[قوة العلم في واضحه]
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:53 م]ـ
(قوة العلم في واضحه) هي في الحقيقة كلمة سمعتها من الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي في أحد دروسه بالمسجد النبوي، حيث كان يتكلم عن ضبط واضح العلم والاهتمام بمتين العلم قبل لطيفه وملحه وفروعه، وهو في الحقيقة كلام في غاية الجودة والإصابة، فأنت ترى في طلبة العلم من يغرق في طلب غرائب المسائل ويتعب نفسه في تحصيل ملح العلم ويسهر الليالي ذوات العدد في البحث عن لطيف المباحث، وهو لم يضبط واضح العلم وأصوله ويسيره وأبجدياته!!!.
ففي التفسير مثلاً تجده يتكلم لك عن أدق المعاني واللطائف المستنبطة من الآية وربما أتى لك بقول نادر عجيب من تفسير ربما يكون مخطوطاً وحينما تسأله عن معنى الآية إجمالاً حكَّ رأسه بغباء وتنحنح وأطرق مليا! ومن ذلك أن أحدهم كان حريصا على جمع الجمل التي تدل على عدد الحروف المقطعة في أوائل السور وهي كما تعلمون أربعة عشرة حرفاً جُمعت في عبارات شتى منها (طرق سمعك النصيحة) ونحوها، فتراه في كل مرة يأتي بعبارة وجملة ويظنها من أصل التفسير ومتينه فيقول: وجدت بعض المفسرين قالوا: قال بعض الشيعة هذه الحروف تدل على صحة مذهبنا فهي إذا جمعت تكون (سره كما نص، علي حق)، فأجابهم بعض أهل السنة بقولهم يمكن أن تكون هذه الحروف أيضاً: (صح طريق مع السنة)، وهكذا دواليك وأنا أعرف هذا الأخ أنه لا يحسن في تفسير القرآن إلا شيء يسيراً.
وفي العقيدة تراه يتكلم لك عن الفرق والأديان وكأنه من أهلها، ويأتي بالرود والمناقشات وإذا سألته عن أصول اعتقاد أهل السنة لم يحر جواباً!
وفي الحديث يتكلم عن الأجزاء الحديثية وأنه وقف على طريق لحديث كذا في جزء لابن عرفة، وأنه وجد زيادة في الحديث في مخطوطة، وهناك راوٍ مجهول في الحديث وجده في تاريخ نيسابور، وهو لم يقرأ الاربعين ولم يحفظ العمدة أو البلوغ!
وفي الفقه فحدّث ولا حرج فيأتيك بشواذ المسائل وغرائب النوازل، وربما جاءك بمذاهب مندثرة وأقوال مهجورة ومسائل نادرة وربما خيالية بل تجده يحفظ شيئاً من الألغاز الفقهية ويتبجح بها في المجالس ويمتحن بها أهل العلم ويضيع أوقاتهم.
وفي النحو يأتيك بالألغاز النحوية وشاذ الإعراب وغريب الشواهد فتظنه ابن هشام أو سيبويه وهو أعيا من باقل.
وفي عالم الكتب يتحدث عن نوادر الكتب والمخطوطات والنسخ المفقودة والطبعات القديمة، ومن عجيب ما سمعت عن أحدهم أنه يحفظ فقط أسماء الكتب فإذا سأل عن مسألة قال: ابحث عنها في الكتب التالية ثم يسردها فتظن أنه جراد كتب وصاحب قراءة وخدين كتاب وسمير مطالعة.
لقد وجدت في كبار علمائنا ممن فتح الله عليهم في التدريس والفتيا جل حديثهم وغالبه في واضح العلم وأصوله فترى علماً مباركاً سهلاً نافعاً مفهوماً واسمع إن شئت دروس وفتاوى ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين تجد دروسهم سهلة يسيرة واضحة مفهومة دون تكلف ولا عناء ولا تقعر.
في حين تجد بعض طلبة العلم يبحث عن المشايخ الذين يأتون بالغرائب والعجائب والنوادر والشوارد والأوابد ولسان حالهم (نريد شيئاً غير مألوف) فالله المستعان.
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 03:18 م]ـ
لما قرأتُ عبارتك قبل أن أفتح الموضوع تذكرت كلام الشيخ في أول دروس الموطأ - في ما أذكر -، كرر هذه العبارة أكثر من مرة.
وحدثني من درس على الشيخ محمد المختار في الجامعة عن الشيخ أنه قال له: أتاني شخص فقال: يا شيخ المسائل في كتاب الصلاة قليلة؟
فقلت له: كيف قليلة، والسجود فيه 50 مسألة؟
فقال: هذا فيه مبالغة يا شيخ!
فقلت له: أخرج ورقة واكتب. - قال محدثي: يبدو أنه كان لديهم وقت طويل، إما في سفر أو نحوه -
فأملى عليه الشيخ إما 75 أو 85 مسألة في السجود فقط - الشك من الرواي، الذي قال: المقصود أنها زادت على الخمسين -.
نفع الله المسلمين بالشيخ، ورزقني وإياكم والأخ الإسحاقي - كاتب الموضوع - القوة في العلم والعمل، إنه سميع مجيب.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[28 - 09 - 09, 03:29 م]ـ
نفع الله بعلم الشيخ المختار ووفقه لمافيه خير الاسلام والمسلمين .. ،،،
ـ[أبوخالد]ــــــــ[28 - 09 - 09, 04:22 م]ـ
ما شاء الله!
أسلوب كتابتك ذكرني بالإمام الذهبي في زغل العلم، فلله درك.
حبذا لو وضعت لنا مقطع الشيخ صوتيا.