[حب الظهور قصم الظهور]
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 06:19 ص]ـ
[حب الظهور قصم الظهور]
إن للشاشات التلفزة، وأثير الإذاعة، وصور الصحافة، ومقاطع التسويق، وملاصقات الدعاية، بريقاً جذاباً، وإغراءً لا يقام، وفتنة لا يمكن الصبر عليها، وشهوة عارمة لا تحتمل.
كم يحزنني أن أرى صور المشايخ والدعاة -إلا من رحم الله-، في الملاصقات دعائية إما في إعلانات الطرق السريعة، أو شاشات التسويق عند الإشارات المرورية، لترويج قناة أو حملة حج أو برنامج أو نحو ذلك.
كم يؤلمني أن ترى صور بعض أهل العلم والدعوة، معروضة في صفحات الغلاف في الجرائد والمجلات، بطريقة دعاية مستفزة، فيظهر فيها الشيخ والداعية تارة وهو يبتسم ابتسامة وقار مصطنعة، وتارة وهو يلبس العباءة (المشلح)، وتارة وهو يأكل، وتارة وهو في مكتبته، وتارة وهو يقود سيارته، وتارة وهو في بيته بين أولاده، وتارة وهو في مقر عمله، أو مزرعته أو على منتزه، وتارة وهو يفكر، وتارة وهو يقرأ، وتارة وهو في مؤتمر .... إلخ، في صور تعرف أنها لم تلتقط بعفوية، بل تحس وتكاد تجزم أنها من باب التعرض للكاميرا والترتيب للتصوير والاعتناء به، إذ أن كل الصور في غاية التزّين والتأنّق والحسن والروعة في الإخراج والانتقاء.
وثمت لقاءات صحفية مع الشيخ، أين ولد ومتى ولد، وعدد زوجاته وأبناءه، وسيارته وبيته، ولونه المفضل وأكله المفضل، ومواقفه المحرجة والمفزعة والطريفة، وإصداراته وأعماله، وماذا سيصدر له قريباً، على غرار اللقاءات الفنية شبراً بشبر وذراعاً بذراع.
لماذا صارت الدعوة مقصورة عند كثير من القوم، في الظهور في الشاشات والمؤتمرات والمحاضرات في المساجد الكبيرة تحت صخب الإعلام وأضواء التصوير وفتنة الإعلام، أين كثير من الدعاة عند الدعوة في الأرصفة والأماكن العامة وجلسات الشباب؟!! أين حظ المساجد المتواضعة والمصليات والبوادي ومجاميع الناس فيما لا تطاله الكاميرات ولا يناله الإعلام؟؟!!!
ثم أريد أن أعرف سر البكاء والتأثر في تلك المحافل وأمام الكاميرا بالتحديد دون غيرها مما لا يوجد فيه هذا الإغراء، نحن نحسن الظن ونقول لعله غلبته عبرة وسبقته دمعة ولم يستطع كتمها، ولكن ألا يستطيع أن يطالب بمسح تلك المقاطع وعدم عرض الشريط إلا بعد حذف تلك المواطن، لما فيها من الافتتان ونحوه.
ذات يوم تمنى أحد الشباب ممن له شيء في الدعوة أن يذهب إلى أوروبا للدعوة إلى الله، فقلت له: لماذا لم تقل أفريقيا؟ ثم استطردت قائلاً: في أوروبا من يكفيك المئونة، ثم إنك شاب أعزب أخشى عليك الفتنة، ثم إن هناك من العوائق والتضييق على الدعاة ما الله به عليم، أبسطها مسمار جحا المعروف قضايا محاربة الإرهاب، وأخيراً الغلاء في المصاريف، أما أفريقيا فلا شيء من ذلك، فسكت كالمتبرم والمزدري لما أقول؟!!!
أنا لا أتكلم عن حرمة التصوير، ولا أتكلم عن نفع الناس بكل الوسائل المتاحة، ولا أتكلم عن حسن مظهر الداعية، وإنما أتكلم عن فتنة التصدر والبروز والاغترار بالإعلام، لماذا يهتم بعض أهل الدعوة بالإعلام إلى درجة التهافت؟! ولماذا يحرصون على الظهور هذا الحرص الشره؟ ولماذا يتكالبون على التصوير لكل شيء في حياتهم؟!! ولماذا تظهر صورة حضرة الداعية على جميع الأوضاع والهيئات بشكل ملفت؟!!!!
سمعت بمن لا يلقي محاضرة إلا بمبلغ وقدره، ومن لا يلقي إلا بعد أن يحجز له على الدرجة الأولى، وإقامة في فندق خمسة نجوم، وإيجار لسيارة فارهة؟!!!
انظر إلى بعض المشايخ ممن لا يعتنون بهذا، ولا يبالون هل صُوّر اللقاء أم لم يصور؟، وهل ظهرت صورته بشكل لائق أو لا؟ ولا يلتفت إلى المصور بل بعضهم لا يدري هل صوّر اللقاء أما لا؟ بل تجد كثيراً منهم يتورعون عن التصوير، إما خروجاً من الخلاف تورعاً، وإما خوفاً من الرياء سلامةً، وهذه مسألة ورع لا مجبر عليها أحداً ولكن تأمل الفرق بين هؤلاء وهؤلاء، تجد البون واسعاً والفرق عظيماً.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 06:49 ص]ـ
الله المستعان أخي أبا عبد الله الإسحاقي.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[24 - 11 - 09, 12:20 م]ـ
لله درك .. بارك الله فيك ..
كلام أكثر من رائع ..
زدنا زادك الله غيرة على دينه ..
ـ[أبو معاذ فؤاد الأثري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 10:46 م]ـ
لا فض فوك
بارك الله فيك
قلتَ كلاماً أذهب همًّا وغمًّا كان في صدري
لكن: لقد أسمعت لو ناديت حيا ** ولكن لا حياة لمن تنادي
اللهم جنبنا مضلات الفتن، وحب الظهور ما ظهر منه وما بطن ... آمين
ـ[أبو ياسر الداعي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 12:57 ص]ـ
كتب الله لك بكل حرف حسنة وضاعفها لك
أصطف معك صفا واحداوأتساءل مثلك
وفي عيني دموع حزن تهمي.
لأني موقن أن السنوات القادمة إن أحيانا الله (أرجو المولى أن لا يكون أبدأ) لا يمكننا فعل شي إلا بهذه الكاميرا المغشوشة .......
فلا مناسبة ولا رحلة طويلة ولا قصيرة ولاتغييرا للجو قريبا ولا بعيدا بل ولا عرس الا بمقابلة وشكر للعروسين وإن أبيت (فأنت لا تحب ولا ترجو للعروسين شيئا) , مع الصور التذكارية وغيرها, وإن أبيت في كل ما ذكر من الأحوال كنت أنت الغريب بينهم وأنت الوحيد المعارض
..............................
¥