والله نصحني الشيخ ابوعبد الباري عبد الحميد العربي أن يكون طلبك للفقه المالكي على ثلاث مستويات
1 - ابن عاشر فعليك بشرح العرف الناشر فشرح جيد ولايتعصب، بل يدو ر حيث تدور ركائب الحق
حاصل كلامك ان غيره من الكتب تتبع الهوي والباطل سامحك الله وسامحه ... يا له من شيخ فتاح حقا ...
اخي نحن اعلم بمذهبنا من غيرنا ومن هولاء الشيوخ الذين لا اراهم يعلمون من مذهب مالك الا رسمه ولعلهم إنما أخذوا فقه مالك عن الظاهرية فاختلط عليهم الامر فاتونا بأمر من الفقه عجيب ...
2 - الرسالة فأحسن شروحها شرح التتائي وشرح للأسف لايوجد وهو أندر من الكبريت الأحمر وقد تجده عند الشيخ أبي عبد البالري فصوره فهو يقع في مجلدين3 -
لايعتبر شرح التتائي احسن الشروح ... بل هو من شروح المصريين وهم بعد المغاربة في الاعتماد على كتبهم في شرح الرسالة ... والمعتمد عندنا شرح ابن ناجي وشرح العلامة زروق والقشتالي
وهذا بعض ما جاء عن شرح العلامة زروق ...
قال ابن عسكر في دوحة الناش: وشرح رسالة ابن أبي زيد شرحا عجيبا
طبع لأول مرة بمطبعة الجمالية بالقاهرة سنة 1914م، وبعدها طبع بدار الفكر ببيروت سنة 1402هـ / 1982م، ثم صدرت الطبعة الأولى له بدار الكتب العلمية سنة 1427هـ / 2006م. ً
تعددت شروح العلماء قديماً وحديثاً على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، واجتهدوا في حل مشكلاتها وفك معضلاتها، وقصدوا تقريب معانيها وتيسير فهم مسائلها، ويعد شرح سيدي أحمد زروق واحداً من أهم الشروح على الرسالة القيروانية، لما تميز به من اعتماد كتب المتأخرين في شرحه، وما تضمنته من دقة الجمع والتحرير.
وتبرز قيمة هذا الشرح أيضاً من خلال مكانة مؤلفه؛ فالشيخ أحمد زروق يعتبر من كبار فقهاء المغرب في زمانه، بل وُصف بكونه محتسب العلماء والأولياء، وهي الصفة التي لم يظفر بها غيره من علماء الإسلام.
ويأتي وضع الشيخ زروق لشرحه هذا على الرسالة، رغبة منه في تقريب مدلولاتها، وكشف الغطاء عن أسرارها، ليهتدي به الطالب المبتدئ، ويستعين به للوصول إلى عيون المسائل، قال في مقدمة شرحه: " ... فوضعت هذه العجالة بحسب الوسع والتيسير ... معتمدا على رب السموات أن يجعله ... بركة شاملة في أرضه وبلاده، وأن ينفع به الخاص والعام".
وإذا نظرنا في هذا الشرح الماتع نجد الشيخ زروق يفتتحه بمقدمة ضمّنها بعض فضائل ومناقب رسالة ابن أبي زيد، وذكر من سبقه من العلماء إلى شرحها، كما صرح في مقدمته بالمنهج الذي سار عليه أثناء الشرح، وبيّن بعض الرموز التي استعملها، وذكر بعض الشروح والمصادر التي كانت معتمده ومنهله خلال تأليفه لهذا الشرح المستوفي.
وقد تناول الشيخ زروق مباحث متن الرسالة بالشرح، سائراً في ذلك على ترتيب الأصل، حيث بدأ بشرح مسائل العقيدة، ثم أردف ذلك بشرح الأبواب الفقهية، فبدأ بأبواب الطهارة وختم بباب في الرؤيا والتثاؤب والعطاس واللعب بالنرد ... وكما التزم بذلك في المقدمة، فقد اجتنب الإطناب الممل، وفارق الاختصار المخل، كما أنه يعتمد النقل دون تعليل.
وما يميز منهجه في الشرح، أنه يورد عبارة المتن أولاً، ثم يبدأ ببيان أوجه اللغة فيها حتى لا يبقى أي غموض في قراءتها وفهم معناها، مقتدياً في ذلك بمن سبقه من شرَّاح الرسالة، ومن مميزاته أيضا الاستفاضة في الشرح، والاجتهاد في إيراد الأقوال في المسألة من داخل المذهب وخارجه، مع الاستدلال بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، بالإضافة إلى الترجيح بين الأقوال عندما يتعلق الأمر بالمسائل الأصلية في الكتاب، ناسجاً ذلك كله بأسلوب يتميز بوضوح العبارة، وبأسلوب لغوي فقهي يتسم بالوضوح والدقة في التعبير.
وكان اعتماده رحمه الله في نسج مادة شرحه على من سبقه من أئمة المذهب، معتنياً بالنقل من كتب المتأخرين لما لهم من الجمع والتحرير، وذكر أنه اعتمد حدود الشيخ ابن عرفة (ت803هـ)، وشرح مختصر ابن الحاجب لأبي عبد الله محمد بن عبد السلام الهواري (ت749هـ)، والتوضيح على مختصر ابن الحاجب، والمختصر الفقهي للشيخ خليل (ت769هـ)، وشرح المختصر الكبير والصغير، وشرح الإرشاد لبهرام الدميري (ت805هـ)، وشرح ابن الحاجب لأبي زيد عبد الرحمن الثعالبي (ت875هـ)، وشرح الرسالة للقِلْشَاني (ت863هـ) وآخرين، كما اعتمد في شق العقيدة على شرح ناصر الدين المَشذَّالي (ت866هـ)، وشرح الشيخ أحمد بن عبد الرحمن حُلُولُو (ت898هـ)، وما سوى ذلك فهو معزو لأهله.
وبالجملة، فإن شرح الشيخ زروق على متن الرسالة شرح جامع مستوف في بابه، يستحق بذلك أن يكون عمدة ومرجعاً لمن جاء بعده، ومن الذين صرحوا بالنقل عنه: الحطاب (ت954هـ) في مواهب الجليل، والخرشي (ت1102هـ) في شرحه على مختصر خليل، وأبو العباس أحمد بن غنيم (ت1125هـ) في الفواكه الدواني، وعلي بن أحمد العدوي (ت1189هـ) في حاشيته على شرح كفاية الطالب الرباني ... وغير هؤلاء.
¥