تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:04 م]ـ

دراسة المسائل الخلافية: (للشيخ/ محمد بن محمد الختار الشنقيطي

هل يستحب لطالب العلم في دراسته للفقه التوسع في مسائل الخلاف وأقوال العلماء؟

الجواب:

نعم إذا أراد أن يتشوش ويتعب ويضيع يتوسع، العلم حينما يؤخذ الفقه يؤخذ بالتدرج يبدأ بمذهب بالدليل ويأخذه ويؤصله ويراجع المرة تلو المرة، ويقرأ في هذا الذي سمعه من الشيخ أو قرأه في الكتاب يقرأه المرة بعد المرة لأنه سيسأل أمام الله- U- ، كل درس يحضره طالب العلم يسمع فيه حكماً شرعياً فقد تحمل أمام الله المسؤولية عن أمة محمد- r- في هذه المسألة، لا يحسب أحد أنه إذا حضر مجالس العلماء أنه من باب إضاعة الوقت والتفكه والتندر أبداً، هذه المسألة تسئل عن حفظها وضبطها خاصةً إذا كنت من طلاب العلم المتخصصين فيجب عليك إتقانها، فالمشكلة أن بعض طلاب العلم بمجرد ما يأخذ هذه المسألة يذهب إلى أقوال العلماء وبحثها في المطولات فيدخل في بحر لا ساحل له، طالب العلم أول ما يبدأ بالتأصيل ويبدأ بصغار العلم قبل كباره، فيأخذ من شيخه الزبدة والدليل، ثم بعد ذلك إذا جاء أحد يشوش عليه بقول يخالف يسكته يقول له: أنا هذا الذي أعرفه هذا الشيخ أدين الله- U- مثلاً متمكن في علمه اعتقد قوله بالدليل لأنك ستقف بين يدي الله وتعتقد شيئاً بالدليل، الممنوع أن تتعصب لشيء بدون دليل، فإذا قال لك الشيخ حكماً بالدليل تبقى عليه فإن جاءك شخص يشوش عليك بقول آخر بدليل آخر، قل له: والله أنا ما بلغت درجة الاجتهاد حتى أعرف هل هذا الدليل يصح أو لا يصح؟

ممكن يكون الحديث في الصحيحين لكن دلالته ما هي صحيحة، وهذا ليس خاصاً بالمسائل حتى الفتاوى، الحوادث الآن التي تقع تجد فتوى عن علماء أجلاء يذكرون قولاً ثم يأتي شخص ويعقب هذه الفتوى بعشرات الأحاديث والآيات، والله لو تأمل المتأمل لوجد أنها لا علاقة لها بهذه المسألة التي أفتي فيها لا من قريب ولا من بعيد، والسبب في هذا أن البعض يغتر، بعض الأحيان مسألة يؤصلها العالم بأدلتها وحسن النظر فيها وهو يعرف كيف يفتي ولا يمكن أن تتجاوز الفتوى فيها خمسة أسطر، ويأتيك شخص يؤلف كتاب فيها، لأنه يجمع من هنا ويجمع ومن هناك ويأتي بأقوال العلماء ويسردها ويفهمها بفهمه، ويؤولها بتأويله ويصوغها على حسب ما ظهر له، وأما العالم التحرير فإنه يعرف ما الذي يقول، ويعرف ما هي أصول الفتوى، وكيف يخاطب الناس في فتاويه وكيف يؤصل لأنه يعرف أن كل كلمة محسوبة وأن كل عبارة يمكن أن تؤول ويمكن أن تصرف، فلذلك لا يتشتت طالب العلم، فإذا وجدت إنساناً تثق بدينه وأمانته وعلمه، أو شهد له أهل العلم أنه أهل من المتقدمين أو المتأخرين أو المعاصرين ودرست على يده وأخذت على يده فأنت تبقى على قوله بالدليل؛ لكن اضبط هذا الذي تسمعه.

المشكلة أن طلاب العلم بعضهم لا يضبط الذي يسمعه ينشغل بشيء آخر فيقرأ كتباً كثيرة ثم يقول: والله أنا ما استطيع أن أركز، عدم المنهجية وعدم وضوح الطريق الذي يسير عليه طالب العلم وثق ثقةً تامة أنك حينما تلخص كل درس وتلخص أحكامه بالأدلة وتعتقد هذه الأحكام بدليلها وتخاف من الله- U- في كل شيء تنسبه إلى الشريعة أن لا تنسبه إلا بقول عالم يوثق في دينه وعلمه حتى في الفتاوى، ليس كل شيء جاء ووجد منشورة فيها فتوى وأخذ يوزعها من باب بيان الحق وهو لا يعرف هل هذا الذي افتى بها إنسان من أهل العلم أو لا؟ ‍ أو إنسان يوثق بدينه وقد تكون في المعضلات وفي المسائل التي يقف عليها مصير الأمة دون روية، والمشكلة أنك لا تشك أن من يفعل هذا أو يَتّبع هذا أنه يريد الحق والخير، والمشكلة حسن العاطفة الخوارج رفعوا القرآن على أسنة الرماح وقالوا لعلي لا حَكَمَ إلا الله ‍ أحد يستطيع أن يرد هذا القول؟ هل يستطيع أحد أن يرد على شخص يقول لا حكم إلا الله؟ ‍ ماذا قال علي- t- : كلمة حق أريد بها باطل " فرسوخ علي- t- الذي كان يقال: إنه آية في الفقه- t وأرضاه- ملهماً في فقه القضايا حتى كان عمر- t- يستعيذ بالله من قضية لا يحضرها أبو الحسن، إذا جاءته النازلة أول ما يلتفت إلى علي- t وأرضاه- مما أوتي من الفهم مع ذلك يرفعون له القرآن ليس كل شخص يأتي أو كل قول تجده في المطولات يخالف قولك الذي درسته معناه أنه انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير