تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبادة الذات .... ما العلاج]

ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[15 - 02 - 10, 11:33 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله:

قرأت مقالة أثرت في كثيرا وأضعها اليوم بين أيديكم راجيا الإستفاذة من أطروحاتكم لسعة إطلاعكم و حبذا لو أضاف كل أحد منكم فائدة أو يحيل على رسالة أو كتاب عالج هذا المرض.

من عوارض الإخلاص:

عبادة الذات

هيثم الحداد

إن من أشد الأمراض فتكاً بالأفراد والجماعات المسلمة، انعدام الإخلاص، بل يمكننا أن نقول: إنه سبب رئيس لتأخر النصر والتمكين، وإنه السبب الرئيس كذلك لتفرق المسلمين وبعدهم عن الألفة والمحبة ووحدة الكلمة التي هي من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.

ذلك أن عدم الإخلاص نوع من أنواع الشرك، فهو إشراك غير الله مع الله في نوع من أنواع العبادة، وقد يكون هذا الشريك بشراً كما هو الحال في الرياء، وقد يكون غير ذلك.

وتكمن الخطورة الشديدة لهذا المرض في عدة أسباب منها:

أن عدم الإخلاص محبط للعمل، فلا يجني العامل من عمله إلا الحسرة والندامة، قال تعالى: ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراْ)) (1)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب) (2)، فبذلك يخسر الإنسان الخسران المبين.

كما أن عدم الإخلاص في كثير من الأحيان مرض خفي، بل خفي جداً: (إياكم وشرك السرائر، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهداً لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر) (3)، وصاحبه قد لا يتفطن إلى أنه مصاب به، بل إن صاحبه يظن أنه يحسن صنعاً، وهو من الأخسرين أعمالاً.

ومن أظهر عوارض الإخلاص وأشهرها الرياء الذي يمكن أن نُعرّفه: بأنه العمل لأجل البشر، وهناك عارض آخر يطرأ على الإخلاص لا يقل خطورة عن سابقه وربما يكون قسيماً له لكن قل من يتفطن له وهو عبادة النفس بأن يعمل العامل العمل لأجل نفسه.

فالمرائي يعمل العمل لأجل أن يقول عنه الآخرون ما يحب من الثناء وصاحبنا يعمل لأجل أن يقول هو عن نفسه ... لأجل أن يرضي نفسه، حتى يحقق الصفة التي يصفه الناس بها.

فهذا الإنسان يأخذ من الليل، ويصوم الهواجر، ويكثر من الصدقة ويحسن معاملة بعض الناس، ويبذل من وقته وماله الكثير في الدعوة، وقد ترى عليه مسحة من الزهد متزيناً بالورع لأجل من؟ لأجل أنه فلان ابن فلان الداعية أو المربي أو الشيخ، لا لأجل الله وحده، ولا لأجل أن يلقى ثواب ذلك عند الله.

قد يكون هذا غريباً لا يمكن تخيله، ولكنه عند التأمل واقع، وواقع وللأسف بين صفوف بعض المتصدين للدعوة وطائفة من المتعالمين، ولكن كيف يمكن تشخيص هذا المرض؟

بادىء ذي بدء نقول: إن العلماء يعّرفون الإخلاص بعدة تعاريف منها: أن يستوي حال الإنسان في الظاهر والباطن، فالمخلص لله وحده يعمل العمل سواء أرآه الناس أو لم يروه، أكان له حظ من حظوظ الدنيا أو لم يكن له، أكان له ميزة معينة أو لم تكن، فليس له توجه إلا لله، وليس له هم إلا الهرب من النار والفوز بالجنة، فمهما تغيرت الظروف التي حوله فلن يزيد من عمله لأجلها وكذلك لن ينقص، فالمخلص يعمل الطاعات سواء أكان هو فلاناً المربي أو الشيخ، أو لم يكن (إن كان في الساقة فهو في الساقة، وإن كان في الحراسة فهو في الحراسة) وهذا معيار لمن أراد الكشف عن وجود هذا المرض الخفي في نفسه.

ولا يظن ظان أن العمل الدعوي هو المعرض للإصابة بهذا المرض فقط بل إن كل أعمال الإنسان من دعوة وغيرها معرضة للإصابة بهذا المرض، لأنه يغزو القلب الذي هو منبع الأعمال وأساسها، فمتى ما أصيب القلب أثر ذلك على جميع أعمال الإنسان البدنية وغيرها، حتى في عبادته الخاصة من صلاة وصيام وذكر، فالمصاب بهذا المرض قد يؤدي كثيراً من العبادات، وقد خلى قلبه من نية التعبد والتقرب إلى الله بها، وحقيقة نيته وأصل دافعه لها أن هذه العبادات من صفات طالب العلم أو الداعية، فلابد من الإتيان بها لأجل أن تكتمل صورة هذا الداعية أو طالب العلم أمام نفسه، كمن حصل على منصب ديني، فإنه يبدأ بالإتيان بلوازم هذا المنصب من عبادات وغيرها، فمن عُيّنَ قاضياً مثلاً لا بد أن تكون هيئته هيئة طلبة العلم وسيماه سيماء العلماء، فإن أتى ببعض السنن بناء على ذلك فإن دافعه ربما كان لتحقيق لوازم هذا المنصب لا نية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير