تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذلك معدوم وكان ذا ديانة وتصون وطهارة من الصغر وسلامة باطن وعدم دهاء وانزواء عن العقل العرفي المعيشي وكان يحكم ترقيق الأجزاء وترميمها وينقل عليها كثيرا إلى الغاية ويفيد الطلبة ويحسن بذلك إلى سائر أوقاف الخزائن بسعة نفس وسماحة خاطر لا يخلف في ذلك وكان فيه سذاجة توقعه مع من يربطه على أمر فيأكله ومستأكله حتى لا يزال في إفلاس وذلك لكرمه وسلامته وكان مأمون الصحبة حسن المذاكرة والبشر خير الطوية محبا للآثار معظما لطريقة السلف جيد المعتقد وربما بحث بالعقل الملائم للنقل فيصيب ويحسن غالبا بحسب ما يمكن وربما غلط وكان الكف بمثله أولى عن الجدل فإن المخالف ينتقد عليه ذلك ويلزمه بالتناقض بحسب نظره فمذهب السلف في غاية الصلف والسكوت أسلم والله أعلم.

وبكل حال فالخطأ في ذلك من قاصد الحق بتنزيه الحق مغفور للعالم وقد كان اغتر في شبيبته وصحب العفيف التلمساني فلما تبين له ضلاله هجره وتبرا منه فالحمد لله

أسمع أولاده كثيرا وأحفاده وحج وسمع بالحرمين وبيت المقدس ودمشق ومصر وحلب وحماة وحمص وبعلبك والإسكندرية وبلبيس وقطية وغير ذلك وأوذي مرة واختفى مدة من أجل سماعه لتاريخ الخطيب وأوذي نوبة أخرى لقراءة شيء من كتاب أفعال العباد مما يتأوله الفضلاء المخالفون وحبس فصبر وكظم وقضى أكثر عمره على الاقتصاد والقناعة وقلة الدرهم إلى أن توفي شيخنا ابن أبي الفتح فحصل له من جهاته حلقة الخضر والحديث بالناصرية فأضاء حاله وفرحنا له ثم ولي دار الحديث سنة ثمان عشرة بعد ابن الشريشي ثم فيما بعد ترك الحلقة وأخذت منه الناصرية ثم نزل عن العزية لصاحبه نجم الدين وتكفى بما تبقى على قلته بنسبة رتبته وربما وصل بشيء متمم لأولاده وباع كتابيه بألفين ومائتين فأنفقها وأعلى ما عنده مطلقا الغيلانيات وبإجازة جزء ابن عرفة وابن الفرات سمعت منه سنة أربع وتسعين وأخذت عنه صحيح البخاري وغير ذلك واستملى منه قاضي القضاة أبو الحسن الحافظ وسمع منه قاضي القضاة عز الدين الكناني والحافظ أبو الفتح اليعمري ومحب الدين وأولاده والسروجي وابن الدمياطي وابن عبد الهادي وابنا السفاقسي وابن رافع وسبط التنسي وخلائق

وتخرج به جماعة كالبرزالي وابن الفخر والعلائي وابن كثير وابن العطار والجميزي وابن الجعبري وآخرين

قرأت بخط أبي الفتح قال ووجدت بدمشق الإمام المقدم والحافظ الذي فاق من تأخر من أقرانه وتقدم أبا الحجاج المزي بحر هذا العلم الزاخر القائل من رآه كم ترك الأول للآخر أحفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم لا يخص بمعرفته مصرا دون مصر ولا ينفرد علمه بأهل عصر دون عصر معتمدا آثار السلف الصالح مجتهدا فيما نيط به في حفظ السنة من النصائح معرضا عن الدنيا وأسبابها مقبلا على طريقته التي أربى بها على أربابها لا يبالي بما ناله من الأزل ولا يخلط جده بشيء من الهزل وكان بما يصنعه بصيرا وبتحقيق ما يأتيه جديرا وهو في اللغة إمام وله بالقريض إلمام فكنت أحرص على فوائده لأحرز منها ما أحرز وأستفيد من حديثه الذي إن طال لم يمل وإن أوجز وددت أنه لم يوجز وهو الذي حداني على رؤية الإمام شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية

وسرد أبو الفتح فضلا في تقريظ ابن تيمية ولقد كان بين المزي وابن تيمية صحبة أكيدة ومرافقة في السماع ومباحثة واجتماع وود وصفاء والشيخ هو الذي سعى للمزي في توليته دار الحديث ولي في تولية التربة الصالحية وجرت في ذلك أمور ونكد من أضداد الشيخ وسئلنا عن العقيدة فكتب لهم المزي بجمل وأعفيت أنا من الكتابة ومردنا الكل إلى الله تعالى ولا قوة إلا بالله

وكان شيخنا أبو الحجاج يترخص في الأداء من غير أصول ويصلح كثيرا من حفظه ويتسامح في دمج القاري ولغط السامعين ويتوسع فكأنه يرى أن العمدة على إجازة المسمع للجماعة وله في ذلك مذاهب عجيبة والله تعالى يسمح لنا وله بكرمه وكان يتمثل بقول ابن مندة يكفيك من الحديث شمه

توفي في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ودفن بمقابر الصوفية من الغد وتأسفوا عليه ولم يخلف أحدا مثله رحمه الله تعالى.

ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 11:39 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه على هذا النقل المبارك

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 04, 04:50 ص]ـ

وفيكم حفظكم الله

وهذه التراجم من الذيل على كتاب (تاريخ الإسلام أو سير أعلام النبلاء)

ينظر للفائدة هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=85793#post85793

ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[06 - 12 - 04, 08:51 م]ـ

بارك الله فيك ياشيخنا عبد الرحمن ولكن هل يمكن من أنزال كتاب (((زغل العلم))) او وضع رابط له

وجزاكم الله خيراً ونفع الله بعلمكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير