تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليك أن تتريث وهل تعلم أنه لو سكت عالم يريد أن يستبني الأمور ليس معناه أنه جبان أو خائف، موسى- u- يواعده الله- U- أربعين ليلة ثم يأتي ويأخذ برأس أخيه وبلحيته يجره لما عبد قومه العجل وأخذ برأسه أخيه يجرءه إليه ويصيح عليه هارون ويقول: {يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي} وبين له عذره فقال: {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}، {إِنِّي خَشِيتُ} خاف الفتنة {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي} هذا نبي من أنبياء الله- U- ماذا كان بعدها؟ {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ} ليس كل سكت معناه أنه خايف أو جبان، من يسكت خوفاً من الله أن يوقع الأمة في خطأ وخلل ومن يأتي بالأصول والثوابت ليس كمن يطلق العنان لنفسه في الفتاوى ولا تحسب أن كل فتوى يقال فيها تبرير الأشياء أنها هي الحق والصواب، وما بلغتَّ مبلغ العلم، وكم من أحاديث سردت في تبرير بعض الأشياء والله لا تمت إلى الأمر بصلة، هناك مسائل واضحة عند العلماء في مواجهة الكفار للمسلمين قواعدها معروفة ومسائل الجهاد وأدلتها وأصولها واضحة مضبوطة ما فيها أي إشكال، والمسائل المستثناة لها ثوابت، وهذه المسألة أقسم بالله لو عرضت على عالم جهبذ من علماء المسلمين لجثى على ركبتيه خوفاً من أن يقول فيها على الله- U- ، ومع ذلك تجد من لا يبالي، نحن نقصد نوعية وإن كانت قليلة وشاذة وأرجو من الله أنهم حسينين النية ولا نحب أن أحد يأخذهم عن سذاجة ننبه على هذا لأنه أمر مهم جداً، وليس معنى السكوت على بعض الأشياء أن المراد بها كتمان الحق لا والله أبداً وإن من أهل العلم من نعرف من دخل في العلم وروحه في كفه، وعليك أن تعلم أنه إذا كان حبك للحق وحماسك للحق يدعوك إلى هذا فاعلم أن هناك من أهل العلم من هو أسبق منك إسلاماً والتزاماً وغيرة لله ورسوله فاتقي الله في نفسك، فكل واحد حري به أن يتقي الله- U- ، وأي شيء يشوش به على علماء أجلاء في منشور أو فتوى فليعلم أنه سيسأل أمام الله- U- عن تفريق كلمة المسلمين وشتاتهم وحتى ولو على أقل تقدير أنها مسألة اجتهاديه، والأمة رجعت إلى علماء معتبرين منصبين للفتوى فأفتوا فيها فهم المسألون أمام الله- U- ما الداعي أن يأتي شخص ويشكك فكل الذي نريده في قضية منحصرة وهي هذا التشويش الذي كلما حدثت عندنا مسألة نراه، وكلما حدثت عندنا فتنة نجد طائفة - وإن شاء الله - أنها قلة قليلة وأرجو من الله أن عندهم حسن نية، وبعضهم عن سجاذة يعني عن حسن نية ويقال له: هذا حق وخذ وانشر، حتى إن بعضهم يأتي إلى بعض المشايخ ويكتب له في المحاضرة اتقي الله ولا تقل إلا الحق سبحان الله العظيم!! يعني أصبح أهل العلم سجذ يوجهون من عوام، - يا إخوان - هناك كلمات جارحة لأهل العلم والله لا تُشتكى إلا إلى الله- U- ، وهناك تصرفات من بعض الناس يحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم، فلا تجرحوا أهل العلم بهذه الأمور ولا تجرحوا كبار العلماء بالطعن فيهم، ولا تجرحوهم بالانتقاص ونسيان فضلهم ونسيان معروفهم، حرام هذا فنحن والله نحبهم في الله ونحب ما يكون منهم من الخير للأمة ولا نرضى لأحد أن يزعزع ثقة الناس بهم، وهم بشر يخطؤن ويصيبون؛ ولكن نرجو من الله ما يكون منهم من الصواب أكثر مما يكون منهم من الخطأ ولا ندخل في نواياهم، وعلى كل حال أسلم تسلم، أسلم تسلم في دينك ودنياك وآخرتك إنك لو لقيت الله- U- فكل ما جاء شخص يخوض في هذه المسألة قلت اسكت وإلاّ قمت عنه ما ضرك هذا شيئاً، ولست مسؤولاً أمام الله- U- أن تعتقد هذا الأمر ماهو فرض عين عليك، ولذلك عليك أن تأخذ بالسلامة وكل الذي ننبه عليه حفظ حرمة العلماء، كما كنا بالأمس ننهى أحد أن يتكلم فيهم كذلك ننهى اليوم أحد أن يمس حرمة العلماء؛ لأن الكلام في العلماء ثلمة في الإسلام، ونزع ثقة الناس من العلماء ثلمة في الإسلام، وطعن العلماء من وراء ظهورهم ثلمة في الإٍسلام، ولذلك نقول ينبغي التريث ما أمكن وعدم الاستعجال، - وإن شاء الله - ستنجلي الأمور وكما ذكرنا لابد لليل من فجر، وعليك أن تعلم أن للعلماء ما يبررهم بينهم وبين الله- U- ، واعلم أننا قرأنا سيرة السلف الصالح-رحمهم الله-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير