[سئل الشيخ عبدالله بن جبرين - رحمه الله - فأجاب ...]
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:41 ص]ـ
س: فضيلة الشيخ، هل من كلمة لأولئك الشباب الذين يحضرون مثل هذه الدورة ثم ينقطعون بعدها إلى مجالسهم مفتين معلمين؟
ج: ننصحهم ونقول لهم: إنكم قد حملتم علما جمّا، وقد حصلتم على خير كثير من هذه العلوم التي تلقيتموها في عشرين يوما أو نحوها، فهذه العلوم التي تحملتموها ... كذلك أيضا تحملتم غيرها في سابق أعماركم وإيامكم قد أصبحت أمانة في أعناقكم، حملتم هذا العلم، فعليكم أن تبلغوه إذا رجعتم إلى البلاد التي تقيمون بها، سواء كانت تلك البلاد بحاجة إلى تلك العلوم، بحاجة ماسة أو ليست بحاجة، ولكن قد ثبت أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حرص على البلاغ بقوله: ((ليبلغ الشاهد منكم الغائب)).
وحث على أن يبلغ ما تحمله الإنسان وقال: ((نضَّر الله امرأ سمع منا حديثا فوعاه وبلغه كما وعاه)) أو كما في الحديث.
فنوصيكم بأن تكونوا معلمين ومرشدين لكل من اتصلتم به واجتمعتم به وعرفتم أنه بحاجة إلى شيء من الفائدة، أو شيء من العلوم، وليس ذلك خاصا بحالة دون حالة.
إذا ركبت مثلا سيارة وتكلمت بفائدة مما استفدته أو مما عرفته فأفدت الحاضرين معك كان ذلك من جملة البيان والتبليغ.
إذا جلست في مجلس خاص أو مجلس عام فيه كبار أسنان أو صغارهم أو متوسطهم وابتدأت تحدثهم وتشرح لهم حديثا أو تفسر لهم آية مما قد تحقق معناه وعرفته معرفة جيدة وعرفت مدلوله كان في ذلك بيان وتبليغ لما تحملته ولما علمته.
إذا رأيت أحدا من السفهاء أو من الجهال يفعل منكرا عن جهل فأرشدته وبينت له وأقمت عليه الحجة وذكرت له الدليل ورجع إلى نصيحتك كنت على خير، وكان لك أجر في ذلك.
وهكذا فمذاكرة هذه العلوم وتكرارها وتردادها سبب في بقائها، وسبب أيضا في الانتفاع بها، أما الذي يتعلم هذه المعلومات ثم بعد ذلك ينطلق إلى بلاده ويسكت عما تعلم ولا يكرر شيئا ولا يذكر شيئا من العلوم ولا يدعو إليها ولا يكررها فإنها سرعان ما تذهب من ذاكرته، ويذهب جهده بلا فائدة، جهدك الذي تعلمته وبذلته وأقمت في هذه المدة لتتعلم أو في غيرها سرعان ما يذهب وتنسى ما تعلمته إذا لم تردده ولم تتذكره.
وبكل حال فإن العلوم التي يتعلمها الإنسان أمانة في عنقه، عليه أن يعمل بها، وعليه أن يدعو إليها، وعليه أن يزيد في تعلمها وتذكرها؛ فإن ذلك سبب في التوسع، العلم وتعلمه سبب في توسيعه، كما ورد في بعض الآثار: أن من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، ويقول الشاعر في وصف العلم:
يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إن به كفّا شددت
فاجتهدوا في البيان والتعليم للعلم الذي تحققتموه.
أما الشىء الذي أنتم فيه على شك فلا تنشروه إلا بعد أن تتثبتوا أنه صحيح، وأنه كما تعلمتم، فإن الإنسان قد يتوهم شيئا فيذكره وينقل عنه ويظهر أنه خطأ، أو فيه شيء من الخلل فيكون قد تكلم بغير علم.
المصدر: شرح اعتقاد أهل الحديث (ص/373).
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:14 ص]ـ
س: نظرًا لقرب الإجازة الصيفية والتي تُكثف فيها المؤسسات الدعوية من برامجها والتي منها الجولات الدعوية في الخارج ورغبة من المجلة (ملحق الدعاة) في طرح هذا الموضوع في تحقيق صحفي متكامل من أهدافه تذكير الدعاة بما ينبغي عليهم مراعاته قبل سفرهم، ونقل وجهات نظرهم إلى المؤسسات الدعوية وما شابه ذلك؛ لذا رأينا الكتابة لكم لمشاركتنا في هذا التحقيق بالحديث عن المحاور التالية (أو ما تيسر لكم منها) وهي:
- الجولات الدعوية من منظور شرعي (متى تجب؟ حكمها لكل من):
1 - من لم يأذن له والداه، أو أحدهما.
2 - لمن يأخذ إجازة اضطرارية من العمل لأجل هذا السفر علمًا بأنه إذا لم يأخذها ذهبت عليه.
3 - لمن يترك المسجد وهو إمام مع تكليفه غيره بالإمامة.
4 - لمن يترك بسفره هذا من تجب عليه رعايتهم
5 - لمن يتخذها سياحة ودعوة.
- القدر الكافي من العلم الشرعي لمن أراد السفر للدعوة إلى الله تعالى.
- بماذا يبدأ الداعي في دعوته وما الذي ينبغي عليه اجتنابه.
- هل كان سلف هذه الأمة يُسافرون للدعوة إلى الله عز وجل؟ (مع ذكر نماذج لذلك إن أمكن)؟
الاجابة
¥