تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ساقه ابن عدي ... "، فذكر هذا الحديث. وليس فيه عند الطبراني:

" ويلهمه رشده ".

قلت: يعني من طريق ابن أيوب كما تقدم. وكذا أخرجه هو (8756)، وزهير بن

حرب في " العلم " (110/ 3) من طريق أبي عبيدة عن عبد الله قال: فذكره موقوفا

عليه.

وإسناده منقطع، أبو عبيدة لم يسمع عن أبيه.

ففي ثبوت هذه الزيادة عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقفة عندي حتى

نجد ما يشهد لها، ويأخذ بعضدها، وأما الحديث بدونها، فصحيح قطعا؛ لوروده

في " الصحيحين " وغيرهما من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعا.

وأما ما رواه الخطيب في " الفقيه والمتفقه " (3/ 2) عن أبان بن أبي عياش عن

أنس بن مالك مرفوعا به.

فلا يصلح الاستشهاد به لشدة ضعفه، فإن أبان بن أبي عياش متروك متهم.

قد رواه زهير بن حرب في " كتاب العلم " (122/ 57) بسند صحيح عن عبيد بن عمير

موقوفا عليه من قوله.

فالصواب أن الحديث بهذه الزيادة موقوف، ولا يصح رفعه. والله أعلم.

8 - " إن طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها، وتستغفر له ".

موضوع بزيادة الاستغفار. السلسلة الضعيفة (2130)

رواه البزار في " مسنده " (135 - زوائده) من طريق محمد بن عبد الملك عن

الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

قلت: محمد بن عبد الملك كذاب؛ كما قال الهيثمي.

والحديث أورده السيوطي في " الزيادة على الجامع " بهذا اللفظ من رواية البزار

عنها، وبلفظ:

" إن الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم " من رواية البيهقي في " شعب الإيمان "

عنها.

قلت: هو في " الشعب " (2/ 264/1700) بسند رجاله ثقات؛ غير (الحسين بن أبي

السري)، وهو ضعيف.

وهذا اللفظ الثاني الخالي من زيادة " وتستغفر له " ثابت من حديث صفوان بن

عسال وغيره، فانظر كتابي " صحيح الترغيب والترهيب " (رقم 67 و80)، وفي

الأول منهما أن الاستغفار للعالم، وفي حديث ثالث (رقم 78): " معلم الخير "

. وهذا صحيح خرجته في " الصحيحة " (3024).

9 - " بين العالم والعابد سبعون درجة، بين كل درجتين مسيرة مائة سنة حضرة (1)

الفرس السريع ".

ضعيف جدا. السلسلة الضعيفة (2140)

رواه ابن شاهين في " الترغيب " (290/ 1) وابن عدي في " الكامل " (4/ 134) من

طرق عن عبد الله بن محرر، عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

وقال ابن عدي:

" منكر، لا أعلمه يرويه عن الزهري إلا ابن محرر، ومحمد بن عبد الملك،

وجميعا ضعيفان ".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن محرر؛ قال أحمد:

" ترك الناس حديثه ".

وقال الجوزجاني:

" هالك ".

وقال الدارقطني وجماعة:

" متروك ". كذا في " الميزان "، وساق له مناكير هذا أحدها.

والحديث أخرجه أبو نعيم أيضا في " أخبار أصفهان " (2/ 150)، والديلمي في "

مسند الفردوس " (2/ 1/14 - مختصره)؛ كلاهما معلقا عن عبد الله بن محرر به؛

دون قوله: " بين كل ... ".

وخالف الخليل بن مرة، فرواه عن مبشر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن

عوف عن أبيه مرفوعا به، إلا أنه قال:

" .. ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ".

أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (2/ 163/856)، وعنه ابن عدي في " الكامل " (

3/ 60 - 61).

و (الخليل بن مرة) مختلف فيه، وقد ضعفه جماعة، بل قال البخاري:

" منكر الحديث ".

وإسناده لهذا الحديث يدل على ضعفه، فإنه خالف تلك الطرق، فجعله من مسند (عبد الرحمن بن عوف)، وأسقط علة الحديث (عبد الله بن محرر).

وقد روي من حديث ابن عمر بزيادة منكرة في متنه، وسيأتي الكلام عليه برقم (6578).


(1) من الحضر: العدو. اهـ.

10 - " إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط، قيل للعابد: ادخل الجنة وتنعم
بعبادتك قبل العالم، وقيل للعالم: ههنا فاشفع لمن أحببت، فإنك لا تشفع لأحد
إلا شفعت، فقام مقام الأنبياء ".
منكر. السلسلة الضعيفة (2205)

رواه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/ 1/158 - 159 - مختصره) عن حمزة بن
عبيد الله الثقفي: حدثنا عثمان بن موسى: حدثنا أبو عمر القرشي - قاضي البصرة
-: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا به.
إسناده ضعيف، أبو عمر القرشي لم أعرفه، وعثمان بن موسى الظاهر أنه الذي في
" الميزان ":
" عثمان بن موسى المزني عن عطاء؛ له حديث منكر، وقد حدث عنه عبد الرحمن بن
مهدي ".
وبه أعله المناوي، وقال:
" رمز المؤلف لضعفه ".
وحمزة بن عبيد الله الثقفي، لا يعرف، والظاهر أنه الذي في " الجرح
والتعديل " (1/ 2/312):
" حمزة بن عبد الله بن أبي تيماء الثقفي، روى عن ... ، روى عنه عبد الملك بن
أبي زهير بن عبد الرحمن ".
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

يتبع إن شاء الله ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير