ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:14 ص]ـ
ابن الجوزي يحاسب نفسه!
قال رحمه الله في صيد الخاطر:
تفكرت في نفسي يومًا تفكر محقق، فحاسبتها قبل أن تحاسب، ووزنتها قبل أن توزن، فرأيت اللطف الرباني: فمنذ الطفولة وإلى الآن أرى لطفًا بعد لطف، وسترًا على قبيح، وعفوًا عما يوجب عقوبة، وما أرى لذلك شكرًا إلا باللسان!
ولقد تفكرت في خطايا، لو عوقبت ببعضها؛ لهلكت سريعًا، ولو كشف للناس بعضها، لاستحييت.
ولا يعتقد معتقد عند سماع هذا أنها من كبائر الذنوب، حتى يظن في ما يظن في الفساق؛ بل هي ذنوب قبيحة في حق مثلي، وقعت بتأويلات فاسدة فصرت إذا دعوت، أقول: اللهم! بحمدك وسترك علي اغفر لي!
ثم طالبت نفسي بالشكر على ذلك؛ فما وجدته كما ينبغي. ثم أنا أتقاضى القدر مراداتي، ولا أتقاضى نفسي بصبر على مكروه، ولا بشكر على نعمة.
فأخذت أنوح على تقصيري في شكر المنعم، وكوني أتلذذ بإيراد العلم من غير تحقيق عمل به.
أف لنفسي! وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم، وما عبق بها فضيلة، إن نوطرت، شمخت، وإن نوصحت؛ تعجرفت، وإن لاحت الدنيا؛ طارت إليها طيران الرخم، وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف، فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتى توقر في المخالطة عيوبًا تبلي، ولا تحتشم نظر الحق إليها، وإن انكسر لها غرض؛ تضجرت، إن أمدت بالنعم؛ اشتغلت عن المنعم!!
أفٍ والله مني، اليوم على وجه الأرض، وغدًا تحتها! والله، إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب!
والله، إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني، كيف يسترني، وأنا أتهتك،
ويجمعني وأنا أتشتت؟! وغدًا يقال: مات الحبر العالم الصالح، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي، ما دفنوني.
والله، لأنادين على نفسي نداء المكشفين معايب الأعداء، ولأنوحن نوح الشاكلين للأبناء، إذ لا نائح لي ينوح علي لهذه المصائب المكتومة، والخلال المغطاة، التي قد سترها من خبرها، وغطاها من علمها.
والله، ما أجد لنفسي خلة أستحسن أن أقول متوسلًا بها: اللهم! اغفر لي كذا بكذا.
فوا حسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضا! وا حرماني لمقامات الرجال والفطناء! يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، وشماتة العدو بي! وا خيبة من أحسن الظن بي إذا شهدت الجوارح علي! وا خذلاني عند إقامة الحجة! سخر -والله- مني الشيطان، وأنا الفطن!!
اللهم، توبة خالصة من هذه الأقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من الأكدار، وقد جئتك بعد الخمسين، وأنا من خلق1 المتاع، وأبى العلم إلا أن يأخذ بيدي إلى معدن الكرم، وليس لي وسيلة إلا التأسف والندم؛ فوالله ما عصيتك جاهلًا بمقدار نعمك، ولا ناسيًا لما أسلفت من كرمك، فاغفر لي سالف فعلي.
جزاك الله خيرا شيخي جهاد.
نقل موفق جزاك الله خيرًا، ولكن به قطع لبعض الفقرات.
فليتك ذكرت هذا جزاك الله خيرًا، أو أكملت النص كاملا بتمامه.
وسبحان الله أشعر أن هذا الكتاب به نوع من أنواع السحر، إذا ما أردت أن أبحث عن موضوع معين كنت وقفت عليه من قبل، فإذا بي أظل أقلب صفحات الكتاب وأقف مع وقفاته وخواطره، وتشدني شدًا عجيبًا، وتأخذ بلبي وفؤادي آخذًا.
اللهم غفرًا
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:22 ص]ـ
اذا كانت لي الحرية في التصديق فأنا لا اصدق مثل هذه الامور، وتحكيم العقل مع الن
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[12 - 07 - 10, 08:08 م]ـ
المصلحى وأبا نصر إنما يتكلم الرجل عن خبر يخبركم به لا عن مسألة اجتهادية نظر فيها وحكم فيها بقول.
فهو غير معصوم لكن صدقه متحقق عند أهل العلم .. فهذا هو الظن به وليس يعلم أن أحدا كذبه، فهل تكذبونه؟
أما عن عدم نقل كتب التواريخ لمثل هذا الكلام، فيقال هذا إن كان ذلك فى حادثة واحدة بحيث تسمع بها الدنيا كلها.
وقد نقل الأئمة هذا الكلام عنه ولم يعقب عليه أحد بمثل ما علقتما، فهنيئا لكما بصنيعكما إن لم ترجعا عنه .. فقد بلغتما من الدرجة العلمية ما تستطيعان به تكذيب خبر ابن الجوزى فى حين لم يبلغه من ترجم له من الأكابر.
ارفقا بأنفسكما وبالمسلمين.
محبكم
ـ[محمدالنجار]ــــــــ[13 - 07 - 10, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
لن تموت أمة فيها مثل هؤلاء
فمن يريد أن يكون سببا فى بقائها
من
يريد أن يكون أنفع الناس للناس كنزك عمرك زادك التقوى والله الولى
فلا تعجز
ـ[المصلحي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 12:56 ص]ـ
الاخ محمد البيلي:
بارك الله فيك
لالالالا ... ليس المقصود رمي ابن الجوزي بالكذب
فهو عالم من علماء المسلمين
شهد له بذلك العلماء
لكن المقصود:
ان الخطأ ليس محصورا في الكذب
فهناك عوارض بشرية كثيرة تطرا على النفس الانسانية تجعلها تبالغ في بعض الامور
وهذا لايسلم منه لا العلماء ولا غير العلماء
فهذا قصدي بقولي انه غير معصوم
اي غير معصوم من هذه العوارض
ثم اني لم احصر ذلك في هذا المجال
بل جعلت استبعاد ذلك له مجال اخر وهو عدم ثبوت ذلك عنه فقلت ان الكتاب لم يتكفل الله بحفظه فحصل غلط عليه من النساخ
فانا طرحت احتمالين
واما الطوارئ التي تطرا على الانسان فكثيرة
ولهذا سال بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نكتب عنك وانت تقول في الغضب والرضا فقال اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه الا حقا واشار الى فمه الشريف صلى الله عليه وسلم
ومن الدعاء الماثور (واسالك قول الحق في الغضب والرضا)
ومشاكل الانسان كثيرة
فلم نستبعد وجود المبالغة من العالم وهو بشر؟
القصد ان نكون واقعيين نوعا ما.
لك التقدير موصول
¥