تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صيد الفوائد (2): بيان زغل العلم. للذهبي. عرض وإفادة. (مفيد لطالب العلم)]

ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 06:49 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

أما بعد:

فهذا استكمال لسلسلة كنت قد ابتدأتها سابقا ..

أقوم فها بعرض كتاب لأحد الأعلام (عرض لأهم مواضيعه .. ما يتميز به .. طبعاته .. فوائد مقتنصة منه .. )

ومن فوائدها:

1 - أخذ الفائدة منها ..

2 - شحذ الهمة إلى قراءة الكتاب لمن لم يقرأه.

ولا أزعم أني أتيت فيها بجديد ..

....

الكتاب: بيان زغل العلم.

المؤلف: مؤرخ الإسلام: الحافظ الذهبي.

موضوع الكتاب: يتضح من عنوان الرسالة مقصود الحافظ من تأليفها ..

فقد أراد الذهبي – رحمه الله- أن يجلي في رسالته ماهو دخيل على العلم ..

والزغل هو: الشئ المغشوش ..

تقول هذا خال من الزغل .. أي: خال من العيب.

استعرض الذهبي في رسالته جمعا من العلوم و بين مادخلها من الزغل والدخن ..

وكذا استعرض بعض النقص الحاصل لبعض من تخصص في بعض هذه العلوم.

ابتدأ بالقراء وبين أن في بعضهم تنطع زائد وغفل عن تدبر القرآن والاستعاضة عنه بتحرير مخارج الحروف ....

ثم ثنى بالمحدثين ثم بالفقهاء .. وهكذا إلى آخر الرسالة ..

أهم مايميز الرسالة:

تركيز الحافظ على مواطن الخلل عند جمع من المشتغلين بعلم الشريعة .. يستفيد منه طالب العلم في محاولة الابتعاد عنها.

× إشكال في الرسالة:

أشكل على كثير ممن قرأ الرسالة كلمات جائرة صدرت من الحافظ في وصف ابن تيمية .. ومعارضتها للمستفيض من كلامه حول فضل ابن تيمية وبيان غزير علمه وصحة معتقده ..

مما جعل البعض يشكك في أن مثل هذا الوصف مدسوس على الذهبي دسه بعض الحانقين على شيخ الإسلام في الرسالة ..

غير أن نسخة وصلتنا منقولة عن نسخة الحافظ خليل بن كيكلدي العلائي تلميذ الذهبي الذي صرح فيها بنقله الرسالة عن خط الذهبي .. تبدد هذا الزعم ..

إّذا كيف يمكن توجيه هذه المقالة؟

بين القونوي – محقق الرسالة- أن الذهبي – رحمه الله- كان يرى بعض التصرفات من شيخ الإسلام و التي كانت لا تعجبه فيفسرها ويحللها بتفسير من عنده هو غير مصيب فيه ..

فكان يرى عزته .. فيتوهم أنها كبر منه.

ويرى تحدثه بنعمة الله عليه فيخاله عجبا ..

ويرى ثباته على الإصلاح فيحسبه حبا للظهور ..

ويرأى جداله واحتجاجه لاجتهاده, فيعده ممن لا يلتفتون لنصح ناصح ..

رأى أكثر هذه الأمور ممزوجة بحدة شيخ الاسلام في الحوار ..

و لاشك أن الذهبي مخطئ في تحليله هذا

(لزيادة بسط في هذه المسلة راجع مقدمة ط: القونوي)

غفر الله للذهبي وأسكنه فسيح جناته ..

طبعات الرسالة:

1 - طبعة محمد زاهد الكوثري .. الحنفي المتعصب

ولا يستبعد أن من أسباب نشره للرسالة محاولة النيل من ابن تيمية.

2 - طبعة الشيخ محمد العجمي اعتمد فيها على الطبعة السابقة.

3 - طبعة محمد بن عبد الله أحمد (أبو الفضل القونوي).

وهي أجود طبعات الكتاب ..

اجتمع له في تحقيقه خمس نسخ خطية مع نسخة الحافظ العلائي الآنفة الذكر والتي اعتمدها في التحقيق.

وصدر التحقيق عن دار المأمون ومكتبة الرشد.

× بعض الفوائد المقتنصة من الرسالة:

[تواضع الذهبي]

" فيا هذا , لا تكن مثلي فإني نحس أبغض المناحيس" ص107

[وصية لطالب الحديث]

" فطالب الحديث ينبغي له أولا أن يحصل: " الجمع بين الصحيحين", و" الأحكام" للضياء, أو غيره, ويدمن النظر فيه".ص107

[ذم التعصب]

" وإن كانت همتك في طلب الفقه الجدال والمراء , والانتصار لمذهبك على كل حال, وتحصيل المدارس, والعلو , فماذا فقها أخرويا , بل ذا فقه الدنيا ...

فما أظنك تقول غدا بين يدي الله تعالى: تعلمت العلم لوجهك, وعلمته, فاحذر أن تغلط فتقولها , فبقال لك: "كذبت , إنما تعلمت ليقال لك: عالم, وقد قيل" , ثم يقال: اسحبوه في النار, رواه مسلم.

فلا تعتقد أن مذهبك أفضل المذاهب, وأحبها إلى الله, فإنك لادليل لك على ذلك, ولا لمخالفيك أيضا , بل الأئمة – رضي الله عنهم- على خير كثير, ولهم في صوابهم أجران, وفي خطئهم أجر, في كل مسألة مسألة." ص123 - 124.

[النحوي إذا عري عن علم الكتاب والسنة]

" النحوي إذا أمعن في العربية, وعري عن علم الكتاب والسنة بقي فارغا بطالا لعابا, ولا يسأله الله تعالى – والحالة هذه- عن علمه في الآخرة , بل هي كصنعة من الصنائع" ص126.

[حول تفسير الرازي]

" قل من يعتني اليوم بالتفسير , بل يطالع المفسر – المدرسون-: تفسير فخر الدين الرازي, وفيه إشكالات وتشكيكات, لا ينبغي سماعها" ص128.

[حول علم المنطق]

" المنطق نفعه قليل, وضرره وبيل, وما هو من علوم الإسلام, والحق منه كامن في النفوس الزكية, بعبارات عربية, والباطل فاهرب منه , فإنك تنقطع مع خصمك, وأنت تعرف أنك محق, وتقطع خصمك وأنت تعرف أنك على الباطل, فهي عبارات دهاشة, إن قرأتها للفرجة لا للحجة , وللدنيا لا للآخرة , فقد ضيعت الزمان , وأتعبت الحيوان, وأما الثواب فا يأس منه, وكن من العقاب على حذر, والسلام. " ص134.

والله أعلم.

وكتبه:

عبد العزيز النجدي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير