تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حقّاً ليس الخبر كالمعاينة أحداث ليلة كاملة قَضّيتُها مع العلاّمة محمد الحسن ولد الددو

ـ[فهد السيسي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 11:18 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي رفع بالعلم أقدار العلماء و اصطفاهم و اجتباهم و جعلهم من أهل الخشية الأتقياء و الصلاة و السلام على من أُوتي الحلم و بشر بالجنة من سلك طريقاً يلتمس فيه العلم و على صحبه و ورّاثه صلاةً و سلاماً دائمين إلى يومٍ لا ينفع فيه شهرة اسم و لا كُبر جسم و إنّما صالح العمل و قلبٌ وُصف صاحبه بالإيمان و السِلْم ..... أمّا بعد:-

فقد أكرم الله عبده الفقير في الشهر المنصرم الأخير بمرافقة الشيخ الكبير و العالم النحرير العلاّمة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي.

و بداية القصّة كانت بأذان مغرب ذلك اليوم حيث توجهت إلى الحرم لأصلي فيه و أكسب من الصلوات ألف و أتقرب إلى ربّي بإتمام الصف لعلّي أن أكون ممّن بالأجر احتف و عنه الوزر قد مُحي أو خفّ , و بعد الصلاة انطلقنا لحضور الدرس المقرّر في كتاب [الأخلاق و السير] للأندلسي ابن حزم من أخذ الكتاب بقوّة و كان من أُولي الذكاء و الفهم , و امتلأت قاعة المحاضرات بالطلاّب في غضون دقائق و حينها تكّشفت لي الحقائق و تيّقنت ما للشيخ من قدر فائق و زاد شغفي لسماع تعليقات خارجة من فهم حاذق لتصل إلى القلوب , لا بل تعانق.

و انتظرنا جميعاً حضور فضيلته المهيب و لحظات و يدخل الشيخ من الباب الأيمن القريب دخولاً إن رأيته وصفته بالعجيب , كلّ ذلك و يعلوه أدبٌ جمٌ هو اليوم نادر أو قل غريب , و صعد فضيلته المنصّة و أُصيب من حسده فكشف غطاءه بغُصّة و استفتح القارئ و فُتحت المقارئ و بدأ الشيخ بالتعليق و أُصيب أكثرنا من نفسه بالحياء و الضيق.

يا الله .... سعة اطّلاع و طول باع و حُسن استدلال و اقناع حقاً إنه حوى من العلم قِلاع فما أدري أأجلس منصتاً بحسن استماع؟! أم أقيّد الفوائد التي تناثرت و قد ضاع منها ما ضاع.

و لكن يُكره الكلام عن ذات العالم و مدحه بما هو فيه دون ذكر العلم المكنون في أصغريه , ومن هذا الباب فإنّي ذاكر لكم إخواني زوّار المنتدى و قرّاء هذا الملتقى من فوائد الدرس ما قيّدته و من أصيل علم الشيخ ما حبّرته و قررتُ زكاته فأخرجته و على هذه الصفحة قد كتبته , ثلاث فوائد لكم قد اخترت و أخرى تركتها مما التقطت لأني في الكتابة حينها ما نشطت فخذها بقوّة و اكتبها بل أرجوك أن تُحسن في رسمها الخط. و هي كالتالي:-

1 - ما يحصل من الخير للإنسان المطيع ليس هذا جزاء طاعته و إنّما هي بركة الطاعة و أمّا العاصي فإنّ ما يحصل له من البلاء و الضيق هو من شؤم المعصية لا من الجزاء و ذلك أنّ الدنيا أقل و أدنى من أنْ يضع الله تعالى فيها جزاءه و لو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء. و الدليل على ذلك:-

أ// قوله تعالى عن الجنة " إنّ هذا كان لكم جزاءً و كان سعيكم مشكورا " و قوله سبحانه " جزاءً من ربك عطاء حسابا " و قوله " و جزاهم بما صبروا جنّة و حريرا " و قال عن الجنة " إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون ".

ب // أنّ المعصية لو كانت جزاءً لما تعّدت العاصي إذ أنّه " لا تزرُ وازرة وزر أخرى " و الشؤم يتعدى العاصي. قال صلى الله عليه و سلّم " ..... و ما لم تحكم أئمّتهم بكتاب الله و يتيخّروا ممّا أنزل الله إلاّ جعل الله بأسهم بينهم ... " [ابن حبان في الصحيح و الحاكم في المستدرك و ابن ماجة في السنن كتاب الفتن 4019].

و في الأثر " .... حتّى البهائم تلعنهم بذنوبهم .. ".

قلت: كنت أحسبُ هذا اللفظ مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم

فنبّهني شيخنا الدكتور / سليمان العمير – حفظه الله – إلى أنّه لا يصح في هذا حديث مرفوع و إنّما هذا اللفظ من قول مجاهد و عطاء كما ذكر ذلك ابن كثير – رحمه الله – في [تفسيره] لقوله تعالى " ... و يلعنهم اللاعنون ... " سورة البقرة: 159.

ج // أنّ الله سمّى الآخرة بيوم الجزاء. قال تعالى " مالك يوم الدين " و معناه: يوم الجزاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير