تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" سلوني عمَّا دون العَرش "

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 06:39 م]ـ

قيلَ: جلسَ رجلٌ في مجلس، فقال: سَلوني عما دون العرش أخبركم. فانبرى له رجلٌ ليسأله ليُريَ اللهُ الناسَ من علمه مداه، فقال: النملة التي خاطبت سليمان ذكرا كانت أم أنثى. فبُهت الذي ادَّعى، و سقط، حيث تجاهلَ المُدَّعي حقيقة {و فوق كل ذي علم عليم} ليأتيه الله بمن يُقرر له حقيقة {و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً}.

ظاهرة الادعاء بالإحاطة بكل شيءٍ من سوءات المنتسبين إلى المعارف، ومن وَصَمات العيبِ فيهم، و لا تكون إلا في حالات نادرة، حين تشعر النفسُ بأنها شَبِعت و ارتوت، و لقيَتْ من الناس من يُثبت ذلك، و لكنَّ المعارف مخاوف، فلا تدع أحدا يعتلي صهوة ضرْبِ الصدرِ بالإحاطة حتى يأتيه مِن قِبَلها من يُسقط و يَنفي، كما في قصة الزهري، إن صحت، أنه تحدث إلى صبي احتج بحديثٍ، فقال الزهري: حفظت نصف السنة و لا أعرف هذا الحديث، فقال الصبي: لعلها من النصف الذي لم تحفظه. ففي كل معلومٍ لدينا جزءٌ مجهول لدينا أيضا، كما أن القمرَ حين نراه مضيئا من جهتنا فإن له جهة أخرى ليست مضيئة، فمن رام من المعارفِ نوالاً فليقف على أدبها، فلا يتلقَّف مما علِمَه أن يكون مَصْدرَ صدوره، و لا سِرَّ سروره، و إنما ليكُن بأدب عدم الدراية ألصقَ، فهو أحق به، و إن رام غيرَ ذا سيرتقي به الحال، ربما، ليكون كحال المعري، إن صحت عنه، و لا أظنها صاحَّةٌ لنفس أبي العلاء المهذَّبة، حين أنشد أمام غلام بيتَ " لآتٍ بما لم تأتِ به الأوائلُ "، ففاجأه بسؤالٍ بريءٍ: الأوائل أتوا بثمانية و عشرين حرفاً، فأتِ أنتَ بتاسعٍ زائداً. فلم يجد مخرجاً لحرَجِه، فربما بانت السوءات على يد من لا يُؤْبَه به، و جنود المعارف مجهولة.

حين يتملَّك الشخص الرغبة في الصدور، فليكُن بما يدريه، و يُحيط به علماً، و مع الإحاطة يحتاج إلى أدب الوقوفِ بالتورُّعِ، فـ (لا أدري) حرز أمين، و من تركها " أصيبت مقاتله "، و لا يسلك أحد هذا المسلك إلا من خلالِ تهذيب نفسٍ، و سلامة قلب، و قُنعة حالٍ بأن المجهول أكثر من المعلوم، و بأنه ربما وراء الأفق شمسٌ تحملُ بهجة يوم جديد، و أن أوعية القلوبِ حمَّالة بما لا يُدرَ بعدُ.

و مع هذا كلِّه، فتلك مبادرةٌ، إن كانت من واقفٍ محيط عالم دارٍ عارفٍ مُطَّلِعٍ، من تلقاء نفسه، لا من بَوح غيرِه، فحسَنةٌ، و لكن ليلتزم الإقلالَ فالإكثارُ مِعثار، و المعارف كما أنها أنهارٌ ففيها انهيار، و إذ كانت تهَبُ نَشوةً فهي تُركِبُ نزوة، و في منائحها مِحنها.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[07 - 02 - 10, 06:12 م]ـ

ما شاء الله، لا قوَّة إلاَّ بالله.

بارك الله فيك أبا سليمان.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 06:18 م]ـ

سدَّد اللهُ مقالك , وجمَّل حالك على هذا المقالِ الطَّيِّب والوابلِ الصَّيَّبِ الذي نسألُ اللهَ أن يحيي به قلوبنا فتزهو وتثمر وتهتزُّ وتخضرّْ.

ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[07 - 02 - 10, 06:18 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 06:26 م]ـ

ما شاء الله، لا قوَّة إلاَّ بالله.

بارك الله فيك أبا سليمان.

نور شرف بدا بحضورك البهي أبا ريان، و فيك الله يبارك.

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 06:29 م]ـ

سدَّد اللهُ مقالك , وجمَّل حالك على هذا المقالِ الطَّيِّب والوابلِ الصَّيَّبِ الذي نسألُ اللهَ أن يحيي به قلوبنا فتزهو وتثمر وتهتزُّ وتخضرّْ.

و إياك أبا زيد، و آمين كثيراً.

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 06:29 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم

و فيك أخي الأكرم.

ـ[أحمد علي العمري]ــــــــ[16 - 02 - 10, 08:05 ص]ـ

بارك الله فيك يا أخي على هذه الكلمة الطيبة. ولنتذكر أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الاستزادة من شيئ واحد فقط قال تعالى: " وقل رب زدني علما ".

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[18 - 02 - 10, 11:29 ص]ـ

بارك الله فيك يا أخي على هذه الكلمة الطيبة. ولنتذكر أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الاستزادة من شيئ واحد فقط قال تعالى: " وقل رب زدني علما ".

و إياك بارك الله بك.

ـ[أبو عبد الله أحمد الجزار]ــــــــ[14 - 03 - 10, 12:12 ص]ـ

أحسنت يا أخي بارك الله في علمك

,

,

هل من مزيد

ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 11:46 ص]ـ

أحسن الله إليك وجزاك الله كل خير

وقد نقلت الموضوع في منتدى آخر

ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 11:48 ص]ـ

وقد نقلت الموضوع في منتدى آخر

قبح الله العجلة

شيخنا نسيت أن أستأذنك

فإن أذنت وإلا قمت بإزالته

زادك الله توفيقا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير