تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* كذلك الجرأة في مدح كتاب ونقد كتاب، وهذه والله تحتاج إلى أمانة وتجرد وخوف من الله، حين تقول: الكتاب الفلاني أفضل كتاب يعني أنك قرأت كل كتب الفن وجردتها ثم خلصت إلى نتيجة وهي أن هذا الكتاب أفضلها، وحين تقول الكتاب هذا غير جيد أو ليس ناسباً ربما كان في الكتاب الذي نقدته فوائد ودرراً صرفت عنها طالب العلم فيكون خصمك بين يدي الله طالب العلم الذي فوّته الفوائد وصاحب الكتاب الذي تعب في كتابته وربما ضعف بصره وهو يحرره فنفّرت من كتابه وزهّدت فيه، ولقد سمعت شيخنا المختار سأل أكثر من مرة عن أفضل كتاب في الفقه أو في فن ما فيقول: ما أسهل السؤال وما أصعب الإجابة ثم يقول: اشفقوا على المسؤول .. ثم قال كلاماً أورده بمعناه: إنها أمانة أن تقول الكتاب الفلاني أفضل هذا يعني أنك استقرأت كل كتب الفقه أو كل كتب الفن حتى تحكم بأن هذا الكتاب أفضلها وتلقى الله بهذه الكلمة، وسمعته مرة سأل عن أفضل كتاب في أحد الفنون فقال مبتسماً: أفضل كتاب كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ما عندي غير هذا.

*إن بيان مناهج الطلب وطرق التحصيل مبنية على طريقة أخذ العلم من الكتب وهذه الطريقة فيها ما فيها، فإن الأصل في العلم التلقي على أهل العلم وثني الركب أمام الشيوخ، ولاحظ معي أن كتب طلب العلم المتقدمة في الغالب كانت تعتني ببيان سبل الحفظ وطرق المذاكرة ونحوه إضافة إلى آداب الطلب وربما ذكرت في بادئ الأمر أهمية البدء في حفظ القرآن وحفظ السنة، فكتب الطلب المتقدمة لا تذكر - في الغالب- الكتب التي تحفظ ومقدار ما يجلس فيه الطالب في كل كتاب وما هو أفضل كتاب في كذا وفي كذا، لأن المعروف أن طالب العلم إذا أراد طلب العلم ذهب إلى شيخ فجلس بين يديه فقرّر له الكتب والمتون على ما يراه من حاله فيقرر له الأصلح والأنفع.

* اعلم أن من سألك عن طريقة الطلب فقد جعل في رقبتك أمانة فلا تظن السؤال عن طريقة الطلب سهلاً، فاتق الله وأرشده بما تعرف وإلا فدله على أهل العلم الموثوقين.

* وأخيراً من اتق الله ودعا ربه أن يوفقه فسوف يسدده ويفتح عليه فتوح العارفين سمعت الشيخ محمد المختار يقول: هذا العلم لا ينال بذكاء المرء وقوة حفظه وسعة إدراكه هذا العلم فتح من الله أو كما قال حفظه الله، ومن قبله قال شيخ الإسلام: وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم إيعابًا، فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالا.

ـ[ياسين البشير]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:21 م]ـ

بارك الله فيك اخي على هذه الارشادات النافعة نسال الله ان ينفعنا بها.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:51 م]ـ

بارك الله فيك أباعبدالله ..

كلام نفيس وتوجيه دقيق .. نفع الله بك ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير