تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعض الوصايا لمن أصابه الفتور في طلب العلم ..]

ـ[طالبة لواء العلم]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون,

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق المأمون,

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, الذين هم بهديه متمسكون, وسلّم تسليما كثيراً,

أما بعد

فمما لا شك فيه أن الإيمان يزيد وينقص, كما هو متفق عليه عند أهل السنة والجماعة,

وقد يعتري طالب العلم أحيانا ضعف ونقص في إيمانه, يحصل معه فتور في طلب العلم

ورغبة منه.

وعلى طالب العلم التنبه إذا أصابه شيء من ذلك, والنهوض من هذه الفترة بأسرع

وقت ممكن حتى لا يطول عليه الأمر, فيصعب ويشق عليه النهوض بعد ذلك؛ لكثرة

ما أصابه من الرين وقسوة القلب, فيرضى بحاله من ترك الطلب – والله المستعان –

وإذا بلغ هذه المرحلة فقد تمت خسارته إلا أن يشاء الله تعالى.

ولعل من الأسباب المعينة على النهوض من الفترة هو

تذكّر اللذة التي كانت تعمر قلبه حال طلب العلم, فيشتاق إلى تحصيل ما فقده بترك الطلب.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" فالطالب الجاد لا بد أن تعرض له فترة, فيشتاق في تلك الفترة إلى حاله وقت الطلب

والاجتهاد" مدارج السالكين 3/ 131

وينبغي كذلك على طالب العلم أن يحفظ نفسه ابتداء من أسباب الفتور, حتى لا يقع فيها.

قال ابن القيم رحمه الله:

" وإنما يتحفظ منه بالحمية من أسباب هذا المرض الذي هو فتوره, وهو أن يلهو عن المفضول

عن كل شيء , ويحرص على ترك ما لا يعنيه, ولا يتكلم إلا فيما يرجو فيه زيادة إيمانه وحاله

مع الله, ولا يصحب إلا من يعينه على ذلك, فإن بُلِيَ بمن لا يعينه فليدرأه عنه

ما استطاع, ويدفعه عنه دفع الصائل " مدارج السالكين 2/ 107

كذلك مما ينصح به طالب العلم, هو تزكية النفس, فربما انشغل طالب العلم واستفرغ وُسعه

في رفع الجهالة عن نفسه في أنواع العلوم – لاسيما في بداية الطلب – وهذا الأمر قد يحصل

معه غفلة عن طلب أسباب تزكية النفس من القيام بمطالعة كتب الزهد والرقائق,

ولزوم النوافل, فالانشغال بطلب العلم المحض لاشك أنه عبادة وطاعة ولكن الإعراض

عن النوافل وقراءة كتب الرقائق قد يُحصل نقص يسبب قسوة في القلب وضعفاً

في الدين, وربما كان ذلك من أسباب ترك العلم فيما بعد إن لم يتدارك طالب العلم نفسه.

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى مبيناً تلبيس الشيطان على الفقهاء:

" ومن ذلك أنهم جعلوا النظر جل اشتغالهم ولم يمزجوه بما يرقق القلوب من قراءة القرآن

وسماع الحديث وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه" تلبيس إبليس ص119

كذلك مما ينبغي على طالب العلم الحرص عليه:

وقته, وفراغه.

قال صلى الله عليه وسلم:

" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "

لذلك نجد سلفنا الصالح قد عمروا أوقاتهم كلها, ليلاً ونهاراً في طلب العلم.

قال أبو محمد الثقفي: سمعت جدي يقول:

" جالست أبا عبد الله المروذي أربع سنين؛ فلم أسمعه طول تلك المدة يتكلم في غير العلم "

فينبغي الحرص والاهتمام بأوقات الفراغ وشَغْله بطلب العلم؛ لأن طالب العلم ليس لديه إجازة,

شأنه شأن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله, حينما قال:

من المحبرة إلى المقبرة.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه الشيخ/ أيمن السندي –حفظه الله-

ـ[أحمد ياسين ـ المغرب]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:22 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أم معاذ]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:53 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:10 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...

احسن الله اليك و جزاك خير الجزاء ...

ـ[ام الخطاب رشا]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:12 م]ـ

جزاك الله خيرا اختي الكريمه ونفع الله بك

ـ[طالبة لواء العلم]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:24 م]ـ

وجزاكم الله ,, ونفعكم بكل خير,,

ـ[بن الصلاح الشنقيطى]ــــــــ[26 - 10 - 09, 04:57 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[عبد المعين]ــــــــ[26 - 10 - 09, 08:11 م]ـ

جزاكم الله خيراً ونفع بكم

ـ[طالبة لواء العلم]ــــــــ[29 - 10 - 09, 07:56 م]ـ

وإياكم جزى الرحمن,, بوركتم ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير