تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف نتخلص من الأخلاق السيئة؟ وعقوبة سب الصحابة]

ـ[إبراهيم أبولوحجي علم اليقين]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:47 ص]ـ

كيف نتخلص من الأخلاق السيئة؟

الناس تكتسب كثيرا من الأخلاق السيئة ووسائل اكتسابها كثيرة، وقد يكون الآباء والأمهات عندهم بعض الأخلاق السيئة. فيكتسبها الأبناء أحيانا من والديه الذين لا يحسنون التربية، وكذالك الإنسان يكتسب الأخلاق السيئة من البيئة التي يعيش فيها، لذلك يقول النبي صلي الله عليه وسلم: "الرجل علي دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".

وإذا نريد أن نتخلص من الأخلاق السيئة لا بد من إتباع هذه الخطوات التالية:

أولا: الإقلاع من الأخلاق السيئة، فلا بد لكل إنسان يريد أن يتطهر من أخلاقه السيئة أن يمتلك الإرادة، وهي تبدأ كرغبة، ثم تتحول إلي عزم في القلب فأول شيء أن يملك المرء الإرادة التي تجعله يتحول عن الخلق الشيء، وهذه المرحلة يمكن أن نسميها أيضا مرحلة (التخلي) وهي ترك وخلع الأخلاق السيئة كغرور، والتعالي، والحسد، والكذب، والغيبة، والسرقة، والتطلع إلي عورات الناس، وغير ذلك.

ثانيا: لابد من البديل الحسن: مثلا إذا تعود الإنسان أن يسمع المعازف والأغاني، ويتلذذ بها فإذا يريد أن يترك هذه الأخلاق السيئة" ويخلع هذه العادات القبيحة، فسماع القرآن الكريم هو البديل الحسن، فإذا تلذذ الإنسان بسماع كتاب الله تعالي وبقراءته والتغني به، فقد أوجد البديل للمعازف، والشاهد أنه لابد من البديل الحسن ليحل مكان البديل السيئ، فيسد الفراغ كي لا يعود إلي ما كان عليه. ومن أراد أن يتخلص من صحبة أصدقاء الباطل، فلابد من صحبة أرباب ألأخلاق العالية، فإذا لم يجد صحبة حسنة لا يمكن أن يقعد في البيت ويعتزل، فلابد منقرين طيب بملأ الفراغ الذي أحدثه هجر قرناء السوء، فالبديل ضروري، وهكذا يجد بدائل حسنة لكل خلق سيء. قال الشيخ ابن تيمية رحمه الله "النفس لا يترك شيئا إلا بشيء، ولا ينبغي لأحد أن يترك خيرا إلا إلي مثله".

ثالثا: الإستمرار بالمحاسبة والمتابعة ولوم النفس بالتقصير، حتي لا تشمخ و تأمن. قال تعالي:"يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" (الحشر:18).

وأن يكون للإنسان النفس اللوامة: وهي التي تلوم صاحبها علي الخير والشر وتندم علي ما فات.

ومن آثار السلف في لؤم النفس، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا أن وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا"

رابعا: الطمع في الثواب والخوف من العقاب:- يقوم عليهما إصلاح الفرد، ولا يمكن الإصلاح إلا بهما، فلا يمكن أن يصلح بشر علي الأرض إلا بالثواب والعقاب.

خامسا: تذكر الموت وأهوال القيامة:- يعد تذكر الموت وأهوال القيامة من أفضل الأسباب لترك العادات السيئة والأخلاق الرذيلة.

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فإنك مجزي به، وأعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس". قال الناظم:

جزي الله عنا الموت خيرا فإنه ## أبر من كل بر وألطف

يعجل تخليص النفوس من الأذى ## ويدني إلي الدار التي هي أشرف

فتذكر الموت باعث من البواعث الرئيسية للعمل الصلح والخلق الحسن، بل تذكر الموت وأهوال القيامة، والبعث والحساب آثار حسنة في تغيير الأخلاق.

من ألأساليب العملية لتزكية النفس

أولا: العلم النافع: هو كل علم يقرب من الله سبحانه، ويزيد الخشية منه، ويدفع إلي العمل الصالح

ثانيا: العمل الصالح:- هو العمل المراعي من الخلل، قال تعالي: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" (المجادلة:11).

ودائرة العمل الصالح واسعة جدا.وجوله فقط في بعض أركان الإسلام،مثل: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحاج. كثير وكذلك نجد العمل الصالح في مجال أخرى مثلا في العشرة الزوجية، في البيع والشراء، وصحبة الصالحين، إمعان النظر في كتاب الله سبحانه، فالقرآن الكريم اشتمل علي الأمثال والقصص والعبر هداية لخيري الدنيا والآخرة.

ومن القصص الواقعية

عقوبة سب الصحابة

قال القيرواني: أخبرني شيخ لنا من أهل الفضل قال: رأيت بالمدينة عجبا، كان رجل يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فبينما نحن يوما من الأيام بعد صلاة الصبح إذ أقبل الرجل وقد خرجت عيناه وسالتا علي خديه فسألناه ما قصتك؟ فقال: رأيت البارحة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعلي رضي الله عنه بين يديه ومعه أبو بكر وعمر، فقالا: يا رسول الله هذا الذي يؤذينا ويسبنا، فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم، "من أمرك بهذا يا أبا قيس؟ " فقلت له: علي رضي الله عنه، وأشرت إليه، فأقبل على علي رضي الله عنه بوجهه ويده وقد ضم أصابعه وبسط السبابة والوسطى وقصد بها إلي عيني فقال: إن كنت كذبت ففقأ الله عينيك، وأدخل أصبعه في عيني فانتبهت من نومي وأنا على هذه الحال، فكان يبكي يخبر الناس وأعلن التوبة.

من قيم أخلاقية التي نستخرجها من هذه القصة العجيبة ما يلي:-

1 - أن غضب الله يشتد علي من يؤذي أصحاب الرسول رضوان الله عليهم أجمعين. وعليهم إهانة وعاقبة السوء. قال النبي صلي الله عليه وسلم: "جعل الذلة والصغار علي خالف أمري.

2 - و الإهانة وعاقبة السوء لمن خالف أمر الرسول. قال النبي صلي الله عليه وسلم: "جعل الذلة والصغار علي خالف أمري.

3 - إجتناب إيذاء أهل الله وسبهم، قال الرسول صلي الله عليه وسلم:"لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدا أحدهم ولا نصيفه".

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير