ويقول شيخنا ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: " إن فقد العالم ليس فقداً لشخصيته فحسب،ولكنه فقد لجزء من تراث النبوة،جزء كبير بحسب ما قام به هذا العالم المفقود من التحقيق،فوالله إن فقد العالم لا يعوض عنه مال ولا عقار ولا متاع ولا دينار،بل فقد مصيبة على الإسلام والمسلمين،لا يعوض عنه إلا أن ييسر الله من يخلفه بين العالمين،فيقوم بمثل ما قام به من الجهاد،ونصرة الحق،وإن فقد العلماء في مثل هذا الزمان ـ وما زال الكلام له رحمه الله ـ لتتضاعف به المصيبة؛لأن العلماء العاملين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس، وكثر الجهل والتشكيك والإلباس،ولكننا لن نيأس من روح الله،ولن نقط من رحمته،فلقد أخبر الصادق المصدوق محمد ?: أنه لن تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين،لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله،وهم على ذلك "ا هـ كلامه رحمه الله ().
إذا تبين هذا ـ يا عباد الله ـ فإن من مما يندى له الجبين،أن يسمع في بعض المجالس أو يقرأ الإنسان في بعض الصحف: اللمز والطعن على أمثال هؤلاء العلماء،ليس في حياتهم فحسب،بل وبعد وفاتهم ! وإذا كان سب الواحد من المسلمين الذي ثبت عليه الخطأ منهياً عنه،كما في البخاري من حديث عائشة ? أن النبي ? قال:"لا تسبوا الأموات،فإنهم أفضوا إلى ما قدموا "،إذا كان هذا في حق من ثبت خطؤه،فما بالك بالعالم الذي هو بين الأجر والأجرين،لا ريب أن سبه أقبح وأعظم، وجدير بالمصرين على مثل هذا الخلق القبيح أن يهجروا إن كانوا أشخاصاً، وأن يقاطعوا إن كانوا صحفاً أو قنواتٍ فضائية، لأن في ذلك قطعاً لدابر هذه الفتنة العظيمة، الذي يتعدى ضررها على الأمة كلها، وحدثوني بالله عليكم، أي قيمة للأمة إذا لم تحترم علماءها؟! وممن يأتي النقد؟! يأتي من أناس حدثاء الأسنان، لا يعرفون بعلم،ولم تشهد لهم الأمة بجهاد أو بلاء،ولهؤلاء يقال:
متى كنتم أهلاً لكل فضيلة ـــ متى كنتم حرباً لمن حاد أو كفر
متى دستمُ رأس العدو بفيلق ـــ وقنبلةٍ أو مدفعٍ يقطع الأثر
تعيبون أشياخاً كراماً أعزةً ـــ جهابذةً نور البصيرة والبصر
فهم بركات للبلاد وأهلها ـــ بهم يدفع الله البلاء عن البشر
اللهم احفظ علماء السنة في كل مكان،اللهم أعل مكانتهم،وارفع درجتهم،اللهم من أراد علماء السنة بسوء فأشغله بنفسه،واجعل كيده في نحره،اللهم ارحم من مات منهم،وبارك في الأحياء وأعنهم على القيام بما أوجبته عليهم من البلاغ والنصيحة، اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير،واجعلهم مفاتيح خير، ومن مغاليق الشر، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة،اللهم اعز الإسلام والمسلمين …،اللهم انصر المجاهدين …،اللهم عليك بأعداء….
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:11 ص]ـ
لو جعلت العنوان:
خطبة قوية -لأحد طلاب العلم- عن خطورة تنقص العلماء.
بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد الرحمن الحسيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:13 ص]ـ
نفع الله بك.
ويجب علينا أن نقف ضد هذه الحملة الشعواء التي يقودها بعضهم ضد علمائنا وان لا ننتظر العلماء أن يقف كل واحد منهم لوحده يجابههم ونحن في المنتديات الحوارية والمجموعات البريدية لدينا الكثير لنقدمه ومن أول ذلك الدعاء لعلمائنا والأمر الآخر نشر علمهم بأكبر قدر نستطيع.
نسأل الله أن يرد كل ضال إلى الحق وان يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار
ربنا لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا
ـ[ابوعبدالرحمن الحسني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:22 ص]ـ
جزيت خيرا على النقل، وجزى الله خيرا كاتبها.
ـ[إبراهيم السماعيل]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:13 م]ـ
بارك الله فيه
جائت في وقتها
ـ[السليماني]ــــــــ[17 - 10 - 09, 08:42 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[مطلق الجاسر]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[03 - 12 - 09, 07:50 ص]ـ
لو جعلت العنوان:
خطبة قوية -لأحد طلاب العلم- عن خطورة تنقص العلماء.
بارك الله فيك.
صدقت، وجزاك الله خيراً، وإذا علم المقصود وزال اللبس فالخطب سهلٌ.