تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الشيخ الصالح الذي رافق الفقيد أكثر من عقدين من الزمان في العمل الدعوي وإصلاح ذات البين "أن الشيخ الوهيبي رحمه الله كان داعية جوال من الطراز الأول له بصماته في الداخل والخارج , ساهم في تشييد عشرات المساجد في اليمن والسودان , وكان همه الدعوة في قرى وهجر المملكة , ولا يطلب منه شخص شفاعة إلا ولبى , ولم تعرض عليه مشكلة خلافية أو نزاع الا وسعى في حلها , ودعا الشيخ الصالح المولى عز وجل ان يرحم الفقيد ويرزق أهله الصبر.

والشيخ عبد العزيز الوهيبي من مواليد "القرائن" بمحافظة شقراء, وتخرج من قسم أصول الفقه بكلية الشريعة بالرياض , وعمل في حقل التدريس, والتحق بالعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "محتسبا" وكان له دوره البارز في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ثم انتدب للعمل في وزارة الشؤون الإسلامية , في مركز الدعوة بالرياض , وانتدب للعمل داعية ومستشارا دعويا بوزارة الشؤون الإسلامية , والفقيد تتلمذ على يد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- الذي كلفه بالعديد من المهام الدعوية , في الداخل والخارج , ونال ثقة الشيخ ابن باز الذي أوفده برسائل خاصة إلى بعض القيادات الخليجية لتوصيل رسائل دعوية , وقد قام الفقيد بتغسيل الشيخ ابن باز عند وفاته, جاء ذلك في حوار مع الشيخ عبد الله الصالح عن الشيخ عبد العزيز الوهيبي، وفيما يلي نصه:

كيف تعرفت بالشيخ عبد العزيز الوهيبي؟

- بداية نسال الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه , ويسكنه الفردوس الأعلى ويرزق أهله الصبر والسلوان , ولقد عرفت الفقيد – رحمه الله- منذ أكثر من عقدين من الزمان , وتزاملنا في مركز الدعوة بالرياض , حيث كنت مديرا للمركز , ومن يومها لم نفترق , لا يمر يوم إلا والتقينا أو تهافتنا عبر الهاتف , وتشاورنا في أمور الدعوة , فقد كانت الدعوة إلى الله كل همه , لم يكن موظف بل كانت الدعوة ورسالة التوحيد كل حياته.

ومتى كان آخر اتصال بينكما؟

- أخر اتصال كان ليلة الثلاثاء الماضي , حيث اخبرني انه مسافر في الصباح إلى الدمام لإلقاء محاضرة , واستشارني في بعض الأمور عن السكن في الشرفية , ثم كان الخبر المفجع يوم الثلاثاء بالحادث الأليم الذي توفى على أثره هو وزوجته وخمسة من بناته , وثلاثة أخريات في المستشفى بالإحساء.

كيف وقع الحادث؟

- وقع الحادث على بعد 150 كلم من الرياض – تقريبا- عندما كان الشيخ يقود سيارته مساء الثلاثاء وإذا بسيارة تريلا ليس بها أي أنوار مضيئة من الخلف فاصطدمت بها سيارة الشيخ الوهيبي من الخلف وهي بسرعتها , وكانت برفقته زوجته الأولى أم عبد الله وثمانية من بناته , فتوفي هو وزوجته وثلاثة من بناته , ونقلت خمسة إلى مستشفى الإحساء نسال الله ان يخفف عنهن, وللفقيد زوجته الثانية حفظها الله وصبرها ورزق منها بثلاثة أبناء "عبد الله 8سنوات" و"عبد الرحمن 4سنوات" إضافة إلى ابنة ثالثة.

وماذا عن دور الفقيد الدعوي؟

- كان الشيخ الوهيبي رحمه الله سباقا في ميدان الدعوة , عرفته لا يكل ولا يمل ولا يهدأ له بالا , يدعو إلى الله حيثما كان , ولا يترك فرصة إلا وذكر الناس بالخير , وبصحيح الدين , كان يجوب البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا , لم يكن موظف يرتبط بدوام , بل كانت الدعوة كل حياته.

وماذا كان يشغل همه؟

- كان همه الأول نشر رسالة التوحيد الخالص , وتعريف الناس بأمور دينهم , كانت الدعوة ديدنه الذي ملك كل نفسه , ولذلك كان الله يجري الخير على يديه , فقد كان صادقا في دعوته وفي احتسابه وفي إصلاح ذات البين.

خلال عشر سنوات رافقك في مركز الدعوة بالرياض ما الذي كان يميزه؟

- صدقه وورعه ودأبه وحرصه على إيصال دعوة الحق , فكان يومه كله دعوه في الصباح في عمله , ثم يجوب القطاعات الحكومية ناصحا وموجها وملقيا كلمات وعظية ودروس ,وفي بيته درس يومي من السبت حتى الثلاثاء , وأيام الأربعاء والخميس في جولات دعوية في القرى والهجر أو خارج البلاد في مهمات دعوية واغاثية.

مواقف لاتنسى مع الفقيد؟

- المواقف كثيرة ولا تعد أنها رفقة عقدين من الزمان ولو تحدثت ساعات ما وفيته حقه رحمه الله, وما أذكره أن كتاب الله لم يكن يفارق يده , ولا أذكر يوما سافرنا فيه ترك قيام الليل رغم مشقة السفر فقد كان يحرص رحمه الله على قيام الليل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير