أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم ابن تيمية الإمام العلامة الحافظ الحجة فريد العصر بحر العلوم تقي الدين أبو العباس الحراني ثم الدمشقي
ولد بحران في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة 661 ه 1263 م
وقدم دمشق مع والده المفتي شهاب الدين فسمع ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر والمجد بن عساكر وأكثر عن أصحاب حنبل وابن طبرزد ومن بعدهم ونسخ وقرأ وانتقى وبرع في علوم الآثار والسنن ودرس وأفتى وفسر وصنف التصانيف البديعة وانفرد بمسائل فنيل من عرضه لأجلها وهو بشر له ذنوب وخطأ ومع هذا فوالله ما مقلت عيني مثله ولا رأى هو مثل نفسه كان إماما متبحرا في علوم الديانة صحيح الذهن سريع الإدراك سيال الفهم كثير المحاسن موصوفا بفرط الشجاعة والكرم فارغا عن شهوات المأكل والملبس والجماع لا لذة له في غير نشر العلم وتدوينه والعمل بمقتضاه
ذكره أبو الفتح اليعمري في جواب سؤالات أبي العباس ابن الدمياطي الحافظ فقال ألفيته ممن أدرك من العلوم حظا وكاد يستوعب السنن والآثار حفظا إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه وذو رايته أو حاضر بالنحل والملل لم تر أوسع من نحلته ولا أرفع من درايته برز في كل فن على أبناء جنسه لم تر عيني مثله ولا رأت عينه مثل نفسه
قلت قد سجن غير مرة ليفتر عن خصومه ويقصر عن بسط لسانه وقلمه وهو لا يرجع ولا يلوي على ناصح إلى أن توفي معتقلا بقلعة دمشق في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (728 ه 1328 م)
وشيعه أمم لا يحصون إلى مقبرة الصوفية غفر الله له ورحمه آمين
حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الحافظ سنة خمس وتسعين وستمائة (695 ه 1295 م) وأنا أحمد بن فرح ومحمد بن أبي الفتح ومحمد بن عبد الولي ومحمد بن أحمد بن عثمان الإمام وعلي بن إبراهيم وعبد الحميد بن حسان وإبراهيم بن يحيى وعلي بن محمد بن غالب وجبريل الفقيه وعدة قالوا أنا ابن عبد الدائم أنبأنا ابن كليب
وأنبأني عن ابن كليب أحمد بن سلامة وأحمد بن عبد السلام والخضر بن حموية أن علي بن بيان أخبرهم قال أنا محمد بن محمد أنا إسماعيل بن محمد نا ابن عرفة نا المبارك بن سعيد الثوري عن موسى الجبني عن مصعب بن ثور عن سعد قال قال رسول الله e أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرة ويسبح عشرا ويحمد عشرا فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان وإذا آوى إلى فراشه كبر أربعا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وسبح ثلاثا وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان ثم قال فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة
رواه النسائي في اليوم والليلة عن زكريا الخياط عن الحسن بن عرفة فوقع لنا بدلا بعلو درجتين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:11 ص]ـ
وقال في تذكرة الحفاظ ج4/ص1496
ابن تيمية
الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام علم الزهاد نادرة العصر تقي الدين أبو العباس أحمد بن المفتي شهاب الدين عبد الحليم بن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني أحد الأعلام ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مائة وقدم مع أهله سنة سبع فسمع من بن عبد الدائم وابن أبي اليسر والكمال بن عبد وابن الصيرفي وابن أبي الخير وخلق كثير وعني بالحديث ونسخ الأجزاء ودار على الشيوخ وخرج وانتقي وبرع في الرجال وعلل الحديث وفقهه وفي علوم الإسلام وعلم الكلام وغير ذلك وكان من بحور العلم ومن الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد
والشجعان الكبار والكرماء الأجواد أثنى عليه الموافق والمخالف وسارت بتصانيفه الركبان لعلها ثلاث مائة مجلد حدث بدمشق ومصر والثغر وقد امتحن وأوذى مرات وحبس بقلعة مصر والقاهرة والإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين وبها توفي في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مائة في قاعة معتقلا ثم جهز وأخرج إلى جامع البلد فشهده أمم لا يحصون فخزروا بستين ألفا ودفن وإلى جنب أخيه الإمام شرف الدين عبد الله بمقابر الصوفية رحمهما الله تعالى ورئيت له منامات حسنة ورثي بعدة قصائد وقد انفرد بفتاوي نيل من عرضه لأجلها وهي مغمورة في بحر علمه فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله وكل أحد من الأمة فيؤخذ من قوله ويترك فكان ماذا أخبرنا أحمد بن عبد الحليم الحافظ غير مرة ومحمد بن أحمد بن عثمان وابن فرح وابن أبي الفتح وخلق قالوا أنا أحمد بن عبد الدائم أنا عبد المنعم بن كليب ح وأنبأنا أحمد بن سلامة عن بن كليب أنا علي بن بيان أنا محمد بن محمد أنا إسماعيل بن الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله e إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتنتهبه فيخر بين يديك مشويا وفيها توفي مسند الإسكندرية الإمام أبو إسحاق عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي وله تسعون سنة ومسند العراق شيخ المستنصرية الواعظ عفيف الدين محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن الأزجي الحنبلي بن الدواليبي عن تسعين سنة أو نحوها وقاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن بن الحريري الأنصاري الدمشقي الحنفي بمصر والقاضي العدل جمال الدين يوسف بن مظفر بن أحمد بن قاضي حران بدمشق عن اثنتين وثمانين سنة ومفتي العراق العلامة الكبير جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت بن العاقولي الشافعي مدرس المستنصرية عن تسعين سنة وثلاثة أشهر أفتي منها إحدى وسبعين سنة والفقيه المعمر جمال الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر الصالحي الحنبلي عن تسع وثمانين سنة رحمة الله عليهم.
¥