وأنت أيها المتزبِّب ولم تزل حِصرِماً مثلي، كيف يحق لك أن تقفز إلى كبار العلم فتتحدث في المسائل الكِبار من مثل هل الجرحٍ المفسّر مقدمٌ على التعديل؟! ومتى لا يُقبل قول الثقة؟! ومن مثل الحكم على أفعال ولي الأمر هل هي مداهنة أم مداراة؟ هل هي موالاةٌ أم لا؟! وما يجوز له وما لا يجوز! في حين أنك لو سُئلتَ عن مسألةٍ من مثل رجلٍ حلق شعره بعدما مسح عليه هل ينتقض وضوؤه أم لا؟ لاحترتَ وضربتَ أخماساً في أسداس لا تدري ما تقول!
أخي الحبيب
تأمل فقه الأولويات، وانظر إليه بعين الاعتبار
وتعلم صغار العلم قبل كباره
فحريٌّ بك أن توفق للخير وتزكو وتعلو
بورك فيكم أجمعين أكتعين أبصعين
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:15 م]ـ
(5)
مرحباً بكم يا سادة يا كرام وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركة
خلتي وصحبي
لقد مرّتِ الحلقات مر السحاب ومشتْ كما يمشي الوجِي الوحِلُ، أبنتُ فيها عما أريد قوله في خصوص تجربتي في قضاء الوقت الطويل في النقاشات والنزاعات والمجادلات حول نقد الجماعات والرجال وفلان وعِلاّن! ومُضيِّ العمر فيما غيره خيرٌ منه.
وضعتُ في الحلقات خلاصة تجربةٍ امتدّت لأكثر من أربعة عشر عاماً، وحريٌّ بالعاقل أن يرى العبرة في غيره فيعتبر، ومن الغبن الظاهر والغرر المؤكَّد إن كان المرء لا يعتبر إلا بنفسه! ولكن هل يُعدَّ هذا معتبراً وقد بلغه ما انتهى إليه غيرُه! بالطبع لا، لإنه حينذاك قد تأكدتْ خسارته، ورآها تتراقص أمام عينيه كيداً وإغاظةً.
لم أضعْ هذه الحلقات مفاخرةً، وكيف يفخر المرء بالخسارة! اللهم إلا إن كان مجنوناً قد أرضعتْه الجِنُّ حولين كاملين، ولم أضعها مراءاةٍ ولا مماراةٍ ولا رياءً ولا سُمْعةً إن شاء الله وأسأل الله إن يغفر لي إن كانت كذلك.
أحبتي ..
هذه خاتمة المقالات، وأحسِبها خاتمة حياتي في المنتديات، خاتمةٌ بخاتمة، ونهايةٌ بنهاية، فإنني يا رعاكم الله قد أمضيتُ قريباً من عشر سنوات في فضاء المنتديات، لا أزعم أني في كلها كنتُ جميلاً، ولا أزعم إني في جُلّها قد عملتُ صواباً، بل إني موقنٌ أنني قد خلطتُ عملاً صالحاً وآخر سيّئاً وعسى الله أن يجبر الكسر ويعفو عن الخطأ ويغفر العمد.
شاكستُ في المنتدياتُ كثيراً إنْ جِدّاً وإن هزْلاً، في مصارعاتٍ شعرية، أو مطارحاتٍ أدبية، أو جدالاتٍ شرعية أو فكرية، طَحنتُ وطُحنتُ، وقتلتُ وقُتلتُ، ونِلتُ ونِيل مني، فاستوينا على فرسي رهان، لا أنا سابقٌ ولا مسبوق.
تعرّفتُ في المنتديات على أناسٍ كثُر، تلوح مخيّلتُهم على ذاكرتي الآن، ولولا مخافة نسيان أحدِهم لذكرتهم كلهم أجمعين أكتعين أبصعين.
كم مرةٍ أعزم على ترك المنتديات وأعود، إنه الإدمان الذي فتَك بي فتكاً ذريعاً، فقبل أربع سنواتٍ عقدتُ العزم على الاعتزال، وما صبرتُ غير شهرين متتابعين حتى أنكفأتْ قِدْرُ الصبر، ورجعتُ رغماً عن أنفي، وها أنا اليوم أُعيد الكرّة مرةً أُخرى فعسى أن أُفلِح، فإن عزمي اليوم قويٌ إن شاء الله.
بالله عليكم لا تبكوا ولا تنتحروا ولا تقتلوا أولادكم ولا تحرِّموا على أنفسكم ما أحل الله لكم بسبب اعتزالي، ويا نساء لا تخمشْنَ وجوهكنّ ولا تنزعنَ خمُرَكنَّ، أعرف أنه يحق لكم ولكن ذلك، ولكن لا بد من الصبر وإن لم تصبروا اليوم فمتى يكون الصبر!!
بورك فيكم أجمعين أكتعين أبصعين
قال ناقلها: انتهت هذه الحكاية، أسألُ الله أن ينفعنا بها، وأن لا يجعلنا للناس عبرة، علماً بأني نقلتُها على وجهها خلا سطرين اثنين في آخر المقال فإني حذفتهما؛ لعدم مناسبتهما وحذفهما لا يبتر أي معنى.
ـ[محمد عثمان]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:29 م]ـ
الحمد لله الذي عافاني ما ابتلى به كثيرا من خلقه
الحمد لله
الحمدلله
اللهم أني اسألك العافية فيي الدين والدنيا والآخرة
بارك الله فيك شيخنا على نقلك
فالقصة بها عبر جمة
جزاك الله خيرا
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:36 م]ـ
الحمدلله الذي ردَّ له رشده
قصة مؤثرة نابعة من حسرة ألمية
يخالطها همٌّ محرق، ليتك انتشلت مَنْ استطعت منهم
بهذه النصحية، فأنت قد تكون صاحب كلمة نافذة فيهم
فأنقذهم منها كما أنقذك الله ...
هي هكذا دوماً مصارع التصنيف تؤؤل بصاحبها الى مهلكة الحرمان والبركة
وطيب العيش.
فتنة راح ضحيتها الآلاف من الصالحين، اشتعتلت فيهم فأكلت الأخضر واليابس
اضرموا نارها حتى ذاقوا بأسها، أرادوا الخروج فأبت قلوبهم التي امتلئت ظلماً وقسوة
بل، قال لهم الشيطان (لا غالب لكم من الناس وإني جار لكم)
وقال إخوانهم، في حسرة على حالهم (أفمن زُين له سوء عمله ورآه حسناً)
وما الضير لو قالوا: (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا)
وعذرهم في ذلك (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي).
لكنه لهب الحسد والغل يحرق صدورهم.
(ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا)
¥