تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التحذير من رفع طلبة العلم فوق أقدارهم]

ـ[غالب الساقي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 09:34 م]ـ

[التحذير من رفع طلبة العلم فوق أقدارهم]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:

احرص أخي المسلم على الصدق في كل حال أو قول يصدر عنك فليكن مقالك وحالك وعملك نابعا من صدق لا يخالف الواقع أو الحقيقة في حال من الأحوال.

وإنني ألاحظ في ما يصدر من بعض الإخوة من كتابات ومقالات ومحاضرات ونحو ذلك جعل الألقاب الكبيرة لمن لا يستحقها كلكمة عالم أو علامة أو المحدث أو الفقيه أو الأصولي أو اللغوي.

وأن بعض الناس يجعل من بعض الناس إماما يقتدى به مع عدم أهليته لذلك.

وهذا يصدر في الأغلب ممن ليس عنده دقة وغور في العلم فيأخذ الأمور بصورة سطحية وتحمس لم يبنه على علم وبصيرة وبرهان صحيح.

وبعض أهل العلم يطلق مثل ذلك على من لا يستحقه من باب إحسان الظن أو اغترارا بالشهرة بين العوام أو لكونه قرأ له بعض البحوث والكتابات ولا تكون كافية لإبراز تقوى أو علم هذا الشخص لكونه شيئا مجموعا أصلا لا اجتهاد فيه أو لكونه كتب له أو لغير ذلك.

فيتسرع في الحكم عليه بأنه عالم أو علامة أو فقيه أو محدث أو نحو ذلك.

ولكن عند التحقيق والتمحيص يتبين البعد الشاسع بين ذلك الشخص واللقب الذي غشي به.

وكذلك يكون لحسن الظن وطيبة القلب أثر في الاعتقاد في شخص بأنه يقتدى به في العمل ولا يكون على ذلك من برهان بل في الأغلب يكون من حكم عليه بذلك ليس له صلة مباشرة به ولا تعامل حقيقي معه ولكن يغتر بزخرف القول وكثرة الكتابات ونحو ذلك مما لا يكفي وحده لمعرفة حقيقة الشخص.

ومآل مثل هذا التساهل في جعل أشخاص غير ذوي أهلية أئمة للمتقين وتلقيبهم بما لا يستحقون من ألقاب علمية الضرر على الدعوة الإسلامية السلفية الصافية وتشويهها.

لكون كثير من الناس لا يحسنون الحكم على المناهج إلا من خلال الأشخاص فإذا ما رفعنا شخصا فوق قدره ثم أسقطه الله بعمله أو تبين جهله وعدم قوته في العلم وبيان الحجة أسقط معه المنهج الحق الذي يظن عند الكثير أنه إمام فيه.

ثم مثل هذا التساهل ورفع الناس فوق منزلتهم التي يستحقونها مؤداه إلى أن يكون قدوة الشباب المتعطش للهدى والنور من في الاقتداء به الهلاك والشر.

وهو أيضا إتعاب للشخص نفسه الذي رفع قدره فوق ما يستحق إذ يطلب منه في العادة ما لا يطلب ممن ليس له تلك الألقاب الزائفة

من العلم والعمل فتحصل المشقة عليه ويتعرض للطعن بسبب ذلك.

وكذلك قد يحمل ذلك الشخص المبالغ في شأنه أن يصدق ما يطلق عليه فيدخل إليه العجب ويغتر بنفسه لا سيما مع ضعف قلبه وعدم أهليته أصلا ليكون كما يصفه الواصفون تسرعا وتساهلا.

ثم إن وضع الثقة في غير موضعها يؤول إلى فساد الدين والعقول وضياع الحقوق.

فالنصيحة لإخواني حيثما كانوا أن يتقوا الله في الألقاب التي يصفون بها من يتوهمون فيهم العلم والعمل وأن لا يضعوها في غير موضعها اللائق بها وأن لا ينصبوا شخصا ليكون إماما وقدوة للناس إلا بعد أن يتحققوا من علمه وعمله وزهده وورعه وتقواه وما أقل ذلك! فقد قال سبحانه:

{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة:24].

وأن لا يبتذلوا منازل المحدثين والفقهاء والأصوليين ونحو ذلك في وضع هذه الألقاب في غير من يستحقها ولو أن الناس اقتصروا في تعظيم وإشهار أناس هم أئمة لا شك في بلوغهم مرتبة الإمامة في العلم والعمل لتحقق من ذلك خير كبير وسلمنا من طعون كثيرة في عقيدتنا ومنهجنا ولسلمنا من التعصب للأشخاص والدفاع عنهم بالباطل ولاسترحنا من كثير من تخبطات من لم يبلغ المرتبة التي تؤهله للإمامة في العلم والعمل.

نسأل الله تعالى أن يهدي قلوبنا لاتباع الحق حيثما كان وأن يجعلنا ممن يلزم الوسط الذي يحبه سبحانه بعيدين عن كل غلو أو تفريط إنه سميع عليم.

كتبه أبو معاوية غالب الساقي

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 09:53 م]ـ

أحسنتَ نصحاً أيها المُباركُ

وأجمل بهذه الكلمة الموجزة لو شُفعت بأخرى تحذيريةٍ من إسقاط القدوات والعلماء والدعاة والتسلق عليهم وجعلهم سلالم للشهرة وإثبات الغيرة على الحق والسنة , لنبصر بكلا الكلمتين الغلاة والجُفاة والمفرطين والمفرِّطين , فيظهر بذلك الحق ويزهق الباطل.

ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[15 - 08 - 09, 11:40 م]ـ

جزاك الله خيرُا، وبارك فيك، ..

ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[16 - 08 - 09, 12:39 ص]ـ

أحسنتَ نصحاً أيها المُباركُ

وأجمل بهذه الكلمة الموجزة لو شُفعت بأخرى تحذيريةٍ من إسقاط القدوات والعلماء والدعاة والتسلق عليهم وجعلهم سلالم للشهرة وإثبات الغيرة على الحق والسنة , لنبصر بكلا الكلمتين الغلاة والجُفاة والمفرطين والمفرِّطين , فيظهر بذلك الحق ويزهق الباطل.

أحسنت، ويُضاف إليه بيان لأهمية الرد على المخالف في أصول الدين أو الداعي إلى تحزبات وجماعات، وأهمية إسقاطِ من أسقط نصوص الشرع وصار تبعًا لأهوائه ولحزبه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير