ومن ذلك أيضاً محفوظاته التي كان يحفظها , و مقروءاته أيضاً ,فقد كان شديد الحرص على ألا يعرف ذلك أحد, يريد ألا يطلع عليها إلا الله.
ومن شمائله رحمه الله السعي في محاولة نصرة الأمة وإعادتها لمجدها وعزها ,عن طريق الدروس ,والخطب والمحاضرات, وكان رحمه الله شديد التأثر بواقع الأمة الإسلامية كثير الدعاء والابتهال بأن يعيد الله لهذه الأمة مجدها وعزها ,
وكان شديد الغيرة على محارم الله ,ولا يجامل في دين الله أحد ولو كان اقرب قريب ,وهذه صفة يشهد له بها من جالسه رحمه الله
فاللهم ارحم راكان وارفع درجته في المهديين ..
**حرصه على العلم ...
كان راكان رحمه الله ,أعجوبة في حرصه على العلم الشرعي ,وسعيه في تحصيله.
فقد كان رحمه الله , يلحق الليل النهار ,والنهار الليل ,في سبيل إدراكه ,ونيله.
لا يمل ولا يكل في تحصيله ,والعكوف عليه, ولعل الإخوة اللذين ذهبوا معنا في الرحلة الدعوية ,في عام 1429هـ يتذكرون مواقفه رحمه الله, وكيف أنه كان مولعاً بالعلم ,ومرحباً به ,في أي لحظة ,لا يفرق بين ليل ونهار ,بل كان العلم هو هُجيراه في كل آن.
وكان رحمه الله حريصاً على وقته أيما حرص ,مستغلاً كل ثانية تمر به ,في تحصيل العلم, وكان كثيراً ما يتألم أمامي على فوات نصف ساعة, أو أقل ,بلا تحصيل ,وكنا, إذا ذهبنا في السيارة لحضور درساً ما, يكون وقتنا مقسماً على القراءة, والمدارسة ,ومراجعة محفوظ, ولا يمر الوقت هكذا مر السحاب ,وكنت أنا بطبيعة النفس أملُ أحياناً, سيما إذا رجعنا من درس ما, فكان كثيراً, مايقل لي, اتعب الآن وارتح لاحقاً, ولا يسمح بذهاب الوقت سدى, وإذا رأى أني متعب ولارغبة لي بالمدارسة ,لا يتوقف هو بل يكمل طريقه في التحصيل , إما بالقرآة, أو بالمراجعة لمحفوظ,
فأظل أرمق نشاطه وهمته, وأتعجب من هذا الجبل الذي أمامي وهذه الهمة الفولاذية ,وما هي إلا لحظات حتى يبعث بي النشاط مجدداً ,فأكمل معه المشوار.
وكان حرصه على حضور الدروس عجيباً لافتاً للانتباه.فقد كنا نحضر سوياً مجموعة من الدروس لبعض المشايخ ,خارج المحافظة ,ولا أذكر أنه تغيب إلا لظرف هام ,لايمكن تأجيله ,ويشهد له بهذا المشايخ اللذين درس عندهم.
وإذا قُدر أنه غاب عن الدرس فحتماً سيتصل علي بعد الدرس مباشرة ,ويسأل عن الدرس ويطلب مني تزويده بما تم طرحه ,وإن غبت أنا أيضاً, سعى في تحصيل الدرس بأي وسيلة ,المهم ألا يفوته شيء,
وكان أحياناً خاصة في الفترة الأخيرة ,يحضر الدروس.عن طريق الشبكة العنكبوتية , وكم كان ألمه شديداً عندما عين في منطقة لا يستطيع خلالها حضور وسماع الدروس ,وأذكر أنه أرسل لي رسالة مفادها. أقسم بالله أن من فرّط بالدروس سيندم أيما ندم,,
وقد كانت شخصية راكان تأثرت بأعلام عده, هي التي ساعدت في تكوين شخصيته العلمية الفذة. فابرز من تأثر بهم رحمه الله:-
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد تأثر به في الجانب العقدي كثيراً.
الشيخ محمد بن عبدالوهاب.وقد تأثر به في طريقته في الدعوة وصبره ونشره للعلم.
الشيخ محمد بن عثيمين وقد تأثر به راكان بعدة جوانب ,أهمها اعتناءه بالدليل وتسهيله الفقه, وموسوعيته العجيبة,
وممن تأثر بهم أيضاً الشيخ المحدث سليمان العلوان , وقد تأثر به في اهتمامه بأحوال الأمة الإسلامية وصدعه بالحق وقد كان راكان كثير الدعاء له فك الله أسره.
وممن تأثر بهم راكان الشيخ إبراهيم اللاحم حفظه في نقده الحديثي واعتناءه بكلام المتقدمين.
وممن تأثر بهم راكان فضيلة الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف وكان ذلك من جوانب عده أبرزه اعتناء الشيخ بكلام شيخي الإسلام وصدعه بالحق وعدم خوفه في الله لومة لائم ,وتواضعه العجيب ,وسعيه العجيب في نشر العلم.
وقد أحب راكان الشيخ عبد العزيز حباً جماً, وكذلك الشيخ عبدالعزيز أحب راكان لمّا رأى فيه شخصية الطالب المثابر الجاد.
**محفوظاته رحمه الله:
كان راكان رحمه الله قد أتمّ حفظ القرآن.وأتقن حفظه وضبطه أيما إتقان ,ويشهد له بذلك أكابر الحفاظ عندنا هنا في المنطقة.ولاعجب فقد كان المصحف لاينزل من جيبه أبداً وكان كثير المراجعة والتلاوة ,وقد عرضه على الشيخ سعيد المصري حفظ الله.
وكذلك أنهى راكان رحمه الله حفظ الجمع بين الصحيحين للشيخ يحي اليحي وأنهى المفردات للشيخين مسلم والبخاري
وأنهى جملة طيبة من السنن بإتقان عجيب.
¥