تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المحال المبرم عن حفظ الأشعار لطالب العلم!! ونظر في نفور البعض من الشعر]

ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[10 - 08 - 09, 12:05 ص]ـ

الحمد لله الذي نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم أعجز البلغاء وأعيا الفصحاء وأبهر الشعراء من اعتصم به فاز ونجى ومن نبذه وراء ظهره غوى.

وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي أنزل الله سبحانه القرآن على لسان قومه بشيرا ونذيرا من بلغ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فإن قوما زعموا تعففهم عن الشعر وعقدوا الألوية في التشنيع عليه .. ولا ريب أنهم غالون جافون فمنهم المستقل ومنهم المستكثر.

وإن كان بعضهم من الفضلاء والعلماء .. إلا أن الحق أحب إلي من وجنتاي!

وقالوا: لا ينبغي لطالب العلم الإلتفاته إلى شيء منه البتة!!

وزعموا أن ذلك قربة إلى الله.

وقالوا: هو إلى صلاح القلوب أقرب وإلى لينها أحرى وأوجب

وسبحان الله كيف نفهم نصوص الكتاب والسنة؟ بل وكيف يحسن بطالب العلم الذي لا يروم بلوغ المرام ولا يألف الألفية الأندلسية .. إنما حسبه تفقيه نفسه وحسب، أقول: أنى له أن يتدبر كلام ربه سبحانه حق التدبر ويغوص في معانيه وأسراره وعظاته!

ونبات نابتة البدعة ومخاض تلك المولودة الخبيثة التي كان فطامها على عهد عثمان رضي الله عنه .. من أدرِّ دلائه دلو الجهل بالعربية وعدم فهم كلام العرب

فانظر لاعتزال المعتزلة وتجهم الجهمية وتمشعر الأشاعرة وخارجة الخوارج

وإن الشعر هو سجل العرب كما يتفق على ذلك الأدباء.

وهو المعين الثالث بعد الكتاب وصحيح السنة .. نسقوا منه النحو ونسج الأدريسي الشافعي رحمه الله منه رسالته " الرسالة "

ومن هُدي للهدي ولم يبغ البغي فعليه بوعي درس ماتع نافع للشيخ اللامع عبدالمحسن العسكر حفظه الله، وسمه: الصناعة اللغوية لطالب العلم. موجود على الشبكة.

نخلص بأن اللغة العربية مهم

ونخلص أن الشعر هو ركيزة للعربية.

وقد يورد بعض الفضلاء حديث " لأن يملأ وعاء أحدكم قيحا خير له من أن يملأ شعرا " و كراهة بعض العلماء للشعر كاحمد رحمه الله: والجواب أن ذلك محمول على الإكثار منه وجعله منتهى المأمول ومبتغى المحصول! فذاك هو المقدوح ونفيه المملوح

وتقول العامة: الشيء إذا زاد عن حدو انقلب ضدو!

ولا يوجد عالم ذرى ذروة الاجتهاد إلا وعنده حصيلة من الشعر ليست بهينة

تصل عند بعض المعاصرين لعشرات الألوف قطعا

وهذا محتوم معلوم لدى كل غِمر فضلا عن طالب علم!

وأنبه طلاب العلم خاصة الشباب منهم (أو الأطفال) إلى ضرورة حفظ الشعر والإكثار من حفظه في الصغر لا لأجل الشعر إنما تقوية للعضد حتى إذا سبحت في بحور العلوم الشرعية كنت سباحا ماهرا وفادك تمرينك عضديك وساعديك أعني: حفظك الشعر.

ويفيد أيضا شاعريتك وذائقيتك ولوعة محكيّك وروعة مرويّك

وإذا ناقشت ضالا من الضلال ترشقه بنبال الاستشهاد من الشعر

يقول لك (مستشهدا بآية من المتشابه) .. تقول له: كذبت بل المراد كذا وكذا ألم تسمع لتغزل كثيّر بعزته (وتورد الوجه الصحيح من كلام العرب من شعرهم)

وإذا قامت الدانيمارك بسب نبينا صلى الله عليه وسلم ... قلت وروح القدس معك إن شاء الله: يا دولة الأبقار والأجبان! >> فائدة: مراد الشاعر بقوله " والأجبان " ليس العطف على الأبقار إنما مراده أنهم هم أجبان وهو جمع شاذ غريب لجبان!

أختم بقصة تروى عن ابن عباس رضي الله عنه أن عمرو بن أبي ربيعة (وهو ممن يقال أنه ماجن في الشعر! أغلب قصائده في الغزل) كان عنده في مجلسه فدخل عليه جماعة من الخوارج فرأوه يجالس هذا الشاعر (الماجن) في نظرهم فاستنكروا عليه وقالوا نحن أتيناك نبغي القرآن والحديث وأنت على هذا!

فأتوه من قابل فسأل سائلهم عن معنى قوله تعالى " ولا تضحى " من قوله " وأنك لا تظمؤ فيها ولا تضحى "

فقال ابن عباس رضي الله عنهما: واعجبي ألم تسمع إلى قول شاعر الأمس

رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت فيضحى وأما بالعشي فيخصر

فغلب على أمرهم

ولعل في هذه القصة وناسة وسعة صدر من ضاقه الشعر!

فيا طالبا علما ... دونك والمعلقات .. عيون الشعر الجاهلي وصدر الإسلام اعتن به كثيرا حفظا وفهما.

وهذا بالطبع بعد القرآن والأربعين النووية وعمدة الأحكام وشروح ميسرة عليها

وأجاد الشاطبي رحمه الله في قوله

أخي أيها المجتاز نظمي ببابه .. ينادي عليه كاسد السوق أجملا

وظن به خيرا وسامح نسيجه .. بالإغضاء والحسنى وإن كان هلهلا

وسلم لإحدى الحسنيين إصابة .. والأخرى اجتهاد رام صوبا فأمحلا

وإن كان خرق فادركه بفضله .. من الحلم وليصلحه من جاد مقولا

وبالله التوفيق

18 - 8 - 1430 هـ

ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[10 - 08 - 09, 11:59 ص]ـ

جزاك الله خيرًا وأحسن إليك،

لكن لو كان العنوان أوضح لكان أفضل، و لهذا الموضع عنوانان وضعتهما في رأسه، فلو اكتفيت بواحد.

ولابد من حفظ القرآن وحفظ متون في السنة النبوية في العقائد والأحكام ثم حفظ الشعر بدءًا من المعلقات.

ملحوظة: العامة تقول: إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده ..

وأختم بأن أفضل السجع ما جاء عفوًا واتفاقًا، والأفضل عدم التكلف فيه لأنه حينئذ يصرفك عن قراءة الموضوع،

وبارك الله فيك ونفع بما كتبت ونصحت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير