... حتى أعصرت عيني

فأصبح كل يوم خائفا أترقب من أوابد الأيام

مع واقع لا أحبه ومستقبل أرجوه

ولما ولد شهر جمادى الأولى الماضي عتت الفتنة الأخيرة بريحها الصرصر

حتى أتت على كل شيء اعتززت به في حياتي وجعلته كالرميم

ومنعت من الاشتغال في الدعوة إلى الله

بتهم مفتريات من قبل بعض الإخوان المغرضين

حتى استحييت الخروج من بيتي والكلام مع الناس

فتقربت إلى الله بالركوع والسجود والذكر والدعاء

ودعوت على من ظلمني وآذاني واعتدى على عزتي وعرضي

فمن الله علي بالعمرة فزرت مكة واعتمرت

وطفت بالكعبة وسجدت قريبا منها فدعوت ودعوت

وتقلبت في سجودي وبكيت ورفعت صوتي وخفضت

ورجعت إلى بلدي بعد أن ذقت حلاوة سفري

فقعدت في غرفتي وبدأت أتفكر من مولدي إلى مفتتني

بكيت كثيرا على نفسي بنفسي

وأبكي وأنا أحمل "عتيق الرحمن" ابني الصغير

وأئن وأنا أنوم "أناة" بنتي

وأصرخ باكيا حين أرى "عبد الله"ابني الأول

كأني أقول له من تلك الصرخات

"ابتسم يا عبد الله واضحك قبل أن تكبر وتلعب بأفراحك الفتن"

"استمتع بأيام صبائك في المهد قبل أن تخرقه أيام ستدخلها ولا محيص لك منها حتى اللحد"

ودام الأمر على تلك الحال حتى رمضان الذي كانت فيه عمرتي الثانية

فكنت أنام في تلك الأيام في لحاف من الدموع

وأبل وسادتي بتلك الذكريات المريرة والزماع

كأني كجنين أتقلب في بطن الليل للخروج

وفي ليلة من تلك الأيام فتحت لاب توبي

واخترت عنوانا يكون عنوانا لحياتي

فكتبت "دمعة في بحر سرنديب قصتي الحقيقية من المهد إلى هذا العهد"

عندما يتذكر الإنسان ماضيه الذي قضاه والأحداث التي مر بها

تختنقه العبرات ولا يستطيع تغافله ولن يستطاع

جهود وملل وأمنيات وجهالات وإعراض

كم من أحلام أتعبته .. لكن بدون جدوى

فأبقت طللا في قلبه

كم من نصيحة ذهبية أعرض عنها فدفع لها ثمنها

ولكن عدم تقدير مشاعره وعدم التألم لدموعه

وعدم التشجيع لما يحتوي قلبه من أهداف غالية

من قبل الكبار

جعله يرسم طريقا يمشي عليها ما دام في النفس حياة

وهذا خطأ سجل في تاريخ الكبار في تعاملهم مع الصغار

ولكن ..... قد يشاء الله لهذا المسكين أن يشرح صدره للإسلام ويريد به خيرا

ويؤتيه حكمة ويعلمه علما ويجعل له نورا

فتراه يطوي كل شيئ مدته حياته التي أفناها

في أحزان وآلام ويكظم صيحات شكواه

ويتناسى كل مر .....

ويقوم ويمشي ويكلم الناس وهو طلق الوجه

يهدي من يتبلد

يستمع إلى من يتألم

يريح من يسأل

يعزي من يحزن

فيظهر للناس رجلا لم يتذوق في حياته

بلاء ولم يكمده حزن في ماضيه ولا يعرف عناء

وهو مع كل ذلك ....

يلجأ إلى الله في لياليه وأسحاره

وسجوده ويشكو بثه وحزنه إليه

وعيناه تدمع وقلبه يغلي

ويرجو لقاء ربه

وينام فوق قطرات من الدموع

وقعت على وسادته

وربه يصبره

واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون

ما أحلاها لرجل مثله

إنها تجارب مر مما مر إلى ما يمر

و عبر لمن يحبو من ورائه ليصل إلى ما وصل

لقد كان فضل الله علي كبيرا

والحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا

وهذا آخر ما استطعت إليه من الوصف لدمعتي التي وقعت في بحر سرنديب

ولكني حزين بفراقكم وتأتيني ذكريات تلك الليالي

التي أفتح فيها الملتقى وأنا مشتاق إلى تعليقاتكم ومشاركاتكم

وأبكي حين تثلج صدري كلمات بعض من مر بقصتي

ولعلي أعود إليكم في يوم من الأيام

وإني لأشتاق أن أرى قصتي في صورة كتاب فهل ما أحجمت عليه مستحق له؟

ـ[فادي علي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:21 ص]ـ

السلام عليكم

أخي الشيخ مجاهد حفظك الله ورعاك.

ابحرنا معك فأبكيتنا واضحكتنا، احبك في الله.

فما قصت الفراق؟!!!!

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:24 ص]ـ

أخي فادي علي أعني به أنه آخر مشاركاتي لقصتي وبارك الله فيك

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:34 ص]ـ

أخي فادي علي أعني به أنه آخر مشاركاتي لقصتي وبارك الله فيك

ـ[أبو عبيده الخمراوي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 12:19 م]ـ

الله المستعان ... كلما ضاقت كلما قرب الفرج .. فاصبر أخي مجاهد نحن معك بالدعاء

يقول الله تعالى (فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل)

وإن كثرت الفتن .. ثم ماذا؟

كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار)

هي ساعه ثم ننتقل إلى جنات سندس خضر وإستبرق بإذن الله!

حفظك الباري

ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[04 - 11 - 09, 05:10 م]ـ

غفر الله لك

ولماذا الفراق، ونحن هنا ننتظر، تفارقنا ونحن نريدك قريب منا .... فهل هذا سلوك المحب المشتاق، فالحب كان بين طرفين وثيقة وعقد لازم، لا فرار منه ..... على كل حال معك على الدرب يدي بيدك فى الفرح والشدة.

لو انتبهت بعد الإعصار ستجدني بجوارك، لا أفارق موضعي، ولن أنزع يدي حتى تنزعها

دمت بخير وعافية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير