تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمسؤولية، ونحملهم هذه الأمانة، فإذا شرحت كتب العبادات كاملة فيحتاج طالب العلم بالاستقراء والتجربة إلى ما لا يقل عن سنة مراجعة لكتاب العبادات، كتاب العبادات إذا أخذته كاملا في الفقه تحتاج ما لا يقل عن سنة، سنة بمعنى الكلمة بمعنى أنك تكتب جميع ما في الشريط تفرغه، ثم تأخذ المسائل وترتّبها، ثم تضع فهرسا لهذه المسائل، ثم تبدأ بالحفظ والمراجعة ثم تطبق على نفسك، والله، ثم والله، لا أخفي ما يجده كل من بُلي بمسؤولية تعليم الناس من الألم والحزن حينما لا يجد من يخلفه، ولا يمكن أن يتصور أحد مقدار الفرحة للعالم والأستاذ والشيخ والمعلم إذا وجده من يخلفه، رأس مال العالم في هذه الدنيا بعد تعليمه طلبة العلم، فإذا نصحوا فوالله، قدموا له يعني كافئوا وردوا له جميله، حينما يردون، العلم ما هو الثناء على العلماء وذكر أوصافهم وألقابهم وضبطهم وتحريرهم، العلم أن تنقل علمه، وأن تؤدي هذه الأمانة على الوجه الذي يرضي الله، نجد في بعض الأحيان طلابا يواظبون، وهذا ليس هنا يعني من خلال تجربتي في عدة مواضع، فتألمت وتقرّح قلبي، وما الذي جعلني لا أكثر من الدروس، آتي وأجد طالب العلم في بعض الأحيان لا يفارقني، من أسبق الطلاب، ما شاء الله، لا حول ولا قوة بالله حضورا، وتجد عنده حرصا ومحبة للعلم وضبطا له، فتجده مثلا قرأنا بابا في الطهارة والله، هذا شيء أشهد به رأيته وسمعته وعشته ليس من واحد، بل من أكثر من واحد، فتجد هذا الطالب قد حضر دروس الطهارة، في الفقه وفي الحديث، وتكرر هذه الدروس، وأعرف بعضهم من سألني في مسائل في المناسك، ومنهم من قرأ بعض المتون في المناسك، ثم أفاجأ بعد مدة، وإذا به يقول: يا شيخ، الوالد أو الوالدة أو فلان من جيراننا أو فلان من قرابتنا عنده سؤال مشكل في مناسك الحج، ما هو هذا السؤال المشكل؟ الذي قرأه والذي حضره، والذي سمعه عشرات المرات، أي حزن، هناك جروح يعني لا نلوم أهل العلم، نريد أن نستفيق من الغفلة، يعني حينما يخرج بعض الأسئلة تأتي لا يمكن سؤال يطرح في الدرس إلا وأقرأه بإذن الله U ، وأنا أوصي الإخوان أن يجمعوها، لكن وجدت بعض طلبة العلم طلبة العلم بحق، حينما تجد السؤال فعلا يدلك على أنه قرأ الدرس، وحضر، حينما تجد كما هائلا من الأسئلة ليس حول الدرس نهائيا، أو تجد أنك تقول شيء وإذا به في شيء آخر، نقول مثلا الخرص مشروع ودل عليه الكتاب والسنة يقول: ما هو الخرص الذي قال الله عنه: {قتل الخراصون} ما هذا؟! يعني هذه مصيبة نعم نقول هذا واقع، هذا شيء موجود، قبل أن نحاسب أهل العلم علينا أن نحاسب أنفسنا، والله، إن كل من يحمل العلم ويرى طلبة العلم بحق، حُفّاظا لهذا العلم، أمناء لهذا العلم، ما يغش، لما يأتي إلى درس العالم ويجلس بين يديه يشعر أنه فعلا أنه قد حضر هذا الدرس في بيته، وقرأه ثلاث مرات أربع مرات خمس مرات، كنا ندخل على طلبة العلم الصادقين في الجامعة نجد سهر الليل، ونجدهم في شدة الهاجرة، لا مكيفات ولا غيرها يتصببون عرقا وقد جاؤوا من دروس الجامعة وقد وضعوا كتب التفسير وكتب الحديث وكتب الفقه بين أيديهم، ما كان طالب العلم يجد شيئا يشغله عن العلم؛ لأنه يحس بالأمانة والمسؤولية، اليوم هو يومك، وغدا لك إن حفظت يومك، أما هذا الذي نبحث عنه حتى إن البعض يأتي يبحث فقط عن صفات الكمال، ويريد دروسا بطريقة معينة، وإن استطاع أن يجعل الشيخ يشرح بطريقة معينة نعم، لكن ما الذي قدمه، نريد أكثر من درس، نريد الخلافات والتفريعات، ثم إذا جاءت الخلافات نريد الاختصار، لماذا تشتتنا، نريد شيئا مختصرا، أصبحت الأهواء، نريد نريد ... ما تنفع، ثم النظريات هذه شبعنا منها، نريد حفظا للعلم الذي يقال: الذي تريده وتبحث عنه هل الذي يقوله حق، أو لا، وهل الذي ينطق به صدق أو لا، فإن كان حقا فاحفظه، هذا الذي نريد، أما مسألة نريد تأصيلا، نريد التوسع، يعني مثلا في بعض الشروح توسعنا، وذكرنا الخلاف وبسطنا، وفي بعض الشروح نذكر أساسيات المتن لأننا نريد أن نؤصل لطالب العلم، فنجعل دائما في الشروح، لا أريد طالب علم يقتصر على شرح واحد، ولن أستطيع أن أجعل شرحا مكررا، وإذا أعانني U وفت عليّ بفضله، فسأجعل كل شرح يكمل غيره، حتى يصبح طالب العلم يحس أن هذا العلم بفضل من الله U وليس له منتهى، ومن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير