تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإنك تراه يشاغب على من خالفه، ويعاديه، وينفر منه، ويفرح بالمدح، ويزهو بكثرة الأتباع، وبالضد تتميز الأشياء، وتلك من نتاج العصبيات والحزبيات، لعدم تحقيق عقيدة الولاء والبراء فيصير الولاء للمتبع، والبراء من المخالف، وما كان هذا هدي السلف في الخلاف، لا سيما في الفروع،وكم من مجر للخلاف على ألسنة الناس لمجرد الشغب عليه لمخالفته إياه، أو الزهو بمن اتبعه، ومن أهم علامات الصادق استواء المدح والذم عنده، فإن لم يكن كذلك فليتهم نفسه.

قال الإمام الذهبي في السير عن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.

ثم قال الذهبي: علامة المخلص الذي قد يحب الشهرة، ولا يشعر بها، أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد، ولا يبرئ نفسه، بل يعترف ويقول: رحم الله من أهدى إلىَّ عيوبي، ولا يكن معجباً بنفسه، لا يشعر بعيوبها، بل يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مزمن. أهـ

وما أغلاه من كلام، وصدق من قال: الذهبي ذهبي الكلام، حقاً إنه كلام أغلى من الذهب، فالمخلص إذا اتهم لم يكابر، لم يشمخ بأنفه، ولم تأخذه العزة بالإثم فيقول: أنا .. أنا .. أنا، وإنما يخضع ويذعن، ويخاف ويخشى، ويتهم نفسه، ويسيء الظن بها، ويقول: ويلى، وويل أمي، إنْ لم يرحمني ربى

ختاماً

فيا أخي والله أريد الفلاح لك ولنفسي ولهذا ضع نصب عينيك ما أخرجه الإمام مسلم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى يعرفه نعمته فعرفها، قال فما عملت فيها: قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على زجهه حتى ألقي في النار)). رواه مسلم.

ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 02:42 ص]ـ

حظظ (لسان العرب)

الحَظُّ: النَّصِيبُ، زاد الأَزهري عن الليث: من الفَضْل والخيْر.

وفلان ذو حَظّ وقِسْم من الفضل، قال: ولم أَسمع من الحظِّ فِعْلاً. قال ابن سيده: ويقال هو ذو حَظٍّ في كذا.

وقال الجوهري وغيره: الحَظّ النصيب والجَدّ، والجمع أَحُظٌّ في القِلَّة، وحُظوظ وحِظاظٌ في الكثرة، على غير قياس؛ أَنشد ابن جني: وحُسَّدٍ أَوْشَلْتِ من حِظاظِها، على أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها وأَحاظٍ وحِظاء، ممدود، الأَخيرتان من مُحوّل التضعيف وليس بقياس؛ قال الجوهري: كأَنه جمع أَحْظٍ؛ أَنشد ابن دريد لسُوَيْدِ بن حذاقٍ العَبْدِيّ، ويروى للمَعْلُوط بن بَدَل القُرَيْعي: متى ما يَرَ الناسُ الغَنِيَّ، وجارُه فَقِيرٌ، يَقُولوا: عاجِزٌ وجَلِيدُ وليس الغِنَى والفَقْرُ من حِيلةِ الفَتى، ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ، وجُدُودُ قال ابن بري: إِنما أَتاه الغِنى لجَلادته وحُرِمَ الفقير لعَجْزِه وقِلَّة معرفته، وليس كما ظنوا بل ذلك من فعل القَسّام، وهو اللّه سبحانه وتعالى لقوله: نحن قسَمْنا بينهم مَعِيشَتهم. قال: وقوله أَحاظٍ على غير قياس وهَمٌ منه بل أَحاظٍ جمع أَحْظٍ، وأَصله أَحْظُظٌ، فقلبت الظاء الثانية ياء فصارت أَحْظٍ، ثم جمعت على أَحاظٍ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: من حَظِّ الرجل نَفَاقُ أَيِّمِه وموضع حَقِّه؛ قال ابن الأَثير: الحَظُّ الجَدُّ والبَخْتُ، أَي من حَظِّه أَنْ يُرْغَب في أَيِّمه، وهي التي لا زوج لها من بناته وأَخواته ولا يُرْغَب عنهن، وأَن يكون حقه في ذِمّةِ مأْمُونٍ جُحودُه وتهَضُّمُه ثِقةٍ وفِيٍّ به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير