تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجواهر الثمينة في طريقة دراسة مذهب عالم المدينة]

ـ[أبو العباس ياسين علوين المالكي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 04:37 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على رسول الله و آله الطاهرين.

فهذه رسالة متواضعة في المنهجية السليمة-إن شاء الله- لتحصيل الفقه المالكي و التمكن فيه بإذن الله تعالى، ثم بعد ذلك الإفاضة إلى المطولات و كتب الفقه المقارن و الخلاف العالي.

و الله ولي التوفيق ..

الجواهر الثمينة

في

طريقة دراسة مذهب

عالم المدينة

(المذهب المالكي)

بقلم

أبي العباس ياسين علوين الفاسي المالكي

- غفر الله لوالديه و مشايخه -

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفرهذ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله – صلى الله عليه و آله و سلم-.

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"آل عمران:102.

"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" النساء:1.

"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" الأحزاب:70 - 71.

و بعد:

فلا يخفى على ذوي الفهم و التدقيق و الغوص في العلوم و التحقيق, أن تحصيل الفقه الإسلامي من مهمات الأمور، لحض الحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم أيما حض، كما جاء عن سيدنا ابن عباس ـ عليه السلام ـ كما في المسند و غيره و هو صحيح مرفوعا:" من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" 1، و فضل الفقه معروف قدره،

وكتبت في شرفه المؤلفات ما بين صغير و كبير و متوسط.

لكن الذي يهمني الآن هو الكلام على المنهجية الصحيحة-إن شاء الله-لتحصيل "فقه أهل المدينة"

و لتحصيل الفقه طريقتان:

الطريقة الأولى: التحصيل عن طريق دراسة كتب شروح الحديث, "كفتح الباري شرح صحيح البخاري" ... إلخ.

هذه الطريقة لن تعدم فائدة، لكن فائدتها قاصرة، لأن الطالب سيتشتت ذهنه فقد يجد في الحديث الواحد خمسة أحكام من أبواب شتى، ولن يستطيع ترتيب المسائل في ذهنه كما هي في كتب الفقه خاصة. وقد كان "علماء الصحوة" 2 في بداياتهم ينصحون بها ثم بعد مرور عشرات السنين تبين لهم قصورها و قلة مردودها.

قد يقول قائل: هذه الطريقة التي ذكرت أنها قاصرة، هي طريقة السلف من القرون المفضلة، كالأيمة الأربعة ...

أقول: هؤلاء العلماء كانت أدوات الفهم عندهم سليقة مع قوة الحافظة، لأن العجمة لم تكن قد استحكمت بعد، ولهذا لما رأى العلماء بداية غزو اللغات الأخرى لغةَ العرب فزِعوا إلى تدوين المؤلفات في اللغة و الأدب و النحو و علم الاشتقاق ... إلخ.

لذلك من جاء بعدهم لم يتخذ نفس طريقتهم، فدونت الكتب الفقهية البحثة على الأبواب المعروفة الآن، و انتشرت كتب المذاهب الفقهية الأربعة و أصبح لها تابعون أسسوا مدارسها.

قلت: و لذلك تجد كثيرا من الإخوة الذين أرادوا اتخاذ هذه الطريقة وسيلة للتفقه في الدين، قلما يستمرون، فتجد أحدهم يبدأ بشرح عمدة "الأحكام" ثم لا يكمله فينتقل إلى "سبل السلام" ثم إلى "نيل الأوطار" ... و هكذا ينتقل بين الكتب وهو لم يؤسس لفقهه، و لا ينتبه لاختلاف مذاهب الشُرّاح و أصولهم و قواعدهم، فيحصل له تخبط يُعِيقه عن الاستمرار، وهذا معروف و مشاهد.

الطريقة الثانية: التحصيل عن طريق دراسة الكتب التي تعنى بالفقه خاصة، مرتبة على الأبواب جامعةً لمسائله.

وهذه طريقة العلماء بعد تدوين المذاهب الأربعة، و إذا ألقيت نظرة صغيرة إلى أصحاب الكتب التي استفادت منها الأمة لوجدت أنهم كانوا على هذه الطريقة، أنظر إلى الطحاوي الحنفي و البيهقي الشافعي و ابن عبد البر المالكي و ابن قدامة الحنبلي و هل تعرف النسفي و الزيلعي و العيني؟ الأحناف، و عبد الله بن وهب و ابن قاسم وابن مهدي و مصعب الزهري و ابن العربي و القرطبي؟ المالكية، و ابن الجوزي وابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب؟ الحنابلة، و السبكي و النووي و الذهبي و ابن كثير؟ الشافعية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير