تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماتيسر من كتاب حلية طالب العلم.]

ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 12 - 04, 08:28 م]ـ

المقدمة

الحمد لله، وبعد:

فأقيد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408 هـ، والمسلمون – ولله الحمد – يعايشون يقظة علمية تتهلل لها سبحات الوجوه، ولا تزال تنشط متقدمة إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الأمة، مدها ودمها المجدد لحياتها، إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في أعطاف العلم مثقلين بحمله يعلون منه وينهلون، فلديهم من الطموح، والجامعية، والاطلاع المدهش والغوص على مكنونات المسائل، ما يفرح به المسلمون نصراً، فسبحان من يحيى ويميت قلوباً.

لكن، لا بد لهذه النواة المباركة من السقي والتعهد في مساراتها كافة، نشراً للضمانات التي تكف عنها العثار والتعصب في مثاني الطلب والعمل من تموجات فكرية، وعقدية، وسلوكية، وطائفية، وحزبية ...

وقد جعلت طوع أيديهم رسالة في التعاليم تكشف المندسين بينهم خشية أن يردوهم، ويضيعوا عليهم أمرهم، ويبعثروا مسيرتهم في الطلب، فيستلوهم وهم لا يشعرون.

واليوم أخوك يشد عضدك، ويأخذ بيدك، فاجعل طوع بنانك رسالة تحمل " الصفة الكاشفة" لحليتك، فها أنا ذا أجعل سن القلم على القرطاس، فاتل ما أرقم لك أنعم الله بك عينا:

لقد تواردت موجبات الشرع على أن التحلي بمحاسن الأدب، ومكارم الأخلاق، والهدى الحسن، والسمت الصالح: سمة أهل الإسلام، وأن العلم - وهو أثمن درة في تاج الشرع المطهر - لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه، المتخلي عن آفاته، ولهذا عناها العلماء بالبحث والتنبيه، وأفردوها بالتأليف، إما على وجه العموم لكافة العلوم، أو على وجه الخصوص، كآداب حملة القرآن الكريم، وآداب المحدث، وآداب المفتي، وآداب القاضي، وآداب المحتسب، وهكذا ...

والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.

وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب، وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف، إذ كان بعض المدرسين فيه، يدرس طلابه كتاب الزرنوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: " تعليم المتعلم طريق التعلم".

فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق، فيدرج تدريس هذه المادة في فواتح دروس المساجد، وفي مواد الدراسة النظامية، وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خير في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب، وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم، وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرة علمه، وهكذا في مراحل حياته.

فإليك حلية تحوي مجموعة آداب، نواقضها مجموعة آفات، فإذا فات أدب منها، اقترف المفرط آفة من آفاته، فمقل ومستكثر، وكما أن هذه الآداب درجات صاعدة إلى السنة فالوجوب، فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم.

ومنها ما يشمل عموم الخلق من كل مكلف، ومنها ما يختص به طالب العلم، ومنها ما يدرك بضرورة الشرع، ومنها ما يعرف بالطبع، ويدل عليه عموم الشرع، من الحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعن الاستيفاء، لكن سياقتها تجرى على سبيل ضرب المثال، قاصداً الدلالة على المهمات، فإذا وافقت نفساً صالحة لها، تناولت هذا القليل فكثرته، وهذا المجمل ففصلته، ومن أخذ بها، انتفع ونفع، وهى بدورها مأخوذة من أأدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين.

يتبع بإذن الله.


- طبع مرارا، وهو مع إفادته فيه ما يقتضي التنويه، فليعلم، والله أعلم.
- من هذه الكتب:”الجامع” للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى، و”الفقيه والمتفقه” له، و”تعليم المتعلم طريق التعليم” للزرنوجي، و”آداب الطلب” للشوكايى، و”أخلاق العلماء” للآجري، و”آداب المتعلمين” لسحنون، و”الرسالة المفصلة لأحكام المتعلمين” للقابسي، و”تذكرة السامع والمتكلم” لابن جماعة، و”الحث على طلب العلم” للعسكري، و”فضل علم السلف على الخلف” لابن رجب، و”جامع بيان العلم لابن عبد البر، و”العلم فضله وطلبه” للأمين الحاج، و”فضل العلم” لمحمد أرسلان، و”مفتاح دار السعادة” لابن القيم، و”شرح الإحياء للزبيدي، و”جواهر العقدين” للسمهودى، و”آداب العلماء والمتعلمين” للحسين بن منصور – منتخب من الذي قبله -، و”قانون التأويل” لابن العربي، و”العزلة” للخطابي، و”من أخلاق العلماء” لمحمد سليمان، و”مناهج العلماء” لفاروق السامرائي، و”التعليم والإرشاد” لبدر الدين الحلبي، و”الذخيرة للقرافي” الجزء الأول، والأول من”المجموع” للنووي، و”تشحذ الهمم إلى العلم" لمحمد بن إبراهيم الشيبانى، و”رسائل الإصلاح” لمحمد الخضر حسين، و”آثار محمد البشير الإبراهيمي”.
وغيرها كثير، أجزل الله الأجر للجميع آمين.

ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[03 - 12 - 04, 09:02 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي الفاضل / المسيطر .. ولازال طلبة العلم يستفيدون من هذا الكتاب المبارك إلى الآن ... وابشركم بأن الشيخ بصحة وعافيه وقد زرته قبل شهر في منزله _ حفظه الله ومتع به _ ..
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير