[للنقاش: لماذا تبدو الحركة العلمية والدعوية بالمغرب ضعيفة؟]
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 11:59 م]ـ
من القضايا التي تؤرقني دائما وتشغل بالي، وأود لو اجد من يشفي غليلي بخصوصها، ويروي عليلي بشأنها، ما أراه أو أتصوره من ضعف ينتاب الحركة العلمية والدعوية ببلاد المغرب الأقصى، مقارنة بباقي دول المسلمين، إني حقا أصاب بالحسرة حين أرى واقع الحال ببلاد مصر مثلا، حيث سوق العلم رائجة، والمشايخ لهم أثر وقبول بين الناس وطلبة العلم، وقد تسيدوا منابر القنوات الفضائية، وأبدعوا في تسويقها، وحيث مدارس العلم تخرج أفواجا من الطلاب والتلاميذ، وحيث تلحظ بين المشايخ ألفة و انسجاما واحتراما وتقديرا، وحيث المناقشات والمناظرات و المساجلات لا تتوقف على طول السنة، وحيث التفاعل مع كل الأحداث التي تعني واقع المسلمين وإصدار الفتاوى والبيانات والتوضيحات، وقل مثل ذلك في بلاد الشام، وبلاد اليمن، أما الجزيرة العربية فلا وجه للمقارنة، حيث المشاريع العلمية والدعوية الضخمة، والدورات والحلقات، ودور النشر والمكتبات، بل حتى ما يعني المغاربة ويخصهم كالمذهب المالكي لم يلق من العناية ما لقيه عند القطريين والإماراتيين مثلا، حقا أصاب بالحسرة حين أرى هذا التخلف عن سائر بلاد المسلمين، أحيانا يكتب المرء مقالا لو كتبه في بلاد أخرى لأقام الدنيا وأقعدها، لكن لا تجد عندنا إلا برودا ونوما وخمولا.
لقد كنت أستغرب دوما كيف أن جمعية مثلا كجمعية الحافظ ابن عبد البر بمراكش قد توفر لها مالم يتوفر لغيرها من دعم مادي وأهلية علمية وظروف ملائمة، ومع ذلك لا نجد لها إشعاعا بارزا ولا أثرا ظاهرا ولا نفوذا بالغا ولا احتكاكا بعامة الناس، أين طلبة العلم الذين تخرجوا من مدارسها طول السنين والأعوام التي قضتها في هذا الباب؟ أبن إنجازاتها العلمية ومشاريعها الدعوية حتى قبل ما وقع من الهجوم على التيار السلفي؟.
هذا ليس إلا واحدا من الأمثلة على هذا الواقع البئيس الذي يتجرعه قلبي بمرارة، فمن يعينني على فهم العلل والأسباب الكامنة خلف ذلك
أهو التسلط العلماني على مفاصل الدولة
أهو ضعف الكفاءة والأهلية
أهو ضعف الإمكانات المادية
أهو الموقع الجغرافي في أقصى بلاد المسلمين
أهي الطبائع و الأمزجة
أم تراني مخطئا في كل ما ذكرت وإنما المشكلة فقط في عدم التواصل وفي عدم وجود إعلام فاعل ومنتج
أفيدونا يرحمكم الله
ـ[أحمد سعيد سالم]ــــــــ[05 - 02 - 10, 12:12 ص]ـ
هل تسمح الحكومة لأهل السنة بإقامة الدروس العلمية في المساجد؟ وهل يوجد من العلماء والمشايخ من هو أهل للتدريس؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 12:18 ص]ـ
هل تسمح الحكومة لأهل السنة بإقامة الدروس العلمية في المساجد؟ وهل يوجد من العلماء والمشايخ من هو أهل للتدريس؟
تسمح ولا تسمح
أما الأهلية العلمية فلا أشك في وجودها
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 02:28 ص]ـ
الأمر صعب جدا و أهل العلم ليس لهم الحرية بأن ينشروا العلم الشرعي ...
نرجوا من الله تعالى أن يفرج عن أهل المغرب الحبيب الذين يُسقون من المشرق ... بكل أسف ...
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 02:38 ص]ـ
قيل لسهل بن عبد الله التستري: أي شىء أشد على النفس؟ فقال: الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب.
ـ[أم محمد]ــــــــ[05 - 02 - 10, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم
ربما الجواب بسيط وواضح لأنك مغربي تعلَم أن وزارة الأوقاف عندنا برئاسة "التوفيق " تدفع الناس دفعا للتشبت بالأضرحة ولأن وزارة الداخلية تغلق مدارس تحفيض القرآن وتفتح الخمَارات. هدا بكل أسف مغربنا الدي يسيطر فيه العلمانيون ولا حول ولاقوة إلا بالله
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 03:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي أم محمد و هذا ما نعانيه فعلا في بلادنا الحبيب و الله المستعان.
ـ[إبراهيم بن حسن]ــــــــ[05 - 02 - 10, 04:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي على طرح هذا الموضوع الذي يؤرقني مثلك و أتحسر عليه , و الظاهرة هذه أظن لها ثلاثة أسباب:
- الموقع الجغرافي فإن المغرب من الغروب فكل شيئ يظهر في المغرب يكون انتشاره و تأثيره في العالم قليل و ضعيف أما المشرق والجزيرة فهي نواة العالم فكل شيئ يظهر فيها ينتشر و يظهر.
- ولاة الأمور والحكومات هداهم الله لعدم دعمهم للاسلام الصحيح المبني على الكتاب و السنة والتوحيد.
- طبيعة الانسان المغربي فهو اقل همة من المشرقي
و الله أعلم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[05 - 02 - 10, 04:11 ص]ـ
كثيرا ما أرى حق أهل المغرب الإسلامي من رسالتنا الدعوية مهضوما، ولطالما رجوت الله أن يوفق القائمين على قنواتنا الهادفة ليجعلوا لأهلنا في المغرب وقضاياهم نصيبا من خطاباتهم الدعوية وبرامجهم الناصحة، خطابا يجعلهم يشعرون معه بمدى قربنا من قلوبهم وحملنا لهمومهم وحبنا لنصيحتهم، وإخراجهم من براثن من يتربصون بهم، وهم عندنا من أغلى الناس، ذلك أني أرانا ظلمناهم في هذي الجزئية كثيرا.
العجيب أن بعض القنوات الإخبارية العلمانية قد استبق وولى وجهته نحو المغرب الإسلامي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا) - وخصص لذلك ساعات من بثه - يناقش قضاياه وهمومه السياسية والاقتصادية، فلا تكاد تسمع عن أحبابنا هناك إلا من أفواه هؤلاء المحللين المفكرين زعموا. وإن كانوا قد أعادوا لذاكرتنا هذي البلاد، وذكرونا تلك البلاد الغالية التي حملت راية الإسلام قرون عدة، لكنا بلا شك أولى منهم بذلك وأحرى، وأنه يجب أن يحظون بأوفر نصيب من أوقات إعلامنا الإسلامي الهادف، وأراه - بنظري - من أفضل وسائل النصحية والتواصل بين مشرق الإسلامي وغربه، ومن أيسر الطرق لنشر كلام الله وسنة نبيه بين عامة الناس هناك.
كذلك لا أدري مدى إمكانية أن تقوم قوافل دعوية من الخليج ومصر والشام إلى تلك البلاد البعيدة التي يتنازعها أعداء الله وأعداء السنة في الخارج والداخل.
والله أعلم، وهو الموفق والمستعان.
¥