أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5

ووجدنا عجباً والله إن بعض القصص في بعض الفتن لو رأيتها لاتهمت صاحبها بأنه خائف ذليل وأنه ما أراد أن يصدع بالحق ثم يشاء الله أن ترجع الناس إلى فضله ونبله يقول عمرو بن العاص- t- وقد حدثت الفتنة بين علي وعثمان، وحدثت الفتن بين الصحابة يقول: قد كانت فتن ما نجى منها إلا عمر وابنه عبدالله بن عمر، عبدالله بن عمر لم يدخل في الطائفتين لا في طائفة علي ولا في طائفة عثمان مع أن أهل السنة والجماعة أن الحق مع علي، فإذا حصل نزاع بين العلماء هذا إذا كان الذي يخالف من أهل العلم المشهورين؛ لكن أن يأتي علماء مبرزين ونظروا وأفتوا فهذا شأنهم ولا تشوش على الأمة وعلينا أن تكون عندنا المنهجية وتكون عندنا ضوابط.

الوصية الأخيرة: إياك أن يضرك قول القائلين وإرجاف المرجفين، فكم كنا مع علمائنا ومشايخنا يفتون في المسائل ويبينون الحق في النوازل فسمعنا من القيل والقال ومن الترهات ما لا يعلمه إلا الله- U- وما بقي إلا الحق {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} ما هو الذي ينفع الناس؟ الماء، السيل يحتمل زبداً رابياً، ثم بعد ذلك يصفوا الماء ثم لا يبقى إلا الماء في الآبار والعيون فتنتفع به الأمة وقد ضرب الله المثل للعلم بالماء فدع الناس يتكلمون ودعهم يرجفون؛ ولكن إياك أن تخوض مع الخائضين أو تهلك مع الهالكين، فهذه والله وصية لي ولكم والداعي إلى ذلك أن البعض - وإن شاء الله - وبإذن الله ستنجلي الأمور وتتضح ولكن إياكم أن يدخل العدو فيفرق صفكم، ويفرق جمعكم وهذه أصول نبهنا عليها لأننا وجدنا أئمة السلف ومنهج السلف الصالح-رحمهم الله- على تقرير هذا الأصل في الفتن وما وجدنا الأمة قوية إلا بتقريره والحرص عليه، فإذا جادلك المجادلون أو أخذ معك المفتونون وخاضوا معك فيما يخوضون فتولى عنهم وأعرض فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، يقول- r- : (( تكون فتن النائم فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي)) فتأتي فتنة فتجد هذا يروج المنشورات يروجها عن حسن نية، أو عن خبث نية لا قدر الله هذه المنشورات يراها سهلة؛ لكنها طعنها في العلماء وما تورث من شتات الشمل وتفريق الكلمة عند الله عظيم، فهذا ماشي فيها وماضي فيها، وكذلك - أيضاً - من يحاول أن يُوهِّم من محبة الناس للعلماء ومن تقدير العلماء ومن احتقار فتاوى العلماء المشهورين فهذا كله ينبغي الحذر منه ونصيحة الناس فيه يرضى من يرضى ويسخط من يسخط، ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن ينصر دينه، وكتابه وسنة نبيه- r- وعباده الصالحين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم دمر أعداء الدين شتت شملهم وفرق جمعهم واجعل بأسهم بينهم يا رب العالمين، اللهم اهدنا بهداك واجعل عملنا في رضاك، واكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم يا عظيم جليل يا كريم نعوذ بوجهك العظيم من فتن المفتونين، ومن إرجاف المرجفين، ومن ضلال المضلين، اللهم اهدنا ولا تضلنا، وارحمنا ولا تعذبنا، اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقائك غير خزايا ولا مفتونين ولا نادمين ولا مبدلين، اللهم ارزقنا التمسك بالسُّنة عند فساد الأمة، اللهم ارزقنا التمسك بالسُّنة عند فساد الأمة، اللهم لا تزلزل بها اقدامنا، اللهم اجعلنا ممن ثبت عليها إلى لقاءك يا حي يا قيوم، اللهم ثبتنا عليها أحياء واحشرنا في زمرت أهلها أمواتا يا حي يا قيوم {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ @ وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ @ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:53 ص]ـ

كَيفَ تَختَصِر الكُتُب؟! (للشيخ/ عبدالكريم الخضير)

¥