تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم يتدرج في كتب السنة يقرأ (صحيح البخاري) و (صحيح مسلم)، (سنن أبي داود)، (جامع الترمذي)، (سنن النسائي)، (سنن ابن ماجه)، ويتوسع في علوم الحديث لأن العلوم كلها ما عدا الكتاب والسنة كلها وسائل، بما في ذلك كتب الفقه، كلها يجب أن يتخذها المسلم وسائل مساعدة، تساعده على فهم مراد الله وفهم مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة.

ولا يركن إلى التقليد الأعمى الذي ضرب بجرانه الأمة وخلفها قرونا وقرونا وصارت في مؤخرة الأمم، فوالله إن هذا التقليد لمن العوامل الشديدة التي أخرت المسلمين، أنا لا أدعو الناس أن يخرجوا من أصل التقليد، لكن الكثير الكثير من الناس يستطيعون أن ينهضوا بالأمة، ويرفعوا راية الاجتهاد على طريقة السلف الصالح، وعلى هذا الأمر استمرار الإجتهاد في هذه الأمة.

احتج الإمام أحمد ـ رضي الله عنه ورحمه ـ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" على استمرار الاجتهاد في هذه الأمة، كذلك يبعث الله في هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.

والأمة الآن بأمس الحاجة إلى علماء من أمثال أحمد وابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب علما وشجاعة وصدعًا بالحق وقمعًا للباطل، وإلا فالمسلمون إذا استمروا على هذه الأوضاع فنسأل الله العافية، ماذا سيستقبلهم من الكوارث؟

تحتاج الأمة إلى مجددين، فمن يأنس من نفسه الذكاء والفهم والوعي فعليه أن يجند نفسه ليتسنم مرتبة الراسخين في العلم المجتهدين المجاهدين الذين يبلغون رسالات الله على إثر الرسل، ولا يخافون في الله لومة لائم، فإن العلماء هم ورثة الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ.

ولا يستحق هذه المرتبة مرتبة الوراثة إلا من سلك مسلكهم في الدعوة إلى الله؛ إلى توحيد الله، إلى إخلاص الدين لله، إلى محاربة الرذائل والمعاصي والبدع، كما هو شأن المصلحين في كل مكان وزمان، فنحن لا نحتاج فقط إلى تحصيل العلم، ثم نرقد ونجمد ونموت ونهبط بالأمة، بل إلى علماء ينهضون بالأمة، ينفخون فيها روح الحياة، وأن يجنبوها طريق التقليد الأعمى والتعصب القاتل في العقيدة والعبادة والشريعة.

أعيد مرة أخرى، لا يتصدى لهذا الجهاد والإجتهاد كل من هب ودب؛ وإنما الأكفاء الذين يتمتعون بالمواهب والطاقات والعلم الواسع الذي يؤهلهم لهذه المرتبة والمنزلة الرفيعة في العلم.

فليدرك كل واحد من شباب الأمة أن الأمة بأمس الحاجة إلى هذه النوعيات الطيبة المباركة، فمن أنس من نفسه قدرة تخدم الإسلام فليجند نفسه للعلم وليتخلص من أعباء الدنيا والمشاغل، وليسخر طاقاته وإمكانياته كلها في تحصيل العلم والدعوة إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ على طريقة الرسل والمصلحين، فنسأل الله أن يهيئ ذلك لهذه الأمة، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

المصدر:

فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ[ج2 ص: 60]

ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 01:22 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 01:36 م]ـ

هل يمكننا مشاركتك يا شيخنا؟!

ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 01:18 م]ـ

تفضل ياابا عاصم في إنتظار مشاركتكم النافعة إن شاء الله

ومعذرة على تأخر في الرد فانا نادرا ما ادخل على الإنترنت في الفترة الحالية

ونتمنى من كل من لديه فائدة متعلقة بهذا الباب أن يضعها هنا لتعم الفائدة إن شاء الله

وجزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير