تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[08 - 07 - 10, 10:24 ص]ـ

قبل قليل كان بين يدي كتاب شيق ماتع وهو:

عناية النساء بالحديث النبوي الشريف- صفحات مضيئة من حياة المحدثات حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري"

تأليف:

أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان.

فأحببت أن أشارك إخوتى في هذا الملتقى الكريم ببعض الفوائد الرائعة

-إثراءً للموضوع، ورفعاً للمعنويات (كما يقال) -

ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[08 - 07 - 10, 10:31 ص]ـ

الفائدة الأولى:

"أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم الكتابة، وذلك من خلال الحديث الصحيح؛ حديث الشفاء بنت عبد الله قالت: "دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة؛ فقال لي: " ألا تعلمين هذه رقية النملة، كما علمتيها الكتابة"

وقد نازع بعضهم في هذا الإقرار مستدلاً بحديث " لا تنزلوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن الغزل وسورة النور"!!

وهذا الحديث الأخير فيه محمد بن إبراهيم الشامي، قال الدراقطني: "كذاب"، وعلى فرض صحته؛ فهو محمول على من يخشى من تعليمها الفساد، أعني: تعليم القراءة والكتابة! وإلا؛ فالنساء من دون الصحابيات إلى وقتنا هذا يتعلمن القراءة والكتابة، وقد مر بنا جماعة من المحدثات والراويات نعتن بـ "الخط الحسن" بل ذكر الذهبي في ترجمة فاطمة بنت الحسن بن علي البغدادي العطار، أم الفضل المعروفة بـ (بنت الأقرع) (ت 480) أن المثل كان يضرب بحسن خطها، قال: "جوَّد الناسُ على خطِّها لبراعة حسنه، وهي التي ندبت لكتابة الهدنة إلى طاغية الروم من جهة الخلافة، وبكتابتها يضرب المثل"

...

ويذكرني الاستدلال بهذا الحديث على منع النساء من الكتابة بحديث آخر فيه منعهن من الرواية!! ذكره الحافظ أبو الفضل العراقي (ت 806هـ) في ترجمة محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن المعتصم الهاشمي أبو الحسن؛ قال:

"روى حديثاً كذباً؛ فهو آفته، رواه أبو بكر محمد بن الحسين بن فَتْحَوَيْه عن أبيه عن محمد بن علي بن أحمد المذكور؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثتنا أبو سعيد الأشج، ثنا عَبْدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة؛ قالت: إذا رأيتم النساء يجلسن على الكراسي ويَقُلْنَ: حدَّثنا وأخبرنا؛ فأحرقوها بالنار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان آخر الزمان يجلس العلماءُ والفقهاءُ في البيوت وتظهر النساء ويقلن: حدثنا وأخبرنا، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك؛ فأحرقوهن بالنار". هذا حديث منكرٌ ورجاله كلهم ثقات إلا محمد بن علي بن أحمد الهاشمي وهو آفته، وركب له هذا الإسناد الصحيح، رواه أبو منصور الدَّيلمي في "مسند الفردوس" عن ابن فتحويه" ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=1324440#_ftn1)) .

وعلى كلًّ؛ فالمعروف من سيرة نساء السلف الصالح –كما مضى- أنهن حظين بسهم وافرٍ جداً من الرواية والعلم والكتابة و والتدريس.

ويعجبني هنا ما كتبه الداعية السلفي عبد الحميد بن باديس شارحاً حديث الشفاء السابق.

قال رحمه الله تعالى –تحت عنوان "الأحكام والفوائد"؛ أي: المستنبطة من الحديث- ما نصه:

" ... وفيه تعليم النساء الكتابة، واستدل به على ذلك جماعة من الأئمة؛ منهم الخطابي في "شرح السنن"، وصاحب "المنتقى".

وأقوى منه في الاستدلال العمومات القرآنية المتكاثرة الشاملة للرجال والنساء، فإن مذهب الجماهير وهو المذهب الحق أن الخطاب بصيغة التذكير شامل للنساء إلا بمخصصٍ يخرجهن من نصٍ أو إجماعٍ أو بضرورة طبيعية لأن النساء شقائق الرجال في التكليف، ولا خلاف في أنه إذا اجتمع النساء والرجال ورد الخطاب أو الخبر مذكراً على طريقة التغليب".

وتأمل قول الله تعالى: (وليكتب بينكم كاتب بالعدل) [البقرة: 282]، وقوله تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء) [البقرة: 282].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير