تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - النفاق وكره الحق:

قال الله -تعالى- عن المنافقين: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً) ([5]). (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) ([

إن المنافقين الكارهين للحق، من العلمانيين، والحداثيين، والقوميين، وأمثالهم، من أشد الناس أكلا للحوم العلماء؛ لما في قلوبهم من المرض والبغض للحق وأهله.

ومن المؤسف الممض أنني استمعت في مجلس من المجالس إلى أحد هؤلاء المنافقين، يستطيل في أعراض العلماء، فقلده بعض الطيبين من حيث لا يشعر، ووافقه على ما يقول، حتى رد عليه في ذلك المجلس.

إن العلمانيين الآن يتحدثون في علمائنا بكلام بذيء، يعف القلم عن تسطيره، مما يدل على ما في قلوبهم من الدغل، ومعاداة ورثة الأنبياء وما يحملونه من الحق.

8 - تمرير مخططات الأعداء كالعلمنة ونحوها:

أدرك العلمانيون -أخزاهم الله- أنه لا يمكن أن تقوم لهم قائمة، والعلماء لهم شأن وهيئة وهيبة في البلد، فأخذوا في النيل من العلماء، وشرعوا في تشويه صورة العلماء، وتحطيم قيمتهم، بالدس واللمز، والافتراء والاختلاق، لا أقول هذا جزافا ولا رجما بالغيب، ولكن ذلك هو ما نقله إلينا الثقات عن العلمانيين، من كلام في العلماء لا يقبله عقل العامي، فضلا عن طالب العلم.

الآثار المترتبة على الوقيعة في العلماء

إن هناك عواقب وخيمة، ونتائج خطيرة، وآثارا سلبية، تترتب على أكل لحوم العلماء؛ والوقوع في أعراضهم. يدرك تلك الآثار من تأمل في الواقع، ووسع أفقه، وأبعد نظره، وإليك أهمها:

1 - أن جرح العالم سبب في رد ما يقوله من الحق:

إن جرح العالم ليس جرحا شخصيا، كأي جرح في رجل عامي، ولكنه جرح بليغ الأثر، يتعدى الحدود الشخصية، إلى رد ما يحمله العالم من الحق؛ ولذلك استغل المشركون من قريش هذا الأمر، فلم يطعنوا في الإسلام أولا، بل طعنوا في شخص الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم يعلمون -يقينا- أنهم إن استطاعوا أن يشوهوا صورة الرسول r في أذهان الناس؛ فلن يقبلوا ما يقوله من الحق، قالوا: إنه ساحر، كاهن، مجنون ... ، ولكنهم فشلوا -ولله الحمد- في ذلك، وقد كانوا قبل بعثته يصفونه بالأمين، الصادق، الحكم، الثقة. فما الذي تغير بعد بعثته؟ ما الذي حوله إلى كاهن، مجنون، ساحر؟ إنه هو هو، ولكنهم يقصدونه بصفته رسولا يحمل منهجا هم يحاربونه، فعلموا أنهم إن استطاعوا تشويه صورته في نفوس الناس؛ فقد نجحوا في صدهم عنه، وعما معه من الحق، وهذا هو أسلوب المنافقين اليوم.

2 - أن جرح العالم جرح للعلم الذي معه:

وهو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم إذ العلماء ورثة الأنبياء؛ فجرح العالم جرح للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا هو معنى قول ابن عباس: "من آذى فقيها فقد آذى رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم ومن آذى رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله -جل وعلا- "

إذن، فالذي يجرح العالم يجرح العلم الذي معه.

ومن جرح هذا العلم فقد جرح إرث النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ذلك فهو يطعن في الإسلام من حيث لا يشعر.

3 - أن جرح العلماء سيؤدي إلى بعد طلاب العلم عن علماء الأمة:

وحينئذ يسير الطلاب في طريقهم بدون مرشدين؛ فيتعرضون للأخطار والأخطاء، ويقعون في الشطط والزلل، وهذا ما نخشاه على شبابنا اليوم.

4 - أن تجريح العلماء تقليل لهم في نظر العامة:

وذهاب لهيبتهم، وقيمتهم في صدورهم، وهذا يسر أعداء الله ويفرحهم، يقول أحد الزعماء الهالكين في دولة عربية بعد أن سلط إعلامه على العلماء، مستهترا مستهزئا بهم-: "عالم .. شيخ .. أعطه فرختين؛ فيفتي لك بالفتوى التي تريد".

لقد سقطت قيمة العلماء عند العامة، في كثير من الدول الإسلامية، ذهبت إلى بعض تلك الدول، وسألت عن العلماء، فما وجدت الناس يعرفون العلماء، ولا يأبهون للعلماء؛ لأن العلمنة سلطت سهامها عليهم، فشوهت صورتهم، ولطخت سمعتهم؛ فأصبحوا من سقط المتاع في نظر كثير من الناس.

أن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب؛ بلاه الله قبل موته بموت القلب "،) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

انتهى من منقولاً من موقعه

ولي كلمة على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137631

ـ[عبد الله إسلام]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:54 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[عمار محمد أعظم الله]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:05 ص]ـ

منها أيضا عدم معرفة قر العلم والعلماء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من لي بسيرك المدلل تمشي رويدا وتسير في الأول

[email protected]

الحسام

ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:42 م]ـ

جزاك الله خيرا و نفع الله بك

أدعو الله سبحانه أن يردنا إلى الحق ردا جميلا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير