تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعضهم من مشائخنا –رحمة الله عليهم- سئل عن المسألة وبعض الأحيان يسأل عن العبارات في الكتب ليشرحها فيأتي بجملة حفظت بعض الجمل وكتبتها حرفيا، ونظرت إليه بعد أربع سنوات يسأل عن المسألة إياها، وبعد يمكن أكثر من خمس سنوات يسأل عن شرح يمر على نفس هذه الجملة التي قبل أربع سنوات فوجدت أنه لم يزد حرفا ولم ينقص حرفا، العلم أمانة العلم مبني على الحفظ والرعاية ما يعطيك من رأسه، شيء حفظه عن علمائه وأداه إليك، حتى إن بعض أهل العلم ممن تقرأ بعض كتبهم وشروحهم وبعض العلماء الكبار الذين أدركناهم –رحمة الله عليهم- وجدناهم إذا تعرضوا لبعض المسائل الفقهية نسمع بعض الأشرطة لهم أو تدوّن بعض المذكرات وبعض المسائل فتأتي إلى الكتب القديمة العتيقة فتجد أن الكلام نفسه؛ لماذا؟ لأنه علم أخذ بالأمانة وأدي بالأمانة، فإذا كان طالب العلم بهذه الصفة فمعناه وهذا الذي نريد معناه أنه يبحث عن علم يضبطه ولو قليل لا عن علم لا يضبطه ولو كان كثيرا.

المشكلة اليوم في طلبة العلم أنهم يبحثون عن عشرات الدورات، ولا يلام فمنهومان لا يشبعان ويبحثون عن عشرات الدروس وبعضهم يقول أنا سأسافر وأرجع إلى بلدي فتجده عنده دروس الجامعة مثلا فيها من العلم والخير الكثير، وعنده دروس الحرم فتجده يخلط بين الاثنين بطريقة ((إن المنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع) تأتي بعد نصف السنة أو السنة الكاملة تقول له ماذا عندك يقول: والله ضائع ما أدري ماذا أفعل؛ لماذا؟ أولا قل أن تجده فتح كتابا قبل أن يأتي إلى مجلس العلم، في دورة نعم في دورة بسم الله متى بعد العصر بعد العصر خلاص بسم الله، جاء وجلس في الدورة اكتب دون أو اسمع حتى يمضي الوقت ثم يقوم لا كأن شيئاً حدث، تلك الكراسة إن كتب في كراسته رماها في دولابه، وهو لا يعلم مدى مسؤوليته أمام الله عن هذا الذي سمع، ولذلك لو أن طالب علم بحق تجده يتمنى أن ليس له بالأسبوع إلا درس واحد، لكن يحفظ فيه كل كلمة ويضبط فيه كل مسألة، ويخرج للأمة ضابطا للعلم كما خرج الصحابة الذين منهم ابن عمر الذي حفظ البقرة في ثمان سنوات وخرج للأمة فانتشرت فتاويه في أصقاع الدنيا من البركة التي وضعها الله – U- العلم بالاستكثار وعدم النظر في إتقانه مصيبة على الإنسان فيجد بعد فترة أن عنده أشرطة الدروس كلها، وعنده الكراريس مليئة لكن أين؟ هل يستطيع هذا الذي سمع باب الطهارة هل يستطيع أن يفتي في مسألة واحدة؟ هل يستطيع أن يخرج نفسه من هذا البلاء؟ والله، إن القلوب تتقرح نحاسب أهل العلم قبل أن نحاسب أنفسنا فتجده يقول والله الشيخ ما عنده إلا درس واحد، والله ما في الجامعة إلا شيخان أو ثلاثة نستفيد منهم، كأننا بلغنا القدوة في طلب العلم، علينا أن نسأل أنفسنا نحن، مالذي قدمناه؟ وما الذي فعلناه؟ وبعض المشايخ لهم شرح كامل في الفقه، إذا شرح الفقه كاملا فقد أعذر إلى الله، لكن أين طلاب العلم من هذا الشرح الآن، هل تستطيع أن تجد شيخا شرح كتابا كاملا. ويقول لك: فلان من طلابي أستطيع أن آمن وأحيلك عليه، يفتيك في هذه المسألة، أو فلان من طلابي اذهب إليه يشرح لك هذا الكتاب، لأنه طالب بحق، ولكن مصيبة إذا كانت الكثرة موجودة والقلة معدودة، كانت مجالس الشيخ عبدالعزيز رحمه الله والشيخ محمد تكتحل بها العيون من الأمة التي تحضر، لكن أين الذين خلفوا؟! وأين الذين أبقوا لهذا العالم الجليل، الإمام، الذي قدم للأمة علمه حتى تكون فعلا رد له بعض الجميل على الأمة؟! حضر له دروس لا تحصى له كثرة، ولكن ما أبقى شيئا، إلى متى؟! نحن ما نبحث عن أن يكون عندنا والله عشرون يوما دورة، خمسون يوما دورة، حينما فعلنا دورة العبادات لأول مرة شرحناها بهذا الوجه تركنا شهر رمضان، وشوال، وذي القعدة ووافقت الاختبارات ما نستطيع. طلاب العلم إذا عندهم اختبارات بين أمرين: إما أنهم يتركون، وبعضهم يقول: هذا علم لله، وهذا للجامعة، ما يصلح هذا، نحن نريد طالب العلم أن يأخذ من الجامعة ومن الحرم، وأن يأخذ من أي عالم عنده علم وعنده حق، والله، وجدنا في الجامعة من العلم ما لم نجده في الحرم، ووجدنا في الحرم من العلم ما لم نجده في الجامعة، نحن نبحث عن حكمة وحق، فإذا جاءت أيام الاختبارات نتوقف رفقا للطلاب، لأننا نحس أننا نحملهم هذه الأمانة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير