تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والنصح المقدم لمثل هذا المعجب بنفسه أن لا يجعل كلامه قواعد لا تقبل المخالفة، أو يُسوق بحثه ونظرته على أنها فتوى قاطعة، وحقائق ساطعة، فالفتوى شيء والبحث شيء آخر، والفتوى لها شروط وضوابط ولها أهل، أو يُظهر نفسه على أنه عالم ومحقق، بسبب حصوله على شهادة، أو وظيفة شرعية، وربما كان قارئاً للقرآن أو طالب علم مبتدئ؟ فهذا يجني على نفسه ويُوقع غيره ـ ممن لا علم لهم ـ في الأخذ بأقواله، ظناً منهم بأن هذا الصالح أوالمنتسب لجهة شرعية كلامه معتبر! ويكون ما يطرحه مجرد شُبه تهز قناعات من كان يأخذ بفتوى الراسخين من علماء هذه البلاد، بفعل الإعلام المشاهد والمقروء الذي يُروج أطروحات مثيرة، وشبهاً عديدة، وأقوالاً مُطَّرَحة، تمس المرأة المسلمة في عفافها وحجابها واختلاطها بغير محارمها وإباحة الغناء والموسيقى!! حتى وصل النقاش لعدم وجوب صلاة الجماعة؟! وهذا مما يؤلم كل غيور؟ يَطرحها من لا يُعرف بعلم متين، وفهم سليم، فتفرد له الصفحات وتُخلع عليه الألقاب العلمية، ويتصدَّر وهو يتشفى بمخالفاته ومناكفاته لأهل العلم وطلابه، مدعياً أنه قد جاء بما لم يأت به غيره من التحرير والتدقيق، ويلوم غيره ـ بغلظة ـ بالانغلاق وضيق الأفق والتشديد على الناس!! وكل ذلك دعوى زائفة، وكذبة تافهة.

وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ الله النَّارَ». (4)

قال المباركفوي: «لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ» أي: يجري معهم في المناظرة والجِدَال ليظهر علمه في الناس رياءً وَسُمْعَةً ... «أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ» جمع السفيه وهو قليل العقل، والمراد به الجاهل أي: ليجادل به الجهال، والمماراة من الْمِرْيَةِ وهي الشك فإن كل واحد من المتحاجين يشك فيما يقول صاحبه ويشككه مما يورد على حجته، أو من الْمَرْيِ وهو مسح الحالب ليستنزل ما به من اللبن، فإن كُلاًّ من المتناظرين يستخرج ما عند صاحبه ... «وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ» أي: يطلبه بنية تحصيل المال والجاه وإقبال العامة عليه. (5)

والمزالق العلمية عقبة خطيرة، تؤثر في الفرد والمجتمع وتخلخل بنيانه، مزالق الجرأة على الفتوى، و تفسير النصوص بمفاهيم غريبة! مزالق تَبَنِّي الشاذ من الأقوال، وغرائب المسائل، مزالق حب التصدر والشهرة وثناء الناس، والرغبة الجامحة في الجاه والمنصب من خلال الإفتاء في مسائل معينة!، مزالق البروز الإعلامي، والإكثار من إجراء المقابلات المتلفزة والمداخلات، مزالق الإعجاب بالنفس والكبر والغرور العلمي، كل ذلك مزلةٌ معيقةٌ عن العلم، ومذهبةٌ لبركته، والعاقل من رُزقَ الأناة، وعرف قدر نفسه، وفر بدينه من الفتن.

الهوامش:

(1) البخاري (69) ومسلم (1719).

(2) إعلام الموقعين4/ 222

(3) سير أعلام النبلاء7/ 393

(4) أخرجه الترمذي2654 وغيره، والحديث بمجموع شواهده صحيح.

(5) تحفة الأحوذي (6/ 454).

http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=359514 (http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=359514)

ـ[دار الطرفين]ــــــــ[25 - 07 - 10, 01:45 ص]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب

سنعمل إن شاء الله على إخراج بعض الكتب والمقالات

للشيخ الفاضل سعد السعدان وفقه الله لكل خير ونفع بعلمه ضمن مطبوعات الدار

اخوانكم في دار الطرفين

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 07 - 10, 10:25 ص]ـ

المقال طيب ومفيد، ولكن!

غالبا مقالات ردود الأفعال تقع في دائرة طرفي الجهل على الخصم، أو الانتصار للنفس بالحق والباطل، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم!

والشيخ نفسه ـ جزاه الله خيرا ـ أرجع كثيرا من الغلط في العلم إلى ردود الأفعال كما في مقاله النافع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير