[زغل العلم للإمام الذهبي]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 12 - 04, 12:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والحمد لله رب العالمين
اعلم أن في كل طائفة من علماء هذه الأمة ما يذم ويعاب فتجنبه
علم القراءة والتجويد
فالقراء المجودة فيهم تنطع وتحرير زائد يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف والتنطع في تجويدها بحيث يشغله ذلك عن تدبر معاني كتاب الله تعالى ويصرفه عن الخشوع في التلاوة لله ويخليه قوي النفس مزدريا بحفاظ كتاب الله تعالى فينظر إليهم بعين المقت وأن المسلمين يلحنون وبأن القراء لا يحفظون إلا شواذ القراءة.
فليت شعري أنت ماذا عرفت وما علمك؟ وأما عملك فغير صالح! وأما تلاوتك فثقيلة عريّة عن الخشية والحزن والخوف!
فالله يوفقك ويبصرك رشدك ويوقظك من رقدة الجهل والرياء
وضدهم قراء النغم والتمطيط وهؤلاء في الجملة من قرأ منهم بقلب وخوف قد ينتفع به في الجملة فقد رأيت من يقرأ صحيحاً ويطرب ويبكي
نعم ورأيت من إذا قرأ قسى القلوب وأبرم النفوس وبدل كلام الله تعالى!
وأسوأهم حالاً الجنائزية والقراء بالروايات وبالجمع فأبعد شيء عن الخشوع وأقدم شيء على التلاوة بما يخرج عن القصد وشعارهم في تكثير وجوه حمزة وتغليظ تلك اللامات وترقيق الراآت
اقرأ يا رجل واعفنا من التغليظ والترقيق وفرط الإمالة والمدود ووقوف حمزة
فإلى كم هذا
وآخر منهم إن حضر في ختمه أو تلا في محراب جعل ديدنه إحضار غرائب الوجوه والسكت والتهوع بالتسهيل وأتى بكل خلاف ونادى على نفسه أنا أبو فلان فاعرفوني! فإني عارف بالسبع!!
إيش يُعمل بك لا صبحك الله بخير؟ إنك حجر منجنيق ورصاص على الأفئدة!!.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 12 - 04, 12:15 ص]ـ
علم الحديث
والمحدثون فغالبهم لا يفقهون! ولاهمة لهم في معرفة الحديث ولا في التدين به! بل الصحيح والموضوع عندهم بنسبة
إنما همتهم في السماع على جهلة الشيوخ وتكثير العدد من الأجزاء والرواة
لا يتأدبون بآداب الحديث ولا يستفيقون من سكرة السماع
الآن يسمع الجزء ونفسه تحدثه متى يرويه أبعد الخمسين سنة
ويحك ما أطول أملك وأسوأ عملك!!
معذور سفيان الثوري إذ يقول فيما رواه أحمد بن يوسف التغلبي ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد قال قال سفيان الثوري رحمه الله لو كان الحديث خيرا لذهب كما ذهب الخير
صدق والله واي خير في حديث مخلوط صحيحه بواهيه! وأنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه ولا تدين الله به
أما اليوم في زماننا فما يفيد المحدث الطلب والسماع مقصود الحديث من التدين به بل فائدة السماع ليروي فهذا والله لغير الله
خطابي معك يا محدث لا مع من يسمع ولا يعقل ولا يحافظ على الصلوات ولا يجتنب الفواحش ولا قرش الحشائش ولا يحسن أن يصدق فيها
فيا هذا لا تكن محروما مثلي فأنا نحس أبغض المناحيس!!!
وطالب الحديث اليوم ينبغي له أن ينسخ أولا
الجمع بين الصحيحين وأحكام عبد الحق والضياء ويدمن النظر فيهم
ويكثر من تحصيل تواليف البيهقي فإنها نافعة
ولا أقل من مختصر كالإلمام ودرسه
فإيش السماع على جهلة المشيخة الذين ينامون والصبيان يلعبون والشبيبة يتحدثون ويمزحون وكثير منهم ينعسون ويكابرون والقارئ يصحف وإتقانه في تكثير أو كما قال والرضع يتصاعقون!
بالله خلونا! فقد بقينا ضحكة لأولي المعقولات يطنزون! بنا هؤلاء هم أهل الحديث؟
نعم ماذا يضر ولو لم يبق إلا تكرار الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم لكان خيرا من تلك الأقوايل التي تضاد الدين وتطرد الإيمان واليقين وتردي في أسفل السافلين
لكنك معذور فما شممت للإسلام رائحة ولا رأيت أهل الحديث فأوائلهم كان لهم شيخ عالي الإسناد بينه وبين الله واحد معصوم عن معصوم سيد البشر عن جبريل عن الله عز وجل
فطلبه مثل أبي بكر وعمر وابن مسعود وأبي هريرة الحافظ وابن عباس وسادة الناس الذين طالت أعمارهم وعلا سندهم وانتصبوا للرواية الرفيعة
فحمل عنهم مثل مسروق وابن المسيب والحسن البصري والشعبي وعروة وأشباهم من أصحاب الحديث وأرباب الرواية والدراية والصدق والعبادة والإتقان والزهادة
الذين من طلبتهم مثل الزهري وقتادة والأعمش وابن جحادة وأيوب وابن عون وأولئك السادة الذين أخذ عنهم الأوزاعي والثوري ومعمر والحمادان وزائدة ومالك والليث وخلق سواهم من اشياخ ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ويحيى بن آدم والشافعي والقعنبي وعدة من أعلام الحديث الذين خلفهم مثل أحمد بن حنبل وإسحاق وابن المديني ويحيى بن معين وأبي خثيمة وابن نمير وأبي كريب وبندار وما يليهم من مشيخة البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وأبي زرعة وأبي حاتم ومحمد بن نصر وصالح جزرة وابن خزيمة وخلائق ممن كان في الزمن الواحد منهم ألوف من الحفاظ ونقلة العلم الشريف
ثم تناقص هذا الشأن في المائة الرابعة بالنسبة إلى المائة الثالثة ولم يزل ينقص إلى اليوم
فأفضل من في وقتنا اليوم من المحدثين على قلتهم نظير صغار من كان في ذلك الزمان على كثرتهم
وكم من رجل مشهور بالفقه والرأي في الزمن القديم أفضل في الحديث من المتأخرين!
وكم من رجل من متكلمي القدماء أعرف بالأثر من سنية زماننا!!
فما أدركنا من أصحاب الحديث إلا طائفة كقاضي ديار مصر وعالمها تقي الدين بن دقيق العيد والحافظ الحجة شرف الدين الدمياطي والحافظ جمال الدين بن الظاهري والشيخ شهاب الدين بن فرح ونحوهم
وأدركنا من عكر الطلبة شهاب الدين ابن الدقوقي ونجم الدين ابن الخباز والشيخ عبد الحافظ
ونحمد الله في الوقت أناس يفهمون هذا الشأن ويعتنون بالأثر كالمزي وابن تيمية والبرزالي وابن سيد الناس وقطب الدين الحلبي وتقي الدين السبكي والقاضي شمس الدين الحنبلي وابن قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة وصلاح الدين العلائي وفخر الدين بن الفخر وأمين الدين بن الواني وابن إمام الصالح ومحب الدين المقدسي وسيدي عبد الله بن خليل وجماعة سواهم فيهم العكر والغثاء الله يستر!
والمرء مع من أحب والسعيد من نهض وأهب وعلى الطاعة أكب والله الموفق والهادي.
¥