تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يا مالكية:هل مالك في الاحتجاج بعمل أهل المدينة متبع ام مبتكر؟]

ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[24 - 03 - 10, 12:07 ص]ـ

هل مالك في الاحتجاج بعمل أهل المدينة متبع ام مبتكر؟

يوسف الخطيب

منقول للمناقشة

اشتهر الإمام مالك بعمل أهل المدينة، وارتبط اسمه بهذا الأصل ارتباطاً وثيقاً. فهو أصل من أصول فقهه،ودليل يعتمده ويحتج به.ومع ذلك لم يبتدع هذا الأصل ولم ينفرد به، ولم يبدأ بتقريره؛بل هو مسبوق إليه. إذ هو من الاصول التي احتج بها سلفه من فقهاء الصحابة والتابعين، واعتبروه حجة معتمدة عندهم.

ذلك أن مفهوم العمل قد ظهر في وقت مبكر يالمدينة. إذ كانت مدرسة المدينة ترى المكانة العليا لهذا العمل طوال القرون الاولى الى عهد مالك.

وتتمثل قضاياه في أقضية عمر بن الخطاب،وتتبعه للسنن، واعتماده على مشاورة الصحابة،الذين كانوا متوافرين بالمدينة. وفي اقضية عثمان بعده.

وجاء التابعون فأخذوا تلك القضايا مع ما انضاف إليها من آثار الصحابة، وأقضية الأئمة،وكان العمل يتمثل فيما اشتهر من تلك القضايا، وعرف مأخذاً لأهل المدينة.

ومما يدل على اعتبار سلف مالك بهذا الأصل أمران:

أحدهما: الاحتجاج به

ثانيهما: استعمالهم مصطلحات في العمل،سار مالك على نهجهم فيها،ونقل بها قضاياه.

وقد أثر عن عدد من أهل المدينة، من الصحابة والتابعين، مواقف متعددة.وأقوال كثيرة، تدل على ان عمل أهل المدينة حجة عندهم. منها:

1 - ما روي عن عمر بن الخطاب قال على المنبر: أُحرج بالله عز وجل على رجل روى حديثاً العملُ على خلافه.

2 - كان أبو الدرداء يسأل فيجيب. فُيقال له: بلغنا كذا وكذا بخلاف ما قال. فيقول: وانا قد سمعته. ولكني ادركت العمل على غيره.

3 - ما روي عن زيد بن ثابت أنه قال:إذا رأبت أهل المدينة على شئ فاعلم أنه السنة.

4 - نقل ابن عبد البر عن أبي بكر بن عبد الرحمن المدني أنه وصف عمل أهل المدينة بأنه (الحق الذي لا شك فيه)

5 - ما رواه قتادة عن سعيد بن المسيب حينما سُئل عن الرجل يتزوج وهو محرم؛ فقال (أجمع أهل المدينة على أن يفرق بينهما)

6 - ما روي عن ابي الزناد أنه قال: كان عمر بن عبد العزيز يجمع الفقهاء، ويسألهم عن السنن والأقضية التي يعمل بها فيثبتها. وما كان منها لا يعمل به الناس ألقاه، وإن كان مخرجه من ثقة.

وهناك أمثلة كثيرة عنه وعن غيره مثل: سليمان بن يسار والقاسم بن محمد وابن شهاب الزهري وربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري.

من هذه النصوص وأمثالها يتبين لنا ان الإمام مالكاً مسبوق بهذا المنهج. وأن سلفه قد عمل به. وجاء هو تابعاً فيه.

ونرى في هذه النصوص ايضاً أثر مدرسة المدينة في شخصية مالك. فكما راى فقهاءها يحتجون بعمل اهل المدينة، رآهم كذلك يستعملون من الاساليب ما يدل على اعتبارهم هذا الاصل. فمنهم من يحتج بما أدرك عليه الناس. أو بما جرى به القضاء عندهم. ومنهم من يعبر عنه بالأمر القديم عندهم.

هذه الاساليب وغيرها، قد سار مالك على نهجهم فيها. فنقل بها قضايا عمل اهل المدينة. مما يوضح جلياً أنه كان شديد الاتباع لهم. بعيدا عن الابتداع. ميالاً الى التأسي بمن سبقه. مجانباً لما يخالف أصول مدرستهم. ولذا كان عمل اهل المدينة أحد الأصول التي اعتمد عليها في الاجتهاد والاستنباط.

فإن كان في ذلك نقد او نقاش فليس من العدل ان يوجه الى مالك وحده. وإن كان فيه حكاية حال، ونقل اخبار وافعال، فهو وغيره ممن سبقه من علماء المدينة، ومن شيوخه،ومن روى عنهم سواء، إلا أن يكون مالك أكثر فيه النقل. وعدّد فيه القول. فيكون قد اسدى الى الاجيال اللاحقة جميلاً؛ حيث حفظ لهم ما لم يحفظه غيره. ونقل إليها ما لم يتح لغيره من ممارسة هذا المنهج مع علماء المدينة؛ وخاصة فيما لا نص فيه.

وإذا تقرر أن مالكاً قد سُبق في الاحتجاج بعمل أهل المدينة، فما سبب شهرة نسبته إليه؟

أولاً: كثرة ما ابتلي به من الافتاء

ثانياً: انه دوَّن بعض ما أفتى به معتمداُ على أقوال أهل المدينة، وكان اشهر من أخذ بذلك فنسب القول إليه.

الثالث: مخالفة بعض فتاويه للأخبار التي رواها هو.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 02:03 ص]ـ

بارك الله فيكم

الآثار المروية عن الصحابة هي من باب الناسخ والمنسوخ

وعمل المدينة هي من باب التواتر أو الاجتهاد الجماعي

فليتنبه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير