[طالب العلم .. والعيش مع الكتاب .. خير جليس]
ـ[تركي سعيد]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:47 ص]ـ
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير
نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ..
وبعد
فقد كتبت موضوعاً في منتدى شؤون الكتب عرضت فيه مكتبتي للبيع، وقد بينت بعض
ما قد يكون سبباً لإقدامي على مثل هذا القرار في موضعه لمن أراد الرجوع إليه، ثم انبعث
في ذهني أن مثل هذا القرار قد يوهم البعض أن طالب العلم خاصةً يمكنه أن يستغني عن مكتبته
أو أن يزهد فيها،ويرى بعد ذلك أنه يستطيع أن يستمر في طلبه للعلم وأنه لن يتأثر بفقدها أو التفريطَ
فيها، وهذا لا يكون أبداً، لأن الكتاب جزء لا يتجزأ لمن ألفه وعاش معه، فهو لا يأنس إلا به ولا يرتاح
إلا عند رؤيته والجلوس معه، وهو أعني الكتاب أصل أصيل ومنبع لا ينضب من العلوم والمعارف
وهو القاعدة التي يستند عليها طالب العلم في تحصيله للعلم والمعرفة بعد الأخذ عن أهل العلم الراسخين
فيه، الذين قد تعسر الحصول عليهم في هذا الزمان،لأسباب كثيرة وهي معروفة للجميع،فأصبح الكتاب
ربما هو المرجع الوحيد لطالب العلم،مع ما يكتنف هذا الأمر من خوف الوقوع في الزلل أو الخطأ.
بل إني أقول إن الكتاب هو سبب عظيم من أسباب الثبات على دين الله، في زمنٍ كثرت فيه الفتن وتكالب
الأعداء على هذه الأمة المنصورة بإذن الله تعالى.
فإذا كان الأمر كذالك وهو من الأهمية بمكان.
فإن من عاش مع الكتاب ألف به، وبقربه وتفيأ بظلاله وسعد ببستانه
فعينه تتقلب بين الرياض الناضرة والثماراليانعة.
وعقله يحس بطعم لايعدله طعم، لايشعربها إلامن خالطها وتلبس بأسبابها.
فعشاق الكتاب يرونه صديقا وفيا، وعالَماً نقيا، تغنى به شعرائهم،وترنم به
بلغائهم ....
هوسلوة للمهمومين، وعزاء للمحزونين ....
وهوالجليس الصادق، والصديق الناصح، وهووعاء ملىءعلما، وظرف حُشِي ظرفا ...
إن شئت ضحكت من نوادره، وإن شئت عجبت من غرائب فرائده.
لايُفشي لك سرا، ولايغتاب عندك أحدا، مأمون بَرُّه، مستجلب خيره
يدلك على الحق ويرسم لك طريقه، وينهاك عن الشرويحذرك من سلوك
طريقه ...
لاشيءأنفع من كتاب يُدرَسُ ... فيه السلامةُ وهوخِلّ مُؤنِسُ
رسم يفيدك مايفيد ذووالنُّهى ... أعمى أصم عن الفواحش أخرس
يصفه كل عاشق بمايحب فيه، ويثني عليه كل محب بمايرى فيه، إن أخطأت
قَوَّمَك، وإن أحسنت ثبتك ..
يتزين لك بأنواع العلوم، ويتحلى لك بأنواع المعارف، يتباهى بأجمل اللطائف،
ويتميزبعدم الإملال، ويتحمل جفاك، ويفرح بلُقياك، يفيدك علم
مامضى، وأخبارمن بقي، وعلم مالم يأتي ..
نعم النَّديم إذاخلوت كتاب ... إنْ خانك النُّدماءُوالأصحابُ
فأبحه سرك قدأمِنت لسانهُ ... أوأن يغيبك عنده مغتابُ
وإذاهفوت أمِنت غرب لسانه ... إن العتاب من النَّديم عذابُ
إخواني .. هذا ما تيسر إراده وأعان الله على تحريره
فإن كان خيراً فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان
وللحديث بقية إن مد الله في العمروأفسح في الأجل
(اللهم الهمني رشدي وقني شر نفسي)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:55 ص]ـ
أعزُّ مكان ٍ في الدُّنا سرجٌ سابح ٍ **** وخيرُ جليس ٍ في الزَّمان ِ كتابُ
هذا الاسبوع عرضَ فيه ثلاثة من الإخوة كتبَهم لبيعها , عدا أنَّ أحدهم وكَّلني لبيع ِ كتبه!! فنرجو المانع خيرا ً.