تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الوصايا العشر للشيخ العلامة عبدالله بن جبرين (رحمه الله)]

ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[01 - 02 - 10, 08:47 ص]ـ

هل من وصية أخيرة توصون لها طالب العلم؟

هذه بعض الوصايا لعل الطالب الصادق أن يتمثلبها، ويسير على ضوئها، رجاء أن يكون ذلك سببا في تفوقه ونيله من العلم ما ينفعه، وينفع غيره.

نوصيه

أولاوآخرابتقوى الله -تعالى- فإنها وصية الله للأولين والآخرين، وحقيقتها الخوف من الله -تعالى- ومراقبتهفي السر والعلن، وفسّر ابن مسعود تقوى الله ? حَقَّتُقَاتِهِ ? [سورة آل عمران، الآية: 102] بأن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلاينسى، ويشكر فلا يكفر.

ونوصيه

ثانيا: بالتواضع لله -تعالى- ولعبادالله، فإن من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر على الله وضعه، وحقيقةالتواضع أن يصغر نفسه، وأن يحتقر علمه، ولا يرى أنه أرفع من فلان وفلان، ولايشمخ بأنفه، ولا يعجب بعلمه ورتبته، ولا يذل نفسه بتعظيم أهل الدنيا، والتواضع لهملأجل دنياهم، بل يصونه عن ابتذاله وامتهانه، حتى يرزقه الله -تعالى- الهيبة في قلوبالناس.

ونوصيه

ثالثا: أن يترفع عن مجالس اللهو، واللعب، والقيل، والقال، والخوض في الباطل، كما قال -تعالى-: " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيآيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ " [سورة الأنعام، الآية: 68] وكما مدحالله المؤمنين بقوله: " وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِمَرُّوا كِرَامًا " [سورة الفرقان، الآية: 72]؛ وذلك لأن مجالسة السفهاء، والخوض معهم إقرار لهم على المعاصي والباطل، فمن استطاع أن ينصحهم ويرشدهم إلىالخير فعل ذلك، وله أجر كبير، ومن عرف أنهم لا يقبلون منه صد عنهم، وابتعد عنمجالستهم لينجو بنفسه.

ونوصيه

رابعا: أن يعز نفسه عن مزاحمة أهل الدنيا في دنياهم، سيما أهل الحرف الدنيئة والمكاسب المشتبهة التي توقع فيالحرام أو تدني منه، فإن ذلك مما يزري بالعلم وأهله، وقد ورد النهي عن تعاطي كلحرفة أو صنعة رديئة يحتقر صاحبها في أفهام العامة، لكن عند الضرورة والحاجة تباحلأجل التعفف، والبعد عن الحاجة إلى الناس، وعن بذل العلم لأجل الدنيا.

ونوصيه

خامسا: أن يحافظ على الطاعات والعبادات، وأن يواظب على جميع الواجبات، كأداء الصلاة جماعة، والمسابقة إلى المساجد، والإكثار من الأعمالالصالحة كالقراءة، والذكر، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحةللأمة، والبر، والصلة، وحسن الجوار، وبذل السلام، ومواساة ذوي الحاجات، والمسارعةإلى الخيرات، ونوافل القربات من التهجد، وصوم التطوع، والحج والعمرة، والنفقة فيسبيل الله، وتعاهد الصدقة، وأذكار الصباح والمساء، وكثرة ذكر الله في كل الحالات، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ذكره، وإظهار محبته، وتعظيم سنته، واحترام أقواله وأفعاله، ونحو ذلك مما هو من سمات المؤمنين، وأهل العلم أولى بذلك ونوصيه

سادسا: أن يحرص على التخلق بالفضائل، ومكارم الأخلاق، فينبسط للأمة، ويلقاهم بوجه طلق، ويبذل ما يقدر عليه منالنفع لهمكإطعام الجائع، وكسوة العاري، وفك العاني، وقضاءالحوائج، والشفاعة لذوي الحاجات، والسعي في مساعدة العاجزين، وبذل الجاه في نفعالمسلمينعلى حد قول الشاعر:

فرض الإله زكاة ما ملكت يدي * * * وزكاةجاهي أن أعين وأشفعا

ويستعمل مع ذلك التلطف ولينالكلام عند الإرشاد وإنكار المنكر، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الأعرابيالذي بال في المسجد، وكما عفا عن الآخر الذي سل سيفه وقال: من يمنعك مني؟ قال (الله) و لم يعاقبه، ولا شك أن هذه الأخلاق الرفيعة تنشر له سمعة حسنة، وقبولا بينالناس.

ونوصيه

سابعا: أن يتحلى بالفضائل، ويتخلى عن الرذائل، فيبتعد عن الحسد، والبغي، والظلم، والعدوان، وعن الرياء والإعجاببنفسه، واحتقار غيره، وعن التكبر، والأشر، والبطر، والفخر، والخيلاء، والمباهاةبالمنصب، وحب المدح، واحتقار من هم مثله، والاشتغال بذم الناس، وتتبع عيوبهم، والمنافسة على الدنيا وحظوظها، وتتبع عثرات العلماء للإزراء بهم، وتنقص علوم غيرهليصرف الناس إليه، فقد ابتلي الكثير من العلماء بالمنافسة والحسد كما قال الشاعر:

ينسى من المعروف طودا شامخا * * * وليس ينسى ذرةممن أسا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير