تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشنقيطي:أن الشيخ الأمين غضب غضباً شديداً وكهره وطرده، ولم يأذن له

ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 05:10 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال الشنقيطي:

أن الشيخ الأمين غضب غضباً شديداً وكهره وطرده، ولم يأذن له

قال الشيخ محمد الشنقيطي – حفظه الله -

وأذكر على سبيل المثال أن الشيخ الأمين رحمه الله كان يخرج من باب وكان يضع حذاءه عند رجل عند الباب، ويعطيه ما تيسر، وذات يوم كان الشيخ خارجاً من درسه، وكان مشغولاً بالإفتاء؛ يسأله سائل ويفتيه وهو في طريقه، فلما وقف بالباب وضع الرجل حذاءه، فانتعل الشيخ رحمه الله، فقال الرجل: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} [النمل:12] يريد مالاً، فغضب الشيخ غضباً شديداً وكهره وطرده، ولم يأذن له أن يأخذ حذاءه بعد ذلك اليوم، كل هذا حتى لا يستدرج الشيطان الإنسان من حيث لا يشعر.

ومن هنا ينبغي تعظيم شعائر الله من الآيات والأحاديث والنصوص وكل ما يتصل بالدين، وينبغي تربية الأبناء والبنات والأفراد والجماعات على تعظيم هذا الأمر، وعلى الخطباء وطلاب العلم دائماً أن يغرسوا هذا الأمر، خاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه الاستخفاف بحرمات

الدين. أ.هـ

المصدر: شرح زاد المستقنع - باب حكم المرتد [1]

الشيخ محمد الشنقيطي من المشائخ الكرام:

فانا من بين المعجبين والمحبين له في الله جدا فاستمتع لحديثه في الفقه الإسلامي واستدلاله؛ وحسن أسلوبه؛وقوة استحضاره؛ ودقة فقهيه ونباهة رده لدقائق المسائل؛ وطرائف أنباءه التي يوردها؛ولطافت نوادره وعجيب تواضعه وشجو مواعظه وتهذيب لنفس من سمعه؛ وتقصر عنده العبارات؛ وتصمت عنده الحروف والكلمات؛ويخرس قلمي [لعلى قائل يقول اشمُ رائحة الغلو]؛ ويقف شاخصا تأخذه الحيرة؛ وتمل عليه الدهشة؛ وترافقه العبرة فكم وكم أيقظ همم طلابه أن خمدت؛ وأوقدها بالإخلاص في كل درس ويحسسهم بعظمه يقول [فيما معناه]

(لو كرر موضوع الإخلاص في كل بداية درس لا تمل فاستحقاقه لعظم أمره)

فدروس الزاد التي استمرت عشرة سنوات كان حافلة بالعلم والحكمة والموعظة.

فأكملت سماع أشرطة الزاد من زمن ليس بالبعيد فهذه اللطائف والقصص سوف تأتي تبعا أن شاء الله تعالى.

نختم بقول الشيخ: في جواب لسؤال عن طلب العلم:

طلب العلم فيه سآمةٌ وملل، وفيه تعبٌ ونصب، وطالب العلم لا بد أن تمر عليه ساعات وأيام وأعوام يجد فيها بعض السآمة والملل والظروف والمصائب والمتاعب، ولذلك ينبغي لطالب العلم دائماً أن يستشعر الإخلاص؛ فإنه لا يبدد هذه الهموم والغموم شيءٌ غير توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم وجود نيةٍ خالصة بين العبد وبين ربه، وهذا هو الذي صبر به الأولون وسار على نهجه الأخيار الصالحون، فبارك الله في علمهم وتعلمهم ونفعهم للعباد، فإذا استشعرت دائماً حب الله في هذا العلم وحب الله لك في هذا التعلم والسعي لإنقاذ نفسك وإنقاذ الأمة بهذا العلم المبارك فإن الله سبحانه وتعالى يرحمك ويوفقك ويذهب عنك كل ما يحول بينك وبين رحمته، فهذا الأمر الأول.

والأمر الثاني الذي يوصى به طالب العلم حتى يثبت في طلب العلم ويقوى على تحصيل العلم وضبطه: أن يجمع في علمه بين العلم والعمل، فأي سنة يتعلمها يطبقها، وأي نافلةٍ يُدعى إليها يعمل بها ولو مرة، وقد قالوا: اعمل بالحديث مرةً تكن من أهله، فتلقى الله يوم تلقاه وقد عملت به ولو مرةً واحدة، حتى إذا قلت للناس: إن هذا الحديث يدل على الخير، تكون لك قدم سابقة عند الله عز وجل، وتكون لك قدم صدق أنك فعلت وعملت بهذا الذي دعوت إليه، ولذلك أوصي طلاب العلم خاصة في مرحلة الطلب أن يكثروا من العبادة والعمل بالعلم؛ فإن لهذا أثراً عظيماً فيما يكون في مستقبلهم، وأن لا يشتغلوا بالقيل والقال وإضاعة الأوقات فيما لا ينفع، وإنما يشتغلون بهذا العلم، وطالب العلم إذا أقبل عليه يقبل بكله ولا يقبل بجزئه، فتقبل على هذا العلم إقبالاً صادقاً، وتجعله ليلاً ونهاراً أنيسك وجليسك الذي تسعد به وترتاح إليه وتأنس به، ويكون أفرح ما عندك أن تظفر بالفائدة والحكمة والمقولة التي تستنير بها وتضيفها إلى علمك، فإذا بلغت إلى هذه المرتبة -وهي التفاني في تحصيل هذا العلم مع العمل- فإن الله سبحانه وتعالى يبلغك أعالي درجات العلماء بإذنه سبحانه وتعالى، وإذا جمعت بين العلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير