هو الشيخ الشاب راكان بن عبدالله بن صالح الشبعان ,ولد في السنة الخامسة من عام ألف وأربع مئة للهجرة على صاحبها الصلاة والسلام. يرجع نسبه رحمه الله إلى قبيلة تميم تلك القبيلة التى حافظت على موطنها في إقليم نجد واستقرت واستوطنت وتركت حياة البدو واشتغلت بأوجه النشاط الأخرى من زراعة وتجارة وهي من القبائل المعروفة المشهورة ,والتي برز منها جملة طيبة من المشايخ, والعلماء وكان من أبرزهم المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب ,,,وأحفاده الكرام ,والشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
نشأ راكان رحمه الله في بيت صلاح وفضل ,وقيّض الله له ,أبوين كريمين صالحين ,فنشأ رحمه الله على أخلاق حسنة ,وسجايا حميدة.وكان له إخوة كرام مشهود لهم بالفضل والصلاح ,منهم من قضى نحبه ,ومنهم من ينتظر, رحم الله ميتهم وحفظ حيهم.
كان راكان رحمه الله يتمتع بصفات حميده ,وأخلاق كريمة, يشهد له بذلك القاصي قبل الداني ,وكان رحمه الله محباً للخير, حريصاً على اقتفاء السنة ,سخي اليد ,صادق اللهجة, عفيف النفس. محباً لأخوانه. باذلاً لهم كل مايملك, وكان رحمه الله حلو المجلس, جميل المعشر , طيب الكلام , حسن السمت ,كثير الحياء ,يعلوه وقار أهل العلم ,وكان متحدثاً لبقاً, ومنصتاً بارعاً, متواضعاً. لايأنف من قبول الفائدة ولو ممن كان يصغره سناً وعلماً, وكان عفى الله عنه دائم النصح لأخوانه بأسلوب طيب يأسرك جماله, وبهائه ,ويعرف هذا الإخوة اللذين كان يراسلهم أخي راكان رحمه الله ..
جوانب من عبادته رحمه الله:
كان أخي راكان رحمه الله شاباً ناسكاً عابداً لله ,معظماً لشعائر الله ,حريصاً على أوامر مولاه ,ساعياً ,في اجتناب نواهيه ,وكان شديد الحرص على الصلاة , يحزن كثيراً رحمه الله , ويتألم على فوت صلاة جماعة, ويبدو ذلك الحزن واضحاً على محياه, رحمه الله
ومن الصفات البارز فيها راكان التبكير للصلوات فما يكاد المؤذن أن يؤذن إلا وراكان في المسجد ,وكان إذا لم تكن عنده خطبة يأتي للجامع في وقت مبكر من الساعة الثامنة تقريباً.
ومن الصفات التي كانت بارزة فيه رحمه الله حرصه على القرآن, وحرصه على تلاوته ومراجعة حفظه ,وهو رحمه الله يحفظ القرآن عن ظهر قلب ,وكان ضبطه وإتقانه له عجيباً, ومن حرصه رحمه الله على القرآن أنه في مرض موته الأخير كان يطلب مني أن أقرأ عليه القرآن ,وهو يستمع مني فربما أخطأت في الآية, فأُفجا به يصحح لي ويرد علي ,وهو في حالة يرثى لها ,ولا يحسد عليها ,ولكنه القرآن أيها الإخوة حين يجري في دم الإنسان, ويصبح قائداً له ..
ومن روائعه عفى الله عنه: ورعه الشديد العجيب عن كل مشتبه ولسان حاله قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه "
وقد عُرض عليه القضاء ,فأبى ,ثم بدا له أن يستجيب ,ولكن ورعه ما أغمض له جفن ,وما استراح له بال فرحل إلى مكة يطلب النجاة من السكين التي وجهت له ولم يغمض له جفن حتى أعفي من القضاء ثم نام قرير العين ,وكنت إذا سألته يقل لي:لست أورع من سفيان .. يعني الثوري رحمه الله
ومن الجوانب البارزة فيه حرصه على صلاة الليل ,وكان شأنه فيها عجيباً, وحرصه عليها أعجب ,فلا تكاد تفوته تلك الصلاة ,ولو في أحلك الأوقات, وكذلك كان في مرضه الأخير حريصاً على صلاة الليل ويصلي ركعة ,أوثلاث ,حسب وسعه رحمه الله
ومن الجوانب أيضاً حرصه على السنن الرواتب ,ولا أذكر إلى ساعتي هذه أنه فوّت سنة واحدة, وكان كثير الذكر لله ,لسان حاله قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطب بذكر الله
كذلك من الجوانب البارز فيه رحمه الله, صدقه في القول والفعل ,وهذه صفة يشهد له بها الجميع , وهذه صفة ليست بالهينة كما يظن البعض ولكنها صفة عظيمة تفتقر إلى توفيقٍ وتسديدٍ من الله تبارك وتعالى.
ومن السجايا الجميلة في أخي راكان رحمه الله ,حرصه على إخفاء الأعمال التي كان يعملها يبتغي بذلك وجه الله ,فمن ذلك مثلاً:-
الأعمال التي قد بدأ بها في المحافظة التي كان يدرس بها في مدينة العلا في شمال المملكة , وكذلك الأعمال الخيرية التي كان يقدمها لأهالي القرية التي كان يصلي بهم التراويح ,وأيضا المساعدات التي قدمها ًلبعض أهالي الحي الذي كان يسكن فيه ,
¥