[فائدة: الجهاد ثلاثة أنواع: دفع، وطلب، ودفع طلب!]
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 12:40 ص]ـ
قال ابن القيم - رحمه الله -:
فإذا كانت المسابقة شرعت ليتعلم المؤمن القتال ويتعوده ويتمرن عليه: فمن المعلوم أن المجاهد قد يقصد دفع العدو إذا كان المجاهد مطلوباً والعدو طالباً، وقد يقصد الظفر بالعدو ابتداء إذا كان طالباً والعدو مطلوباً، وقد يقصد كلا الأمرين، والأقسام ثلاثة يؤمر المؤمن فيها بالجهاد.
وجهاد الدفع أصعب من جهاد الطلب؛ فإن جهاد الدفع يشبه باب دفع الصائل، ولهذا أبيح للمظلوم أن يدفع عن نفسه، كما قال الله تعالى {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} [الحج / 39]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد "؛ لأن دفع الصائل على الدين جهاد وقربة، ودفع الصائل على المال والنفس مباح ورخصة، فإن قُتل فيه فهو شهيد، فقتال الدفع أوسع من قتال الطلب وأعم وجوباً، ولهذا يتعين على كل أحد يقُم ويجاهد فيه العبد بإذن سيده وبدون إذنه، والولد بدون إذن أبويه، والغريم بغير إذن غريمه، وهذا كجهاد المسلمين يوم أحد والخندق، ولا يُشترط في هذا النوع من الجهاد أن يكون العدو ضِعْفي المسلمين فما دون؛ فإنهم كانوا يوم أحد والخندق أضعاف المسلمين، فكان الجهاد واجباً عليهم؛ لأنه حينئذ جهاد ضرورة ودفع لا جهاد اختيار، ولهذا تباح فيه صلاة الخوف بحسب الحال في هذا النوع، وهل تباح في جهاد الطلب إذا خاف فوت العدو ولم يخف كرته؟ فيه قولان للعلماء هما روايتان عن الإمام أحمد، ومعلوم أن الجهاد الذي يكون فيه الإنسان طالباً مطلوباً أوجب من هذا الجهاد الذي هو فيه طالب لا مطلوب والنفوس فيه أرغب من الوجهين، وأما جهاد الطلب الخالص فلا يرغب فيه إلا أحد رجلين: إما عظيم الإيمان يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله، وإما راغب في المغنم والسبي، فجهاد الدفع يقصده كلُّ أحدٍ، ولا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعاً وعقلاً، وجهاد الطلب الخالص لله يقصده سادات المؤمنين، وأما الجهاد الذي يكون فيه طالباً مطلوباً: فهذا يقصده خيار الناس لإعلاء كلمة الله ودينه، ويقصده أوساطهم للدفع ولمحبة الظفر.
" الفروسية " (ص 187 – 189).
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[06 - 01 - 05, 02:39 ص]ـ
أحسنتم شيخنا الكريم على اختياركم لهذا الموضوع المهم و صدق ابن القيم"جهاد الدفع يقصده كلُّ أحدٍ، ولا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعاً وعقلاً"
ـ[المنيف]ــــــــ[06 - 01 - 05, 03:36 ص]ـ
صدق ابن القيم
"جهاد الدفع يقصده كلُّ أحدٍ، ولا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعاً وعقلاً"
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 07:12 ص]ـ
يقصد جهاد دفع شيطان نفسه، وإلا لم يكن له معنى في هذا الوقت!!!؟؟؟!!!
على رأي بعضهم
ـ[المضري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:47 ص]ـ
أضحك الله سنك يا أبا علي:).
وشكراً للأخ إحسان على الفائدة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 01 - 05, 02:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً
((أضحك الله سنك يا أبا علي:)))
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[06 - 01 - 05, 04:06 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا وقد كان أهل السنة والجماعة المتمسكين بغرز السلف يدفعون شبه المنهزمين في قصرهم الجهاد على جهاد الدفع فقط ونفيهم لوجود أو وقوع جهاد الطلب .. ثم طال بنا الزمان وكثرت الأوهام والفتن وأصبحنا الآن ندافع عن جهاد الدفع لاثباته أمام المخذولين المخذلين الذين كره الله انبعاثهم فالله نشكو غربة الإسلام وتصدر الجهال، وهذه إحدى الرزايا في زمن البلايا، فلم يسبق إلى هذا عالم من علماء أهل السنة، بل هو فقه قادياني أو بهائي أو رافضي، وقد نزه الله أهل السنة عن هذه المذاهب النجسة، التي لا يقرها شرع ولا عقل، بل حكى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (6/ 118) ما نصه:" قيل لبعض شيوخ الرافضة إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس وسبوا الحريم وأخذوا الأموال هل نقاتلهم؟ فقال: لا، المذهب أنّا لا نغزو إلا مع المعصوم. فقال ذلك المستفتى مع عاميته: والله إن هذا لمذهب نجس" اهـ
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21).
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[06 - 01 - 05, 04:09 م]ـ
بارك الله فيكم يا ابا عمرو
ما اجملت ما نقلت:
قيل لبعض شيوخ الرافضة إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس وسبوا الحريم وأخذوا الأموال هل نقاتلهم؟ فقال: لا، المذهب أنّا لا نغزو إلا مع المعصوم. فقال ذلك المستفتى مع عاميته: والله إن هذا لمذهب نجس" اهـ