تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - قمْ بترتيب أولوياتكَ في القراءة: اجْعل قراءتك حسب أولوياتكَ، فإذا كنتَ تنوي تأليف كتاب، أو كتابة بحث أومقال، فيجب أن تكون قراءاتكَ في الموضوع الذي تنوي الكتابة فيه، وهذهنصيحة مهمة جدًّا لمن أراد أن يستمرَّ في القراءة، وهو أن تجعلَ من ضمنأهدافك منَ القراءة إنتاج أفكار ورؤًى وتصورات جديدة، قد تتَّصف بالإبداعلما قرأت فيه وعنه، وذلك من خلال تأليف الكتب أو كتابة البحوث والمقالات، وهذا - من واقع التجربة والخبرة من قِبَل كثيرينَ - يدفعكَ للاستمرار فيالقراءة، وهو من أهم الدوافع فيها.

7 - حَسِّن ورَتِّب وهَيئ مكان قراءتكَ: فأنتَ سوف تقرأ وتستوعب بشكلٍ أفضل، إذا كان المكان الذي تقرأ فيهمرتَّبًا ومُهَيَّأ بشكلٍ يساعدك على القراءة، وتعتبر راحتكَ في وضعيَّةالجلوس عاملاً مهمًّا للاستمرار في القراءة، وكان علي الطنطاوي - الشيخ، والداعية، والأديب، والمربِّي الفاضل، وأحد أكابر القرَّاء العرب فيالعصر الحديث - قد رَتَّب وسائد بأحجام مختلِفة يضعها خلف ظهره، أويَتَّكئ عليها حسب الوضعيَّة التي تساعده أن يكونَ في راحة تامَّة أثناءالقراءة.

8 - إذا بدأتَ في القراءة لا تتوقَّف: اقرأ مباشرةً، ولا تتوقَّف إلاَّ لسببٍ ضروري وقاهرٍ يجبركَ على التوقفعن القراءة، وإذا انتهيتَ منَ القراءة وكان لديك أسئلة، عُد مرَّة أخرىلفصول الكتاب؛ للبحث عن أجوبة للأسئلة التي وردت في ذهنكَ، أوِ ابْحث عنِالإجابة في كُتُب أخرى، وإذا كنتَ لا تملك أسئلة، فأنتَ في حقيقة الأمرقد حصلتَ على ما تحتاج إليه، والأسئلة مفتاح خيرٍ عظيم لِمَن أرادالتطوُّر المستمر في شخصيته وتكوينه الفكري والقيادي، وأذكر أنِّي حضرتُملتقى التميز والإبداع الإداري، الذي نظمتْه الجمعية السعودية للإدارة، وعقد في مدينة الرياض في الفترة 8 - 10 صفر 1428 هـ، وكان من ضمن المشاركينفي البرنامج العلمي البروفسور مايكل ماركورت، من جامعة جورج واشنطنبالولايات المتحدة الأمريكية، والذي ألقى محاضرةً بعُنوان: “القيادة فيالقرن الحادي والعشرين: الأسئلة أولى منَ الإجابات”، ومع أن مدَّة مشاركةالبروفسور كانت ربع ساعة تقريبًا؛ إلاَّ أنها من أجمل وأروع المشارَكاتفي ذلك الملتقى، وعادتْ عليَّ شخصيًّا بفوائدَ جميلةٍ؛ وذلك لسبب يسيرٍجدًّا، وهو أنَّ المحاضَرة - وبصورةٍ أساسية - تعطي منهجًا، ولا تعطيمعلومات، ومَن يمتلك معلومات فكأنما امتلك قطعة ذهبيَّة، وأما مَنِامتلكَ منهجًا فكأنما امْتَلَكَ مَنْجَمًا منَ الذَّهَب، وما أريد أن أصلإليه من خلال هذه القصة هو التالي: مَن أراد التميُّز فعليه أن يدفعَ ثمن تكاليف أسئلة تبدأ بـ: “لماذا؟ وماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ وماذا لو؟ وهل؟ وغيرها منَ الأسئلة، ويبذلجهده، وتعبه، وعرق جبينه، وشيئًا من راحته النفسيَّة؛ للحُصُول علىإجابات لتلك الأسئلة مقابل التميُّز والتفرُّد الذي ينشده؛ لأن ضريبتهباهظة، خصوصًا مَن كان يريد نجاحًا وتميُّزًا ذا معنى حقيقيٍّ، وليسزائفًا، وفرق كبيرٌ بين المعنيينِ.

9 - رَكِّز: تذَكَّر جيدًا أنكَ تقرأ، ولديك هدف وغرض وغاية من قراءتك؛ لذا يجب عليكالتركيز في المادة المقروءة، وإذا فقدتَ التركيز والاهتمام بعد فترة منَالقراءة، يمكنكَ أخْذ راحة، أو قراءة كتاب آخر، وقد كان المفكر الإسلاميالكبير مراد هوفمان يقرأ في الكتاب الصعب فإذا أحس بالإرهاق أو التعب تركالكتاب الصعب وتناول كتاباً أسهل منه ليقرأه، والمهم هو أن تحافظَ علىمسارِكَ في القراءة، وحسب المادة التي تقْرَؤها وترجو منها الفائدةالفكرية والذهنية لعقلك، الذي يتطوَّر بشكلٍ مستمرٍّ مِن خلال القراءة، والتَّعلُّم بالطُّرق المختلفة، ولا تنسَ أنَّ القراءة أهم طرق التعلُّم؛ كما تشير إلى ذلك الكثيرُ منَ الدِّراسات.

10 - تدرب ومارس: إنَّ القُرَّاء الكبار لم يولدوا مِن بين يوم وليلة ورأوا أنفسهم قراءًعظامًا؛ ولكنهم تعبوا وبذلوا الأسباب، وتعلَّموا من أخطائهم؛ سواء فياختيار الكتب أم طريقة القراءة، وفهموا واستوعبوا الدروس من خلال التجربةوالخبرة والممارسة، وهذه الطُّرق التي ذكرتُها تعطيكَ جزءًا مُهمًّاوكبيرًا لتطوير مهاراتك في القراءة؛ ولكن يبقى الدور المحوري والرئيسوالمهم عليك أنتَ - عزيزي القارئ. القراءةُ ليستْ هواية كما يظن الكثيرون، ومِن سخف القول أن يجيبَ أحدُهمعندما يُسأل عن هوايته بأن هوايته القراءة، إنها منهج حياة متكامِلوضروري ومهم وحيوي، لمن أراد أن يكونَ مشعل نور وإضاءة، وقائدًا ذاأَثَرٍ في هذه الحياة. وقبل الرحيل، هذه دعوةٌ لقراءة كتاب “عاشق”؛ للشيخ الدكتور/ عائض القرني، والذي يتحدث فيه عن قصته مع القراءة، وفوائد القراءة، ويستعرض بعضالنماذج المبرزة في القراءة منَ السلف الصالح، وهو كتاب يجمع بين المتعةوالفائدة، كَتَبَه الشيخ بأسلوبِه الأدبي الرفيع.

مجموعة مداد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير