فإذا اقتنعتي بكلامي فأوصيك ثم أوصيك ثم أوصيك أن لا تلتفتي لوساوس الشيطان الذي يوهمك انك لن تستطيعي طلب العلم الا عن طريق المشايخ , بل يجب عليك الاحتياط لنفسك فالمرأة مكانها في بيتها معززة مكرمة
و أتركك مع هذه الفتوى من موقع الاسلام سؤال و جواب
السؤال: في بلدنا طالب علم له قدم في العلم وهو يحثنا على العلم والتقوى واتباع السنة والتأدب مع أهل العلم ونحسبه على منهج سلفي حق، وما يعلمنا في الدين شيئا إلى وله سند من كتاب أو سنة ويذم التقليد وإن كان تقليدنا له، ونحسبه يتقي الله في التعامل معنا كنساء سواء في الفتاوى أو غيرها، ويمكننا أن نخدم دعوتها بعض الخدمات من نشر علمه وكذا، لكن وللأسف علمت من امرأة أحسبها صادقة أنه كان على علاقة غير صحيحة بها وذلك في السر، أؤكد ذلك في السر، وحكت أنه يحاول أن يجعل الأمر يأخذ شكلا شرعيا من الزواج لكن ظروفه تمنعه لكنه وللأسف على الرغم من ذلك لم يقطع كلامه معها ويقول انه يحاول أن يهيء الظروف فهل نمتنع عن طلب العلم عنه وعن التعامل معه خاصة وقد أخذ الشيطان يوسوس لي ويقول لي أنه يقول ما لا يعمل ويشككني في كل شيء يقوله، أم نقول أن لكل إنسان خطأ وقد يكون مغلوب على هذا الذنب خاصة وقد علمناه يتقي الله في تعامله معنا، وخاصة أن هذا سر لا يعلمه إلا أشخاصا معدودين وأظن أنه لا يعلم بعلمي بهذا أصلا وليس معصوم إلا الأنبياء.
الجواب:
الحمد لله
من الحق أن نقول إنه لا أحد من معصوم من المعاصي جميعها، بل لكل أحد خطؤه وذنبه فيما بينه وبين ربه، وهكذا حال بني آدم:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ) رواه مسلم (2749).
لكن من الحق أيضا أن نقول: إن شأن عباد الله ليس كالذي يعمله هذا الطالب الذي يعلم النساء دينهن!!
إن الله تعالى قال عن عباده المتقين: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) الأعراف /200 - 202.
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:
" ولما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان، الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين، وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسه طائف من الشيطان فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب، تذكر من أي باب أُتِيَ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه، وتذكر ما أوجب اللّه عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر واستغفر اللّه تعالى، واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه خاسئا حسيرا، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه.
وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم، فإنهم إذا وقعوا في الذنوب، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب، ولا يقصرون عن ذلك، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء، لأنها طمعت فيهم حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر " انتهى.
"تفسير السعدي" (313).
فأي الصنيعين فعل هذا الطالب يا ترى؛ هل فعل ما يفعله المتقون إذا أذنبوا؛ لقد كان عليه أن يتذكر، ويبصر نفسه وما جنت يداه، أن يكون هو معلم الناس الخير، ويعطيه الناس الأمان على بناتهم، ويستأمنه النساء على أديانهن، ثم هو يفعل ما يفعل:
وراعي الشاةِ يحمي الذئب عنها فكيف إذا الرعاة لها ذئابُ؟!!
لقد كان عليه أن يعلم من أين أتي، وبأي شيء افتتن، فيغلق عن نفسه باب الفتنة، ويسد على الشيطان مسالكه إليه؛ لقد كان عليه أن يشتغل بدعوة الرجال وتعليمهم، ويدع ذلك لغيره، لكنه مع ذلك استمر، واستمر في علاقته واتصالاته، وكل هذه منكرات، كان عليه أن يدعها، وأن يدع ذلك الباب كله: باب تعليم النساء، والاتصال بهن ما دام قد أصابته الفتنة:
¥