[كلمة حول تكميل التأصيل .. !!]
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 05:15 م]ـ
تتنوع صياغات مناهج طلب العلم ... والنتيجة واحدة ...
وأغلب الطرق متقاربة تقريبا ...
إن لم تكن ... نسخا متكررة ....
وتتوقف مراحل التأصيل ـ لدى البعض ـ عند المتون الأساسية في كل فن.
وهذا في نظري جيد .. ولكنه ينقصه بعض الشئ ..
وأريد أن أقول كلمة حول تكميل التأصيل ..
وهي تتركز حول نقطتين:
الأولى: الارتباط.
الثانية: التعليم.
الأولى الارتباط:
عود نفسك أن ترتبط بشئ يجعلك تواصل الطلب ولاتنقطع ... وتثابر ... وتحضر ... وتراجع ... وإن طال الزمن ... وطالت المشقة.
وسأدلك على طرق للارتباط تكون هي كالأمثلة وليست للحصر منها:
1ـ إذا أعلن عن درس فاتفق مع الشيخ أن تكون أن تكون أنت قارئ الدرس ..
تستفيد مايلي:
1ـ المواظبة التامة.
2ـ التحضير ولو بقراءة المتن حتى لاتخطئ أمام الأقران ... وربما دعاك حب الاستطلاع .. إلى أن تفهم كلمة غريبة .. أو مسألة غامضة ... فتراجع الشروح ... حتى ربما أنك حضرت أغلب مسائل الدرس من ذلك ... فتأتي للدرس ... وكلك شوق هل يتطابق تحضيرك مع تحضير الشيخ أم لا؟
ويتفرغ الذهن لاستيعاب مسائل أعمق وأدق .. وطرح أسئلة ... وكتابة ترجيحات ..
3ـ بناء علاقة متينة مع الشيخ تسهل عليك طرح أسئلتك واستشكالاتك ... وربما توصل ذلك إلى ان وربما تكون من خاصته .. فتحظى بعناية علمية تساعدك لشق مشوارك العلمي.
وإذا كانت يدك خفيفة في الكتابة، سريعة في التدوين فأظنه لايفوتك من الدرس شئ.
2ـ الارتباط بإمامة مسجد:
تستفيد أمورا كثيرة منها:
1ـتضبط حفظ القرآن أو بعضه .. بقراءته حفظا في رمضان ... وفي الجهريات من الصلوت على مدار السنة ... وكلما نوعت في المقاطع ... زدت في خشوع المصلي ... وضبطت حفظك .. وشعرت برضا عن أدائك وعملك.
2ـ ستلزمك الصلوات والإمامة لمعرفة طرف من أحكام الصلاة والمسجد ... والتقصي فيها .. حتى تعرف كيف تتعامل مع الظروف الطارئة مثل: سجود السهو، دعاء القنوت، أحكام التراويح والوتر،صلاة الكسوف، السنن الرواتب، أحكام المسجد ..
وكم عرفت من الشباب ممن أحكم فقه كتاب الصلاة كله بسبب الإمامة.
3ـ سترد إليك إشكالات واستفتاءات من العوام ـ لثقتهم أن كل إمام لديه علم شرعي ـ فتدعوك هذه إلى التشمير عن ساعد الجد لسد هذه الثغرة.
3ـ الارتباط بحديث المساجد سواء في رمضان أو غيره والتي تكون في الأغلب بعد صلاة العصر وقبيل صلاة العشاء أو بعدها
وهذا يكون بالاتفاق مع إمام المسجد:
تستفيد مايلي:
1ـ التعرف على الكتب وأهلها وأيها أصلح للقراءة ... وربما دعالك ذلك أن تزور العلماء لتستشيرهم حول هذا المشروع.
2ـ إفادة الناس ... والقيام بواجب الدعوة والإصلاح.
3ـ قراءة كتب العلماء من أحاديث نبوية ... والمرور على المطولات ... كمن يقرء صحيح البخاري أو مسلم أو صحيح الترغيب والترهيب للألباني في العصر والعشاء في تفسير ابن كثير ... أو فتاوى ابن باز أو العثيمين ... هذه كتب قد لايتمكن الطالب من قراءتها لوحده.
4ـ التعود على مواجهة الجمهور.
5ـ كثير من الطلبة ـ بعد مايقطعون شوطا بذلك ـ يجره الكتاب ويثير اهتمامه .. (أو يفتح شهيته) .... أن يعلق على عبارة، او يوجه توجيه تربوي، أو يشرح مسألة مهمة، وهذا فيه فائدة في تعلم الخطابة والإلقاء.
6ـ ومع التمرس في ذلك ... يلفت انتباهه أن يبحث في صحة حديث، أو يخرجه، أو يعرف معناه فيراجع شرحه، أو مسألة فقهية، تثيره فيراجع لها الشروح ...
وكم في ذلك من مصالح وفوائد تصقل روح الطالب بالعلم ... لايمكن يحصلها طالب العلم العادي.
4ـ الارتباط بخطبة الجمعة خصوصا في القرى:
وفوائدها تربو على فوائد التحديث في المساجد.
5ـ الارتباط بمذاكرة العلم مع كل طالب علم تلقاه أو شيخ اجتمعت به:
وهذه تكلم عنها العلماء السابقون وأنها من روافد العلم ورأيت الكثيرين لايذكرونها وللمعلمي رسالة مفردة في لقيا أهل العلم ومما ذكر:
(أن طالب العلم أذا لقي مثله فكأنما لقي كنزا فقده) أو نحوها.
خصوصا إذا عرفت آداب المذاكرة.
ووالله إن لها للذة لاتعدلها لذة إذا اتت على وجهها، وخلت من الجدل العقيم .. وحب الظهور والشهرة ..
يستفيد منها:
1ـ تحفيز لهمته إذا رأى أن غيره عنده ماليس عنده.
2ـ يستفيد علما جديدا لم يسمعه.
3ـ مجال لتصحيح تصور المسائل، وفهمها على وجهها.
4ـ التعرف على طلبة العلم من أصحابه .. وممن حوله .... فربما جالس الرجل قوما وفيهم طلبة علم، وحملة حديث، أو معهم رسائل ماجستير أو دكتوراة ... ولايستفيد منهم أي شئ .. بل لايعرف ولا قدرهم اعلمي.
5ـ إذا ذاكرت عرفت مقداره في العلم، فعرفت أي المنازل تنزله، فإذا إتاك من يشكك به، أو ينتقص قدره من العلم، رددت عليه ..... وإذا أتاك من يرفعه أكثر من شأنه ويغلو رددت عليه.
هذه أمثلة فقط ... وماتركت ربما أكثر مما ذكرت ..
بقي الجزء الآخر من تكميل التأصيل (وهو التعليم)
سأتبعه إن شاء الله قريبا.
نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح.
¥